الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

موفق مقدادي يرصد تاريخ وتحولات الواقع الراهن لأدب الأطفال

14 أكتوبر 2012
في كتابه “البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث” الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ضمن سلسلة “عالم المعرفة” ويقع في 223 صفحة متوسطة القطع، يرى الدكتور موفق رياض مقدادي أن قصص الأطفال ليس الهدف منها التسلية فقط، لكنها تسعى إلى توسيع خيالهم وإخراج طاقاتهم. وقال مقدادي في كتابه الذي هو عبارة عن دراسة “ليس الهدف من القصة الموجهة للأطفال التسلية فحسب، بل تسعى لتوسيع خيالهم وأن تكون متنفسا لطاقاتهم وعن طريقها تتفتح عقولهم وانفعالاتهم المبكرة، كالفرح والحزن والخوف والقلق إلى جانب تزويدهم بالمعلومات المعرفية والعلمية”. وقال المؤلف إن الدراسة حاولت “بحث البنى الحكائية لأدب الأطفال الحديث، من خلال عدد من النماذج القصصية المختارة الموجهة للأطفال -الشعرية والنثرية- مستندة في دراسة هذه القصص وتحليلها إلى تقنيات السرد الحديثة في مجال الحكاية القصصية النثرية والشعرية”. وأضاف أن الدراسة توصلت إلى نتائج منها أن أدب الأطفال من الفنون الأدبية الحديثة في الأدب العالمي، حيث ظهر في أوروبا خاصة في فرنسا في القرن السابع عشر الميلادي. أما في العالم العربي فقد تأخر ظهوره إلى أواخر القرن التاسع عشر “عندما بدأت إرهاصات مصحوبة بالتأثير الثقافي الوافد من الغرب”، فكان أول من قدم كتابا مترجما للأطفال هو رفاعة الطهطاوي (1801-1873)، فترجم “حكايات للأطفال وعقلة الإصبع” وأدخل قراءة القصص في المنهاج المدرسي، وأضاف يقول “إلا أن البداية الحقيقية كانت على يد احمد شوقي وكامل كيلاني، حيث أخذ الاهتمام بالكتابة للأطفال بعد ذلك يتزايد شيئاً فشيئاً، وقد برز هذا الاهتمام بشكل واضح من حيث الكم والمستوى الفني لحكايات الأطفال الشعرية والنثرية”. ورأى أنه من الضروري ان تتفق اللغة التي يكتب بها للاطفال مع قاموسهم اللغوي “وهذا ما عمل على مراعاته بعض الكتاب ولكن بعضهم - أو في بعض قصصه- اتجه نحو الغموض والتعقيد من حيث تحميل القصص مضامين ذات مستويات عالية وبأساليب رمزية لا تتناسب مع مستواهم اللغوي”. وفي مجال الحديث عن الراوي استخلص موفق رياض مقدادي أن أهمية الراوي تكمن “في انه يسيطر على ما سيروي أو كيفية روايته وحيث لا تعود مجموعة الأحداث التي وقعت هي الأهم في العمل السردي بل كيفية الرواية. وقد يكون الراوي “براني الحكي” أو “جواني الحكي” وإن كان يغلب على أدب الأطفال العربي أن يكون فيه الراوي “براني الحكي”، لأن “جواني الحكي” يستدعي وجود عدة حكايات متداخلة مع بعضها مما يثقل على الطفل ويمنعه من التواصل مع القصة. واستطرد “وإذا كان الراوي كلي المعرفة - في أدب الكبار- يعد راوياً سيئاً لأنه كاتب فشل في أن يظهر بمظهر عدم المتدخل، فإنه لا يعد كذلك في أدب الأطفال بسبب خصوصية الطفل إذ يحتاج إلى شرح وتفسير وتعليق، لأنه قد لا يدرك المقصود دون أن يتدخل الراوي”. وفي باب الخاتمة، قال الكاتب “يقدم أدباء الأطفال العرب مادة حكايتهم عن طريق مجموعة من الصيغ، وهي السرد: حيث ركزوا على السرد اللاحق للحدث. وفيما يتعلق بالترتيب الزمني فقد استخدم الكتاب صيغتي الاسترجاع والاستباق، وكان الاستباق اقل ترددا من الاسترجاع لأن الاستباق يحل محل التشويق. وقد ابتعد كتاب القصة العربية في أدب الأطفال عن تواتر الإقحامات للاستباق والاسترجاع وتشابكهما، لأنهما يشوشان الأمور عند القارئ بشكل عام فكيف الأطفال؟” وقال “إن الكتاب العرب اهتموا بالبيئة القصصية المكانية والزمانية فظهر المكان الحقيقي والخيالي في قصص الأطفال، إضافة إلى تفعيل البيئة المكانية العربية: الريف والحقول والأحياء والمخيم والسواحل والأنهار والسدود”. وتحدث عن مشكلات يجب تجنبها في الأدب المقدم للأطفال “أولا أنه يفتقر إلى تحديد المرحلة العمرية لكل قصة أو كتاب يؤلف للإطفال، حيث تصدر دور النشر العربية كتب الأطفال دون تحديد المرحلة العمرية المناسبة لها الا قليلا مما يصدر. “ثانيا: تفتقر المادة التي تقدم للطفل العربي في كثير من الاحيان - من حيث الشكل إلى التغليف الجذاب والحجم المناسب والطباعة الانيقة والورق الجيد والصور والرسوم الواضحة”. “ثالثا: تعتمد كثير من القصص على الحظ والمصادفة والسحر والجن والعفاريت. وهذه القصص لها نتائج خطيرة لأنها تنمي فيهم الميل إلى الاعتقاد بأن النجاح في الحياة لا يعتمد على الجهد الشخصي والعمل، بقدر ما يعتمد على الحظ أو جني أو ساحر يخلق السعادة للطفل. وهذا لا يعني الابتعاد عن قصص الخيال بل يحتاج الأمر إلى ان تكون القصة قريبة من الواقع أيضا، وتعالج المشكلات الحياتية التي يعيشها الطفل العربي في الوقت الراهن.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©