الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات 2016.. مجازفة مرفوضة

12 مارس 2016 00:49
يواجه الأميركيون هذه الأيام تحدياً كبيراً للحفاظ على ما تبقى من قيمهم الاجتماعية وانتمائهم الوطني. وقد أدى الركود على المستوى الوطني، وضعف النفوذ الخارجي، إلى شعور الأميركيين بالغضب والإحباط. ولم تعد العاصمة واشنطن تمثل أكثر من نهاية طريق مسدود. ولعل ما هو أنكى وأمرّ، أن الانتخابات الرئاسية الحالية لا تقدم لنا إلا كباش الفداء بدلاً من الحلول. وبدلاً من أن تدلنا على الطرق التي تنجينا من ظاهرة الاستقطاب الحزبي التي تؤرق الجميع، فإنها تساهم في تكريس الضعف العام في الأداء السياسي. وخلال التاريخ الأميركي المديد، اعتاد الحزبان الرئيسيان على اختيار مرشحيهما للدفع بهما في الانتخابات الرئاسية انطلاقاً من مدى حرصهما على التقارب والتفاهم من أجل خدمة القضايا المركزية. إلا أن هذا التقليد بدأ يتلاشى، وبات التطرف والتشرذم هو سيّد الموقف. وما لم نعمل بعزم وإصرار على تغيير هذا الواقع، فلاشك أن مشاكلنا الداخلية والخارجية ستتجه نحو الأسوأ. ومن الواضح الآن أن معظم الأميركيين يشعرون بالفزع من هذه الحال، وأنا شخصياً أشاركهم هذه الهموم. وقد سبق لكبار مرشحي الحزب الديمقراطي أن هاجموا السياسات التي تحفز النمو وتزيد من فرص العمل، والتي طرحها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ومنها تنشيط التجارة وافتتاح المدارس الخاصة ذات الأقساط المنخفضة، وتخفيض حجم العجز المالي وتحفيز القطاع المالي. وسبق لكبار مرشحي الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشيح للانتخابات الرئاسية أن هاجموا بشدة سياسات الرئيس الأسبق رونالد ريجان الهادفة إلى زيادة معدل النمو وإصلاح قانوني الهجرة والضرائب، ودعوته إلى وضع ميزانية تحظى بموافقة الحزبين. إلا أن الرئيسين كانا من حلالي المشاكل، لا مجرد رجلين متعصبين لمعتقداتهما الخاصة. ونجح كلاهما في تحقيق التقدم لوطنه بطرق وأساليب مبتكرة. وخلال الأشهر القليلة الماضية، طالبني كثير من الأميركيين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية كمترشح مستقل، وقال بعضهم إن واجبي الوطني يحتّم عليَّ المبادرة بذلك. وأنا أشكرهم على هذه الثقة الكريمة، وقد أوليت الموضوع ما يستحقه من اهتمام. وهذا هو الوقت المناسب للموافقة على طلبهم بسبب الإجراءات التي يتطلبها الاقتراع. وقد شرح لي والداي أهمية العودة إلى العمل السياسي مع العلم أن وظيفة الخدمة العامة مثلت أهم فترة من حياتي. وبعد 12 عاماً من عملي كرئيس لبلدية مدينة نيويورك، أصبحت على دراية تامة بالتضحيات الشخصية التي يتطلبها خوض الحملات الانتخابية، وإن لمن دواعي سروري أن أقدم هذه التضحيات من جديد لخدمة وطني الذي أحبه. وقد كنت أجد نفسي دائماً في مواجهة التحديات المستحيلة، إلا أنه ما من واحدة منها أهم بالنسبة لي اليوم من أن أعمل كل ما في وسعي لوضع حد لهذه الحرب الضروس التي تدور بين الحزبين الرئيسيين، فضلاً عن أداء بقية الواجبات الحكومية لخدمة الشعب الأميركي ذاته، وليس لخدمة «اللوبيهات» التي يديرها المشبوهون ومانحو الأموال الانتخابية. ويتطلب إحداث هذا التغيير المهم قادة منتخبين يعملون على تحقيق النتائج بدلاً من التمهيد لإعادة انتخابهم في حملات انتخابية مقبلة، ولابد أن يحتكموا إلى الخبرة اللازمة لتنشيط الشركات الصغيرة وخلق مناصب العمل للعاطلين، وأن يكونوا قادرين على تحقيق حالة التوازن بين الميزانيات المخصصة للقطاعات والوزارات الحكومية المختلفة، وعلى إدارة العديد من المنظمات والوكالات بنجاح، على ألا يربطوا أنفسهم بمصالحهم الشخصية. وهؤلاء هم الذين يقولون كلمة شرف وصدق لعامة الناس في كل مناسبة أو عند وقوع أي طارئ. وأنا أشعر بالكثير من الإطراء لأن البعض يعتقد أن في وسعي القيام بكل هذه المهمات التي تتطلبها القيادة الناجحة. ولكن.. عندما أتابع البيانات التي تشير إليها استطلاعات الرأي، يصبح من الواضح بالنسبة لي أنني إذا ما قررت المشاركة في هذا السباق، فإنني لن أفوز فيه. وأنا أعتقد أن في وسعي أن أفوز بعدد من الولايات المختلفة، ولكنها لا تكفي لكسب 270 صوتاً انتخابياً للفوز بمنصب الرئيس. إلا أن هذه الحقيقة لا يمكنها أن تفرض عليَّ أن أبقى صامتاً حيال الأخطار التي تنطوي عليها ظاهرة التطرف والاستقطاب الحزبي على وطننا. ولست مستعداً الآن لتزكية أي مترشح، ولكنني سأواصل دعوة كل الناخبين إلى رفض المرشحين الاستقطابيين، وتأييد المرشحين الذين يحتكمــون إلى أفكار خلاّقة وواقعية لإنهاء حالة الانقسام والتشـــــرذم، والعمـــل على وضــع حلول فعالة للمـشاكل التي تواجـهنا، والقادرين على تشكيل الحكومة الرصينة التي نستحقها. * رئيس بلدية نيويورك سابقاً ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©