الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تجعلين من طفلك ابناً مطيعاً؟

كيف تجعلين من طفلك ابناً مطيعاً؟
2 مارس 2008 02:51
كثيراً ما تشكو الأمهات من عدم امتثال أطفالهن ''للنصائح أو التوجيهات أو حتى الأوامر''· ويصبح مشهد فقدان الأم لأعصابها حالة يومية متكررة، بينما الطفل لا يمل ولا يعير اهتماماً بتكرار توجيه النصيحة اليه، ولا يكف عن تكرار ما سبق زجره ونهيه عنه قبل دقائق معدودة· لو تخيلنا معاً تصرفات الأم أثناء إحدى حالات شغب الابن أو عبثه بأثاث المنزل ورفضه الاستجابة لما يطلب منه لاستطعنا أن نحدد السبب في عدم طاعته للأوامر· ففي كثير من الأحيان تعطي الأم لوليدها كوب اللبن، أو كوب العصير وتطلب منه الانتباه حتى لا يسكبه قبل الانتهاء من شربه، وتنشغل بأمور أخرى ولا تنتبه إلا بعد فوات الأوان، فتثور ثائرتها لأنه لم يسمع الكلام، أو سيدة أخرى لا تكاد تنهي من تحذير طفلها من اللعب بالأدوات الحادة، أو من من تسلق الدواليب أو سور الحديقة حتى لا يصيبه الضرر فتفاجأ بأنه عاد الى تسلق المكان المرتفع بعد دقيقة واحدة من ضربها أو تحذيرها له· وعندما يكرر ذلك لا تستطيع الأم اخفاء فشلها علانية قائلة: ''خلاص·· انا احترت ومليت من تصرفاته ولا استطيع إقناعه''· وثانية لا تتوقف عن الصراخ والانفعال والعصبية مع ابنها طوال اليوم ويسمعها جيرانها وهي تهدده بالمزيد من الضرب أو الحبس في البيت أو بصور العقاب الأخرى التي لا تنفذ منها شيئاً· وثالثة تضحك من ردود أفعال ابنها أو نطقه بكلمات بها إهانة لأنه قالها بشكل ظريف· ورابعة تظل تصرخ وهو يصرخ في المقابل حتى يبتعد أحدهما عن الآخر· وخامسة تقفز من مكانها بمجرد أن اقترب ابنها من التلفزيون· وقد لا يكون عنده نية مسبقة للاقتراب منه ولكنها بردة فعلها تثير فيه الرغبة في التحدي وتنبهه الى فعل ذلك، فيتجه للتلفزيون ويعبث به بينما هي جالسة تتفرج عليه وتقول لصديقتها: ''عرفت الآن لماذا حذرته ولماذا لا يسمع الكلام؟''، وهناك نموذج آخر من الأمهات يندهشن عندما يعلمن أن أبناءهن يستجيبون لمُدرسة في المدرسة ويطيعونها· قد تحاول الأمهات في هذه النماذج توجيه أطفالهن الوجهة الصحيحة، ولكن لا توجد عند أي منهن الرغبة الجادة في إقناع الطفل بما يردنه أن يقتنع به، بل إن بعضهن من غير قصد يعطين الابن إشارة للبدء في التصرف غير المقبول، أو أنها في حالة توقع دائم للسلوك المرفوض من ابنها· ولكن ليست الأمهات جميعهن مثل النماذج التي قدمناها فهناك بالتأكيد أمهات قادرات على إدارة شؤون تربية الأبناء بمنتهى الود والحزم معاً· وعلينا أن ندرك أن هناك لحظات يفلت فيها الزمام·· أو لحظات يسمح فيها بشيء من الدلع والتدليل، وأحياناً نعامل أبناءنا على أنهم ذوو تربية سيئة عندما تكون أعماقنا قلقة ومتوترة ويحدث العكس عندما نكون في حالة نفسية ومزاجية مستقرة· إن الصورة العامة لعلاقتنا بأبنائنا في سنوات حياتهم الأولى تكون طبيعية إذا عرفنا كيف نكون مثلاً أعلى لهم، وأن نوحي إليهم بهدوء وثقة كيف يتصرفون، وكيف يبتعدون عن السلوكيات الضارة أو المؤذية أو غير المقبولة، فالطفل يحب دائماً أن نعامله كإنسان ناضج وعندما نعامله فعلاً على أنه إنسان ناضج فإنه يستريح إلى ذلك ويتصرف بنضج وبتقليد لتصرفات الناضجين، وعندما يقترب من الخطر فمن المؤكد أننا سنبعده بالقوة· نحن أحياناً نفتعل المعارك مع الأبناء كأننا أنداد لهم ولا نمارس عليهم مسؤولياتنا كمسؤولين عنهم، ونتصرف بروح عدم الثقة بأنفسنا لمدة لحظات ونعامل أبناءنا على أنهم ذوو تربية سيئة فعلاً· باستطاعتنا أن نقول للطفل ''افعل هذا ولا تفعل ذلك''، وكلنا يفهم أن القيادة السليمة لأمور الطفل تتطلب منا أسلوباً ثابتاً ورصيناً وهادئا ومقنعاً لأن كل واحد منا يرغب في الكمال الإنساني لنفسه ولأبنائه، ولهذا كله نحن نشعر ونتكلم ونسلك معهم ونقنعهم أنهم يستطيعون فعل ما نقول عندما نتحدث إليهم بأسلوب هادئ تسوده روح الود والصداقة· لا ننسى أنفسنا ونحن نتكلم معهم حتى لا تظهر علينا أمراض طفولتنا عندما كان الآباء يوجهون اللوم لنا أو يستنكرون ما نفعل· فعندما يشعر الطفل أن الأم جادة فيما تقول فإنه ينفذ ما تطلبه منه بهدوء وانضباط وعدم تردد· إن تربية الابن على قواعد السلوك السليم مسألة نتعلمها من خلال التلقائية والتجربة معاً لأننا نحب أبناءنا ونرغب أن ينشأوا على نحو مثالي· وكل أم تعرف أنها تملك حاسة الرادار الذي يشعرها بكل ما يفعله أطفالها حتى وهي بعيدة عنهم·· وإذا لم يعتد الطفل سماع اتهامات الأم سيكون حريصاً على أن يكون عند حسن ظنها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©