الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعصف بالحياة الزوجية وتصيبها بالجمود

حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعصف بالحياة الزوجية وتصيبها بالجمود
25 أكتوبر 2013 13:42
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على وفرتها ركيزة أساسية في حياة أفراد المجتمع، فهي تمثل علاقاتهم مع الآخرين، وتبين تطلعاتهم، وتحقق رؤاهم وتصوراتهم حول القضايا التي تخصهم، وتخص المجتمع أيضاً، لكن مع تعدد استخدامات هذه المواقع، أصبحت تشكل خطراً على مستوى بعض العلاقات الزوجية، وتهددها بالانهيار، وهو ما دعا زوجات وأزواج إلى كتابة تغريدات وتلميحات على تويتر وفيسبوك وانستجرام وواتس آب، وغيرها، تندد بالاستخدام السيئ، لهذه المواقع، فضلاً عن استخدام الحرية الشخصية بشكل غير ملائم عبرها أيضاً، بالإضافة إلى أن العديد من الرجال اعتبروا أن تواصل زوجاتهم مع غرباء من خلال الشبكة العنكبوتية هو نوع من الخيانة، ولم يختلف الأمر كثيراً عن رأي الزوجات في أن مواقع التوصل الاجتماعي تفكك عرى الحياة الزوجية، وتحيلها إلى علاقات جامدة لا روح فيها. المشكلات التي يواجهها العديد من الأزواج في هذه الأيام بسبب مواقع التواصل الاجتماعي متزايدة، وتثير أسئلة كثيرة تتمثل في مدى تأثيرها على علاقات الأزواج ببعضهم بعضاً، في ظل استخدام كل طرف أكثر من حساب شخصي، ومن ثم تكوين علاقات لا تخضع إلى قاعدة ثابتة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى شرخ في محيط الحياة الزوجية، ومن ثم يعرضها إلى خيانات مستترة، تحت مظلة الحرية الشخصية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. رسائل وتنبيهات لم يستطع سعد المنشاوي، موظف، تحمل سماع أصوات تنبيه الرسائل النصية التي يتلقاها هاتف زوجته في ساعات متأخرة من الليل وهي نائمة بجواره. ويورد أنه تفاجأ بأن زوجته أمسكت في اللحظة ذاتها هاتفها وردت على هذه الرسائل، وحين استفسر منها عن هذه الرسائل التي تأتيها قرب الفجر أجابته بأن إحدى صديقاتها أرادت أن تستشيرها في أمر ما، فاضطرت للرد عليها. ويلفت المنشاوي إلى أنه حلف عليها يميناً إن استخدمت هاتفها الذكي بعد ذلك في غير إرسال المكالمات واستقبالها ليفرقن بينه وبينها، مؤكداً أنه بعد هذا اليمين أذعنت زوجته، وألغت حسابها على “الواتس آب”، وفصلت عنه خدمة الإنترنت بمحض إرادتها، خوفاً من أن تتصاعد وتيرة المشكلات بينهما. ولا تخفي أميرة سالم، مهندسة، أنها تعرضت إلى مشكلة كبيرة عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وظلت هي وزوجها حتى شروق الشمس في حوارات طويلة إذ وصلتها رسالة على الفيسبوك في الواحدة صباحاً. وتقول “فور ارتفاع نغمة التنبيه أمسك زوجي هاتفي وفتح الرسالة التي كانت من أحد زملائي في العمل، وهي عبارة عن أبيات شعرية رقيقية غير واضحة الفهم، وهنا ثار زوجي، وطلب مني توضيح مغزى الرسالة فقلت له إن زميلي هذا معروف بخلقه القويم لكنه يكتب الشعر، ويخاطبنا به، فرد عليّ “وفي هذه الساعة يراسلك ويكتب لك”. ولم تنته ليلتي، وظللنا حتى الصباح في عراك”. وتضيف “إرضاء لزوجي قررت حذف بعض الأفراد من على حسابي، خاصة هؤلاء الذين ليس لديهم وعي بطبيعة الحياة الزوجية، ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بالسلب على الحياة الزوجية”. وتشير إلى أنها أصبحت تضع صور زوجها وأولادها الصغار على صفحتها في هذا الموقع حتى تشعره بالأمان. حقوق وواجبات حول مدى ظاهرة الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الأزواج والزوجات، تقول المدربة والاستشارية مدير عام مركز التواصل للاستشارات الأسرية في أبوظبي الدكتورة أمينة الماجد: “تتعلق الخيانات الزوجية عبر الحسابات الشخصية للرجال والنساء على مواقع التواصل الاجتماعي بمدى التوافق الزوجي بين الطرفين، وقدرة كل منهما على تحقيق الانسجام النفسي، فالمرأة بطبيعتها تحتاج من زوجها الاهتمام والكلمة الطيبة والرعاية الكاملة في الحقوق والوجبات، والرجل أيضاً يحب أن تكون زوجته مطيعة له مخلصة في سرها وعلانيتها، صريحة معه إلى أبعد الحدود، وعندما يهمل كل طرف الآخر يتوغل الاكتئاب في ثنايا هذه العلاقة شديدة الحساسية، وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في عدم استقرار الحياة الزوجية في حالة غياب الصراحة والوضوح والشفافية”. وتبين الماجد أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين يمكن أن تساهم في عدم استقرار الحياة الزوجية بالاستخدام السيئ، فهذه الوسائل تحتاج عند التعامل معها إلى ثقافة ووعي وخبرة حتى لا ينجرف مستخدموها إلى الانحراف ، فالعديد من الناس يستخدمونها بهدف تشوية صورة الآخرين، ويجعلونها منابر لتكوين علاقات تحلق خارج السرب، وهو ما يستدعي أن يحدد المرء هدفه من استخدام هذه الوسائل ومن التعامل معها وفق الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وهذا هو الشق الإيجابي. وبخصوص وقوع بعض الأزواج في براثن الانحراف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تذكر الماجد أن المرأة التي تعانى كبتاً وتكتب على حسابها كلمات حزينة تعبر عن حالة الاكتئاب التي تعيشها تجد من يتابعها من هؤلاء الرجال الذين لا ضمير لهم، ومن ثم يشبعونها بكلمات الغزل والإطراء، وهو ما يجعلها فريسة سهلة لهم، وكذلك الزوج الذي لا يمنعه دينه وخلقه من تكوين علاقات غير مشروعة مع أخريات، فهو يستخدم حريته الشخصية بطريقة غير سليمة. وتؤكد الماجد أن الأزواج “غير المعتدلين” تكشفهم بعض المواقف غير المتوقعة، ومن ثم يمثل ذلك صدمة حقيقية لطرفي العلاقة الزوجية، وقد يدمرها. حسابات سرية تنصح مدير عام مركز التواصل للاستشارات الأسرية في أبوظبي الدكتورة أمينة الماجد الأزواج، رجالاً ونساءً، بعدم التسلط، ومنع أحدهما الآخر من إنشاء حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكون هذه المواقع تمثل طبيعة العصر، وتقارب بين الفكر الإنساني في مختلف أقطار العالم. وتدعو إلى عدم استخدامها من قبل عدم الناضجين فكرياً حتى لا يقع الفرد في دوامة الإغراء، ومن ثم فقدان القدرة على استخدامها في أغراضها الحقيقية. وترى أن الزوج والزوجة يجب أن يصارحا بعضهما بعضاً، بحيث لا تكون لأحدهما أو كلاهما حسابات معلنة، وأخرى سرية، مشيرة إلى أن الحسابات “غير المعلنة” لا تعني سوى الخيانة، وهو ما يؤدى فور انتشارها إلى تعقيد العلاقة بين الأزواج، ومن ثم حدوث مشكلات لا تحمد عقباها. شر ما بعده شر لا يؤمن بطي النيادي بأهمية وجود مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الأزواج، بل يرى أنها شر ما بعده شر. ويذكر أنه بعد زواجه بشهرين ألغى صداقاته بكل الموجودين على حسابه بالفيسبوك، وكذلك ألغى حساباته الأخرى، ولم يستبق إلا حسابه على تويتر، مبينا أنه طلب من زوجته بلهجة حادة أن تتخلص من جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أنها لم تستجب له في أول الأمر، إلا أنها وافقته في النهاية حتى لا تتصادم أفكارهما، خاصة أنها تعرف مدى ضيقه من هذه المواقع التي من وجهة نظره هي أساس المشكلات الزوجية في هذا العصر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©