الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان العلوم.. منجم متحرك للمعرفة والترفيه

مهرجان العلوم.. منجم متحرك للمعرفة والترفيه
15 أكتوبر 2012
لا يقتصر الدور الذي يلعبه مهرجان أبوظبي للعلوم على تقديم أوجه المعرفة للنشء من طلبة المدارس، وإيجاد أساليب جديدة للإضاءة على مبادئ التكنولوجيا والابتكار، إذ يسعى بشكل مباشر الى توفير أجواء ملائمة لتدريب المرشدين من طلبة الجامعات على التواصل مع الأطفال، وتقديم الشرح الكافي لهم عن الفعاليات المتخصصة، وهو بذلك يحقق أكثر من هدف في آن واحد، ولاسيما أن عدد المرشدين العلميين لهذه السنة وصل إلى 800 طالب وطالبة. المرشدون العلميون من مختلف جامعات الامارة خضعوا على مدى أسابيع إلى دورات متخصصة في فنون الشرح والاجابة على الأسئلة بطريقة واضحة تتناسب مع أعمار الصغار. وكان ذلك على يد خبراء في الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء وسواها من المساقات التي يحتاج البحث فيها الى دراية كافية لتقديم أفضل ما يمكن للجمهور. روح الاكتشاف الأيام الأولى من مهرجان أبوظبي للعلوم شهدت إقبال مئات العائلات التي توافدت إلى موقعي الحدث المنظم ما بين المركز الوطني للمعارض وكورنيش العاصمة، وكانت الدهشة الممزوجة بروح الاكتشاف والرغبة في خوض تجارب ورش العمل، من أبرز سمات المهرجان الذي يواصل نجاحاته للسنة الثانية على التوالي، وقد أثبتت لجنة أبوظبي للعلوم والتكنولوجيا الجهة المنظمة والمشرفة على الحدث، دقة اختيارها للفعاليات التي تمنى كثيرون لو أنها تندرج بشكل أو بآخر ضمن المناهج التعليمية، والسبب أنها توفر معلومات قيمة لطلبة المدارس من الفئة العمرية من 5 -10 أعوام. ومع كل مشاهد التنوع التي تغلف المهرجان الغني بفقراته الـ170، من برامج التفاعل الى العروض الباهرة لأسماء عالمية لامعة، يستوقفنا الاندماج ما بين الطلبة والأهالي من جهة، والمرشدين العلمين من جهة أخرى. ويتحدث المرشد حمد علي السويدي، وهو طالب إدارة أعمال في جامعة الحصن عن أهمية إطلاق مهرجان أبوظبي للعلوم، والذي برأيه يختصر الطريق على مدرسي المواد ذات الصلة، ويقول إنه بحكم دوره في الإشراف على ورش عمل عدة، يشعر بحماس شديد لإتاحة الفرصة له للتدرب على خوض مجالات العمل الميداني. ويعتبر حمد علي السويدي أن الإفادة التي يتوخاها منظمو المهرجان تأتي بنتائج ايجابية على الحركة الطلابية عموما في الامارة، إذ إن التجارب الحسية هي أكثر ما يساعد على ايصال الرسالة التعليمية فيما يتعلق بالمواد المعقدة، أو الأقرب الى الخيال لمن لم يخض في غمارها، وهذا ما يميز كافة فعاليات “أبوظبي للعلوم” إلى جانب التشكيلة الترفيهية الجاذبة التي تتميز بها أجنحته، فهو يقدم مضمونا فريدا من المعرفة المكملة لما تقوله كتب العلوم. ويؤكد حمد علي السويدي أن اختياره مرشداً لهذا الحدث العلمي المتخصص يضيف إلى مهاراته في مجال تخصصه القائم على التواصل مع الناس. مسرح الجريمة المرشدة مريم محمد علي الحاج، وهي طالبة في السنة الرابعة بكلية الامارات للتطوير التربوي، تقول إن مسؤولياتها في المهرجان تجعلها دقيقة جداً، إذ تتلخص مهمتها في مساعدة الأطفال على شرح المعاني التي تدور حول التحقيق في مسرح الجريمة، وتوضح أنها تعتمد في ذلك على 6 محطات أساسية ضمن ورشة عمل تشرح بالتفصيل كيفية البحث عن الأدلة. وتورد مريم محمد علي الحاج أنها تتحدث مع الأطفال أولا عن امكانية الكشف عن آثار القدم، عبر مقارنة طبعة قدم أحد المشاركين مع 4 طبعات لمشاركين آخرين على أساس أنهم جميعا متهمون. وطريقة الشرح الثانية بمحاولة الوصول الى خيط الجريمة من خلال فصائل الدم، والطريقة الثالثة عبر بصمة اليد وتحديدا الابهام. أما المحطة الرابعة في مهمتها، فترتكز على قياس بقعة الدم التي من المحتمل ايجادها في مسرح الجريمة، ويمكن التوصل من خلالها الى شخصية المجرم. والخطوة الخامسة تتمحور حول فحص التربة التي وقعت عليها الجريمة، فيما تستعين المرشدة الطالبة عبر الخطوة السادسة بعينات من المساحيق التي تترك في مسرح الجريمة، حيث تقوم خلال ورشة العمل بتحليل مواد مثل دي كربونات الصوديوم والخل واليود، على اعتبار أنها خيوط قد توصلها الى الحقيقة. وتذكر مريم محمد علي الحاج أن الفئات العمرية التي تتوجه إليها من خلال هذه الفعالية تتراوح أعمارها بين 12 و14 عاما. وتشير الى أن الأولاد أكثر حماسة لموضوع مسرح الجريمة من البنات، حيث لاحظت أنهن أكثر ميلاً الى الأمور الملموسة من تلك التي تحتاج الى التحليل والتخمين. الحمض النووي وتعلق المرشدة نادرة الحيرة، طالبة تربية سنة ثالثة في كليات التقنية العليا على المجهود الذي يبذل من أجل اشراك الجيل الجديد في المساقات العلمية عبر المهرجان. وتقول إنها محظوظة لانضمامها الى المرشدين للسنة الثانية على التوالي، حيث تصف جولة الموسم الحالي بالأكثر شمولية والأوسع، سواء من ناحية حجم أجنحة العرض أو الفعاليات. وتذكر نادرة الحيرة أنها تشرف على ورشة عمل الحمض النووي، والتي تحاول قدر المستطاع أن تبسط مفاهيمها للأطفال حتى يتعرفوا إلى حيثياتها. وتوضح أنه بفضل الدورات التدريبية التي خضعت لها في هذا الخصوص، فقد توصلت الى مهارات جديدة في تخصصها. وتعتبر أن تجربة المشاركة في كواليس تنظيم مهرجان “أبوظبي للعلوم” تمنحها رصيدا مميزا في حياتها المهنية التي اختارت أن تكون في مجال تدريس اللغة الانجليزية. وتلفت المرشدة الطالبة الى تفاوت مستويات الأسئلة التي يطرحها الأطفال أثناء اشتراكهم في فقرة الحمض النووي، اذ إن هنالك الكثير من المواهب الذكية التي تبشر بمستقبل واعد. وتؤكد أن صغار السن ممن لا يفهمون المسائل العلمية بتفاصيلها الدقيقة، يأخذون فكرة ولو مجتزأة عن العناوين العريضة التي تحوط بالحمض النووي. والتي تبسطها لهم معتمدة على دراستها وتدريباتها في هذا المجال. العزل الحراري المرشد راشد محمد يدرس سنة ثانية طيران في جامعة أبوظبي، وهو يشترك للمرة الأولى في المهرجان. يعتبر أن هذه التجربة شجعته على مهارات التخاطب والتفاعل مع الجمهور وتقديم المساعدة للجيل الصغير. وقال إنه مسؤول عن التدريب على فعالية “سوبر كول هاوس” التي تتحدث عن كيفية استخدام المواد العازلة للحرارة بهدف الحفاظ على البيوت باردة. ويوضح راشد محمد أن الهدف من هذه الفقرة العلمية هو التشاور مع الأطفال فيما يمكن فعله من أجل حماية البيئة من الاستخدامات المفرطة للطاقة، والتي تنعكس سلبا على الكوكب في المستقبل. ويذكر أن الأطفال الذين يترددون إلى هذه الفعالية تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاما، أي أن المعلومات المقدمة لهم لابد وأن تكون مبسطة بما يتناسب مع قدرتهم على الاستيعاب. ويشير المرشد الى مسألة أخرى يتحدث فيها داخل الفعالية التي يتولاها، وهي اعادة تدوير بعض المواد من باب الحفاظ على مصادر الطبيعة، ومنها الأقمشة والأكياس. وهو يطلع الأطفال على كيفية القيام بعملية التدوير وامكانية الحصول على مواد شبيهة قابلة للتدوير من جديد. ويلفت راشد الى أن بعض الأطفال لديهم أسئلة عميقة تدل على أنهم يتقبلون هذا النوع من المعلومات التي تثير فضولهم. ويقول إنه من خلال الدورات التدريبية التي نظمتها ادارة المهرجان في الجامعات، تم التأكيد على ضرورة التعامل مع مختلف الفئات العمرية بحسب مستوياتها الدراسية، والنزول الى مستوى تفكير الأطفال، بحيث لا يحتاجون الى المزيد من الاستفسارات العالقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©