الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حُلِي الإماراتيات.. تاريـــخ من ذهـب وفضــــة

حُلِي الإماراتيات.. تاريـــخ من ذهـب وفضــــة
12 مارس 2016 00:37
أحمد السعداوي (أبوظبي) «المنثورة» و «المرّية» و«الطاسة» المعروفة أيضاً باسم القمة، نماذج ثرية من التراث وأدوات الزينة التي عرفتها نساء الإمارات منذ قديم الزمن، وحرص الباحث التاريخي الدكتور أحمد خوري على البحث عنها وجمع الكثير منها ليضمها إلى مجموعة مقتنياته الثمينة التي تسرد فترات مهمة في تاريخ الإمارات الذي لعبت فيه المرأة دوراً كبيراً إلى جانب الرجل. ومن هنا كان الاهتمام بهذا الإرث وعرضه على الجميع ليكون على إطلاع بواحد من المفردات التراثية التي ارتبطت بشكل مباشر بنساء الإمارات عبر الزمن. يبدأ خوري روايته عن زينة المرأة قائلا إنها جميعاً صنعت من الفضة أو الذهب حسب القدرة المادية والحالة الاجتماعية للأفراد، وإن كانت أغلب قطع الحُلي مصنوعة من الفضة باعتبارها المعدن الأقل سعراً والأكثر انتشاراً بين طبقات المجتمع كافة، مع التنويه بأن أغلب هذه القطع صنعت بأيدي أبناء الإمارات وانتشر استعمالها في أرجاء الدولة منذ قديم الزمان. منطقة الرأس وينطلق الباحث الإماراتي من منطقة الرأس التي اشتملت على كثير من الحُلي منها «القمة» أو «الطاسة» ويتم ارتداؤها على الرأس في الأفراح والمناسبات الاجتماعية المختلفة، مشيراً إلى أنه يمتلك منها 7 قطع فضية يعود عمر أقدمها إلى أكثر من 120 عاماً وحصل عليها من بعض أهل الإمارات كبار السن منذ 6 أعوام تقريباً. أما القمة الذهبية فلا يمتلكها إلا كبار القوم ولذلك لم يستطع الوصول إلى أي واحدة منها لاقتنائها. أما ما يعرف بـ «بو ثلاث طوابق» الذي كان يستخدم لزينة الشعر من الخلف من قبل النساء في جميع الأنحاء خاصة في المناطق الساحلية ومدينة العين، كون معظم هذه الحلي جاءت من ه ساحل عمان ثم انتشرت لاحقاً في أرجاء الإمارات، فيمتلك خوري قطعة واحدة منها ، مؤكداً أنها شديدة الندرة ومصنوعة من الفضة الخالصة ويعود عمرها إلى نحو مئة عام. وفيما يخص «الدينار» الذي يمتلك منه 5 قطع فيرجع أقدمها إلى حوالي مئة عام، وهو عبارة عن قطعة معدنية مصنوعة من الفضة دائرية الشكل ويعلق في جبهة المرأة بمفرده، ويستخدم في الأوقات كافة حتى في غير المناسبات الاجتماعية، ولكن إذا تم تعليق «الدينار» في «القمة» فهذا يعني أن المرأة متوجهة لحضور حفل زفاف أو مناسبة اجتماعية سعيدة. مهر العروس ومن الحُلي المهمة التي ارتدتها المرأة قديماً وكانت جزءا رئيسا ضمن مهر العروس، «التعليق»، وكان يستخدم أيضاً في زينة الرأس من الخلف ويمتلك خوري 7 قطع منه يرجع عمر أقدمها إلى 120 عاما، موضحاً أن طول التعليق يبدأ من 10 إلى 75 سنتيمترا ليبدأ من خلف الرأس وصولاً إلى منطقة الخصر، وأكثر الأسماء شيوعاً للتعليق بين أهل الإمارات القدامى هو «شمروخ». وينتقل بنا دكتور خوري إلى حُليّ الرقبة وأبرزها «المنثورة»، وهي عبارة عن قلادة ثقيلة الوزن نسبياً قياسا إلى باقي أنواع الحُليّ، وكانت تستخدمه المرأة الإماراتية في كافة المناسبات وحتى أيام الجمع حين تستقبل الضيوف من الأهل والأقارب في المنزل، ويمتلك الباحث التاريخي 10 قطع من المنثورة التي تعتبر بالغة الندرة، ويصل عمر هذه القطع إلى نحو 150 عاما. وهناك قطعة من الحُلي تشابه المنثورة إلى حد كبير غير أنها أصغر حجماً وتسمى «المرّية»، وهي أكثر انتشاراً بين العامة كونها أقل سعراً وأصغر حجماً. أما «الطبلة»، فتكون مربعة الشكل غالبا أو مستطيلة وتأخذ شكل قلادة تعلق في الرقبة وفي معظم الأحوال يكتب عليها آيات قرآنية لمواجهة الحسد، ولديه من «المرّية» 50 قطعة ترجع أقدمها إلى نحو 150 عاما. وبالنسبة لمنطقة الوسط، هناك حزام للوسط يسمى «حقب» ويصنع هو الآخر من الذهب أو الفضة المنقوش عليه زخارف رائعة تعكس مهارة صانعيها من أهل الإمارات القدامى وتباريهم في التفنن في صناعة الزخارف على الحُليّ المستخدمة في زينة المرأة. «الكواشي» و«الخيجان» ومن حُلي الأذن يمتلك منها 100 نوع تشمل الحُلُق (جمع حلق) و«الكواشي» و«الخيجان» وجميعاً تمثل أشكالا من المشغولات الذهبية والفضية التـي تعلق في الأذن. وفيما يخص زينة اليد، فأشهرها « حيول بو شوك» وهو ثلاثة أنواع (بوطابق- بوطابقين- بثلاثة طوابق)، ولدى الباحث التاريخي منها نحو 50 قطعة يصل عمرها إلى ما يقارب الـ 90 عاماً.أما الخواتم الفضية والذهبية فيصل ما يمتلكه منها إلى نحو 200 خاتم بمختلف الأشكال تعود إلى فترات زمنية مختلفة. حفظ الكنوز ألقى الدكتور أحمد خوري الضوء على الحُلي المستخدمة لزينة القدم وأشهرها الـ «ختوم» ولديه منها 3 قطع يعود عمرها إلى نحو 110 أعوام،إضافة إلى 20 خلخالاً فضياً وذهبياً ترجع إلى الفترة الزمنية نفسها تقريباً، مشيراً إلى أنه يعمل على الحفاظ على جميع هذه القطع النادرة باستمرار، من خلال حفظها في درجات حرارة مناسبة بعيداً عن الحرارة والرطوبة وغيرها من عوامل التعرية التي ربما تؤثر على جماليات المشغولات المختلفة، فضلاً عن استخدام أقمشة من القطن الخالص لتنظيفها متى اقتضت الحاجة إلى ذلك، كون الأقمشة القطنية لا تسبب أي أضرار لهذه المقتنيات مهما كثر استخدامها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©