الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انحسار «طوفان» زيت الزيتون بسبب الجفاف

انحسار «طوفان» زيت الزيتون بسبب الجفاف
14 أكتوبر 2012
أثبتت نتائج الحفريات التي توصل لها خبراء الجيولوجيا أن زيت الزيتون كان يمثل جزءاً أصيلاً من حياة الناس في منطقة البحر الأبيض المتوسط لآلاف السنوات. ومنذ ذلك الوقت، بدأ الإقبال على السلعة التي انتشرت على أرفف المراكز التجارية في شمال أوروبا وبعض الدول الغنية الأخرى. وتشكل منطقة البحر الأبيض المتوسط بصيفها الحار الدافئ وبشتائها الممطر، بيئة مثالية لحقول الزيتون. ووفقاً لمؤسسة “أويل وورلد”، العاملة في أبحاث الزيت، ربما تكون هناك آثار وخيمة للجفاف في إسبانيا على سوق زيت الزيتون، خاصة أنها تشكل ما يقارب نصف إنتاج العالم منه. ومن المتوقع أن يتسبب الجفاف في خفض الناتج العالمي بنسبة قدرها 20% مقارنة بالسنة الماضية، عندما كان العالم غارقاً في كمية كبيرة من زيت الزيتون تقدر بما يزيد على ثلاثة ملايين طن. وساعد ارتفاع معدلات الإنتاج عند ذلك الوقت على انخفاض الأسعار لمستويات لم تشهدها منذ 9 سنوات. لكن وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، ارتفعت أسعار الزيت البكر الذي يمثل أفضل نوعية، بنسبة تزيد عن 50% لنحو 3400 دولار للطن الواحد. وساعد المخزون الذي خلفته غزارة إنتاج الموسم الماضي، على استقرار الأسعار نسبياً على الرغم من توقعات تشير ببلوغها لنحو 4000 دولار للطن. وفي بعض النواحي، يعتبر فائض إنتاج العام الماضي من العوامل التي أدت إلى زيادة تعقيد مشكلة الجفاف، حيث نتج عن أرقام الإنتاج القياسية ضعف في شجيرات الزيتون التي لم تعد قادرة على حمل نفس الكمية من الثمار هذا العام. ويمثل ارتفاع الأسعار نوعاً من الانتعاش الاقتصادي لبعض الدول الواقعة في غرب أوروبا، لا سيما وأنها تعاني من وطأة تطبيق تدابير التقشف. وتمثل كل من اليونان وإيطاليا، ثاني أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم بنسبة تصل إلى 20% من إجمالي الإنتاج العالمي. لكن ربما يكون ارتفاع الأسعار في بلدان أخرى حول العالم من العوامل المساعدة، خاصة وأن لا علاقة لها بحقول الإنتاج. ودأبت أكبر الدول المنتجة في أوروبا منذ زمن طويل على تصدير إنتاجها خارج أسواقها المحلية، سعياً وراء الوصول للمناطق التي تزيد فيها نسبة الاستهلاك. وأصبحت دول شمال أوروبا التي تعودت على النكهات القادمة من جنوب القارة، تستهلك كميات أكبر من زيت الزيتون. كما زاد استخدام أفراد الشعب الألماني من زيت الزيتون في موائدهم بنحو أكثر من خمسة أضعاف والبريطاني بما يقارب عشرة أضعاف، مقارنة بمعدل استهلاكهم في 1990. وتُعد أميركا ثالث أكبر سوق للسلعة في العالم، حيث شهدت ارتفاع في الطلب بنسبة بلغت 6% سنوياً على مدى عقدين من الزمان. وترى مؤسسة “رابوبنك” الهولندية لتقديم الخدمات المالية خاصة في مجالي الزراعة والمواد الغذائية، أن هناك فرصة تلوح لصالح حقول الزيتون في كاليفورنيا، حيث من المتوقع أن تساعد عوامل مثل ارتفاع أسعار واردات الزيت وفرصة خفض الاتحاد الأوروبي لعمليات الدعم والمخاوف القديمة المتعلقة بجودة الواردات، في قوة منافسة زيت الزيتون الذي تنتجه تلك الحقول على الرغم من أسعاره العالية. وربما يشكل زيت الزيتون الأميركي 5% من استهلاك السوق المحلية بحلول 2017. كما من المتوقع أن تحقق دول منتجة جديدة مثل أستراليا وشيلي، أرباحاً هي الأخرى. ولا تثير مخاوف الجفاف قلق المصدرين في إسبانيا التي يبلغ إنتاجها من زيت الزيتون نحو مليون طن سنوياً، في حين لا يتجاوز إنتاج أستراليا 20,000 طن وحقول كاليفورنيا 7,000 ألاف طن. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©