أبوظبي (الاتحاد) - أوصى مشاركون بالمؤتمر العالمي لرابطة الثلاسيميا الدولية بأهمية التوسع في العلاج الجيني، والذي بدأ تطبيقه في عدد من الدول المتقدمة وتجاوزت نسب نجاحه 80 في المائة، ويمكّن المرضى من الشفاء التام.
كما أوصوا بضرورة وضع برامج توعية شاملة خاصة في الدول العربية وشمال أفريقيا وآسيا، مطالبين بالتوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في التوعية بالمرض وسبل الوقاية منه، ووضع خطط لزرع المفاهيم الصحيحة لدى الطلاب، وإجراء فحص الدم للشباب في مراحل التعليم المختلفة للتعرف على مدى إصابتهم بالمرض من عدمه، وتوعية الحالات الحاملة للمرض.
كما طالب المشاركون بتفعيل وسائل الفحص لما قبل الزواج بحيث يتعرف الأشخاص على سلامة شركائهم، ولمنع ولادة أجيال جديدة مصابة بالثلاسيميا.
واختتمت أمس فعاليات المؤتمر العالمي لرابطة الثلاسيميا الدولية الذي يقام برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فعالياته بنجاح بحضور 2000 من الأطباء والاختصاصيين والمصابين بالمرض من مختلف أنحاء العالم.
وشهد المؤتمر اجتماع مجلس إدارة رابطة الثلاسيميا الدولية برئاسة بانوس إنجلاسس، رئيس الاتحاد العالمي للثلاسيميا، وحضور سمو الشيخة شيخة بن سيف آل نهيان، عضو مجلس إدارة رابطة الثلاسيميا الدولية ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا ونائب الرئيس الأعلى لمؤسسة سمو الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية.
وتمت خلال الاجتماع مناقشة البحوث العلمية التي تضمنها برنامج عمل المؤتمر والخطط المستقبلية بناء عليها، كما تم التطرق خلال الاجتماع إلى ميزانيات تلك الخطط واعتمادها والتي تشمل التكاليف الإدارية والعلمية للرابطة. وبدأت الرابطة بوضع خطة عمل تشمل كلا من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، بما يساهم في تعزيز الحملات التوعوية والبرامج الصحية للحد من الإصابة بمرض الثلاسيميا، وذلك بالاستفادة من البحوث العلمية التي طرحها المؤتمر.
وشهد المؤتمر والمعرض المصاحب له زيارة أوليف ليمبي كابيلا، السيدة الأولى لجمهورية الكونغو، التي ألقت الكلمة الافتتاحية لجلسة نقاش فقر الدم المنجلي، وأشادت فيها بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من مرض الثلاسيميا والدعم التي توليه لجميع المعنيين بهذا المرض. وقدمت كابيلا تحية إجلال للقائمين على هذا المؤتمر في أبوظبي لما أبدوه من حسن الضيافة، وحثت على اعتماد البرامج والاستراتيجيات الناجحة التي تطبقها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة المرض والحد من انتشاره في جمهورية الكونغو، ومواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين في هذا المجال.
وهدف المؤتمر إلى استقطاب الخبرات الكبيرة ضمن مرض الثلاسيميا للتعرف على أحدث آليات العلاج وبرامج الحد من انتشار المرض وتقديمها للمؤسسات والهيئات العاملة في هذا المجال في الدول التي تعاني من نسب مرتفعة من الإصابة بالثلاسيميا.
وخصصت الفعاليات أكثر من 40 جلسة لمناقشة المواضيع التي تغطي مختلف المجالات والتخصصات الفرعية المتعلقة بالثلاسيميا واضطرابات الهيموغلوبين، إضافة لأحدث التطورات في مجال علاج ورعاية المرضى، حيث تحدث أكثر من 100 اختصاصي دولي خلال الجلسات العلمية، كما تم استقبال 300 ورقة بحث علمية.
وبالتوازي مع البرنامج العلمي، تم تنظيم برنامج تثقيفي للمرضى وعائلاتهم، يجتمعون خلاله مع الخبراء الدوليين للتعرف على أحدث تقنيات وأساليب التعامل مع المرض وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
عدد اليوم
