السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحديات زراعة الخضراوات

15 أكتوبر 2012
أثنت الكثير من دول العالم على تجربة دولة الإمارات، في مجال زراعة النباتات التي تتحمل الملوحة وتقاوم الحرارة، وتوجهها الحالي في مجال زراعة النباتات المحلية، لمواجهة شح المياه الذي تعاني منه معظم دول الوطن العربي ودول الخليج العربي بالأخص، ولأن الخضراوات من المحاصيل التي تدر عائدا نقديا مرتفعا مقارنة بالأنواع الأخرى من المحاصيل، فقد زاد الطلب عليها ضمن المبادلات التجارية العالمية مقارنة بالغلة من محاصيل الحبوب. اليوم تركز هيئة البيئة في أبوظبي وإدارات الزراعة والبيئة في بقية إمارات الدولة، على البحث عن كل ما يمكن أن يوفر الطاقة ويرشد استهلاكها إلى جانب الحد من هدر المياه، وأصبحت دولتنا تركز على البحث عن الخضراوات التي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف نظرا لعوائدها المرتفعة، كما أنتشرت برامج تربية متطورة للأنواع الرئيسية منها ضمن البحوث التي تجرى في المركز الدولي للزراعة الملحية، لصالح البرامج في مجال الاستدامة. ويعد ارتفاع معدلات التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، سببا مهما يؤدي إلى تفاقم تدهور الأراضي وموارد المياه، مما ينعكس على إنتاج الخضراوات في المنطقة، ويساهم في تحديد الأصول الوراثية للخضراوات التي يمكن أن تدر عائدا أقتصاديا كبيرا في ظل الظروف المناخية القاسية، كما يساهم في المحافظة على الإنتاج النباتي المستدام في المنطقة، لذلك يتم البحث من خلال الأبحاث، وإن كانت هذه الأبحاث محدودة وقليلة عن المأمول. ويتزايد الاهتمام حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول المنطقة، بالزراعة المحمية القائمة على إنتاج الخضراوات للحد من الاستيراد، ومن أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، ولذلك يتم الإكثار عن طريق البذور في الحقل مباشرة باستخدام مياه ري منخفضة الملوحة، واختبار تأقلمها العام مع البيئة المحلية وغلتها الإنتاجية، وهذا ما يمكن التوسع فيه خلال السنوات القادمة في المزارع التي تحولت إلى أراضٍ تضم رفات الأشجار وقبور الخضراوات. وقد طور المركز الدولي للزراعة الملحية اختبارا مخبريا بسيطا يعتمد على استخدام محلول لتقييم تأثير الملوحة على النبات، وقد حصل المركز على 600 سلالة وراثية لبعض محاصيل الخضراوات الهامة من مصادر مختلفة، كما استطاع المركز تحديد السلالات المرتفعة الغلة والمتأقلمة مع البيئة المحلية خلال مرحلة إكثار البذور الأولية. واليوم وصلت إنتاجية محصول الهليون على سبيل المثال إلى 3 أطنان بالهكتار خلال السنة الثانية من النمو، والتي تماثل تقريبا الإنتاجية في الظروف المثلى، كما بلغت إنتاجية سلالات اللوبيا البلدي إلى 4.9 طن بالهكتار، كما تم إنتاج سلالات الخردل وهي غلة جيدة ووصلت إلى حوالي اثنين ونصف طن في الهكتار، مع عدم ملاحظة فروق في النمو بينها، ونأمل أن تساهم أبحاث المركز في تحديد سلالات الخضراوات الأكثر تحملا للملوحة والحرارة، ويعد ذلك من المهام الشاقة والصعبة والتي تتطلب منهجا متعدد التخصصات، بما في ذلك التقنية الحيوية والهندسة الوراثية وتضافر جهود المؤسسات الوطنية والدولية. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©