الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قائمة الأفلام تلتقي في العناوين وتفترق في الموضوعات

قائمة الأفلام تلتقي في العناوين وتفترق في الموضوعات
14 أكتوبر 2012
أحمد علي البحيري (أبوظبي) - تميز في اليوم الثاني لانطلاق فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، بتفاعل الجمهور مع العروض، سواء تلك التي تعرض في قصر الإمارات أو في صالات المارينا مول. وكانت رقعة الخيارات واسعة متنوعة، ومن حركتها اقتنصنا هذه اللقطات: مدارس سينمائية جمهور المهرجان على موعد اليوم (الأحد) مع أحداث فيلم مهم للمخرج الإيراني مسعود بخشي بعنوان “عائلة محترمة”، الفيلم إنتاج فرنسي إيراني في 90 دقيقة بترجمة عربية وإنجليزية، مشارك في منافسات مسابقة آفاق جديدة. فكرة الفيلم عالمية وتتناول موضوع الاغتراب الداخلي، من خلال حكاية أستاذ جامعي عاد بعد سنوات طويلة من الغربة، إلى مسقط رأسه في مدينة شيراز الإيرانية، ولم يتمكن من التأقلم مع الواقع الجديد لمجتمعه، فيصاب بخيبة أمل كبيرة. بهذه الفكرة يلتقي الفيلم مع جملة من الأفلام منها: تقاليد، الرفقة الدائمة، إنقاذ الوجه (من السينما الباكستانية)، وغيرها من الأفلام التي تضرب على أوتار معاناة الإنسان المعاصر، في ذاكرته، وهويته، وثقافته. مدير المهرجان لا نتحدث عن شخص علي الجابري مديرا للمهرجان، فهو أولا وأخيرا يمثل مؤسسة كاملة، على عاتقها الكثير جدا لتنجزه لتحقيق أكثر من النجاح. من المهم الحديث عن الرجل الذي يقف على رأس حدث كبير بحجم مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي أصبح عنوانا ثقافيا لإبداع العاصمة، وعنوانا شموليا للتمازج الثقافي، فغير حركته الدؤوبة ونشاطه الواضح، ولقائه (البشوش) المنظّم مع رجال الصحافة والإعلام، يمتاز بالدّقة في تعبيراته وتصريحاته وفهمه لما يجري على الأرض، وهو أيضا يقرأ المشهد جيدا قبل الإدلاء بالتصريحات، بما يشي أن هناك مفاهيم ولغة جديدة للتعامل مع الإعلام وهو أخطر ما في روح المهرجان. ماليزيا.. آسيا الحقيقية أكثر ما أسعدنا في مشوار حوار التجارب خلال اليومين الأوليين من المهرجان، حضور المخرج الماليزي أفندي مازلان مخرج فيلم “سونغلاب” الذي شاركه في إخراجه فاريزا أزالينا إسحق. في الواقع إن الهدوء الذي يمتع به أفندي مازلان، يفوق عوالم فيلمه التي تدور حو عالم الجريمة، في حديث سريع معه أكد أن المهرجان لا يقل روعة وقيمة وأهمية عن معظم مهرجانات آسيا السينمائية وعديد المهرجانات العالمية، وقال: وجدت نفسي بين هذا الكم الكبير من صناع الأفلام، ووجدت نفسي أكثر بمشاهدة مظاهر الكرم وحسن الضيافة والاهتمام الإعلامي بالسينما. كما أكد على سعادته بالنجاح الجماهيري الذي لقيه فيلمه بعد عرضه الأول الجمعة الماضي، مؤكدا “إن الفوز بجائزة مسابقة آفاق جديدة هو آخر ما أفكر فيه، لأنني اصنع سينما وأفلام للناس، ولا اصنعها كي أزيد الأموال في جيبي”. أسماء ومسميات يلفت الانتباه في خريطة برنامج أفلام المهرجان، أن الكثير منها يحمل عناوين وأسماء متقاربة، فيما يحمل بعضها أسماء تقترب كثيرا من ممارساتنا في حياتنا اليومية كالأكل والشرب، دون أن ننسى أن لهذه الأسماء دلالات ومفاهيم، من ذلك مثلا فيلم “بريق” للتركي سليم أكيل، وبمقابله فيلم “بريق روبي” للمخرجين جوناثان دايتون وفاليري فارس، كما نلحظ التقارب في أفلام: “العشاء الأخير” (لو شوان)، و”كل، نم، مت” (جابرييل بيشل)، و”عشاء سلمى” (نجوم الغانم)، و”صيد سمك بدون شبك” (كوتر هوديبرن)، و”سمكة” (مايكل نجيب)، و”فتى الستلايت” (كاتريونا ماكينزي)، و”الفتى المستئذب” (جو سونغ هي)، وأفلام أخرى كثيرة تضمها القائمة. لا نتحدث عن ظاهرة هذه الأفلام من الخارج، ولا عن المصادفة التي جمعتها ضمن منافسات وعروض مختلفة يتضمنها الحدث، في الواقع نتحدث عن أهمية عنوان الفيلم وتأثيره على المتفرج، والأمثلة على ذلك كثيرة منها: فيلم “الابتسامة المخفية” (إسبانيا)، و”عفريت النبع” (البحرين)، و”المغضوب عليهم” (المغرب ـ سويسرا)، و”عائلة محترمة” (فرنسا ـ ايران)، وهناك بالطبع أفلام كثيرة على هذه الشاكلة. ومن كواليس المراقبة عن بعد، نكتشف أن الجمهور يسرع إلى الأفلام من عناوينها، ربما يخدع في العنوان بعد مشاهدة المضمون، وربما يكسب مشاهدة فيلم جيد. أسعار بطاقات الدخول طريقة الحصول على تذاكر دخول أفلام المهرجان هي في الواقع طريقة حضارية وسهلة وتجري عبر وسائل عديدة، صحيح أن أثمان البطاقات مرتفعة إذ تبدأ تصاعديا من 30 درهما، إلى نظام البيع بالمجموعات المخفضة لكننا كنا نطمح الى تسهيلات أخرى أقلها أن يكون هناك متوسط عام للبطاقة لا يزيد عن 15 درهما، على اعتبار أن المهرجان غير ربحي، بعيدا عن عملية احتساب إحضار الافلام وتكلفة عرضها في صالات السينما التجارية. وصحيح أيضا أن هناك تسهيلات في طريقة الحصول على البطاقات عبر الموقع الالكتروني، وغير ذلك، لكن الأكثر صحة أن يلجأ أي مهرجان لتخفيض بطاقاته لجذب أكبر عدد ممكن من جمهور العائلات، وهو أهم جمهور لأي مهرجان يريد أن يخرج من النخبوية الى الجماهيرية. قد يبدو موضوع كهذا هزليا في نظر البعض، لكن بمقابل أننا نسعى الى تطوير الذائقة السينمائية والثقافية لدى الجمهور قد يبدو الموضوع أكثر خطورة وأهمية مما نعتقد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©