الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشارقة.. رصيد الإمارات التاريخي و «حديث الذاكرة»

الشارقة.. رصيد الإمارات التاريخي و «حديث الذاكرة»
24 أكتوبر 2013 10:47
أبوظبي (الاتحاد)- تطلّ من صفحات التاريخ، مختصرة بملامحها الثقافة والأصالة العربية والتراث الفكري والإنساني. على أرضها، عثر على أول أثر للحياة البشرية في الإمارات، حيث يسطر جبل الفايا تاريخ هذه اللقى الأثرية إلى نحو 8500 عام قبل الميلاد. هي اليوم ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أبوظبي ودبي، وتعد الإمارة الوحيدة التي تمتد أراضيها على طول ساحلي الخليج العربي والمحيط الهندي. تحظى الشارقة بموقع استراتيجي مهم، وخصوصية جغرافية متميزة بين بقية الإمارات، حيث ترتبط أطرافها وضواحيها كالذيد وخورفكان ودبا الحصن ومدينة كلباء بحدود مشتركة مع أغلبية مدن الدولة، وهي بتاريخها الضارب في القدم، مر على ترابها العديد من الحضارات القديمة منها البابلية والفينيقية والآشورية واليونانية، لتترك جميعاً بصمات وآثاراً ما زالت تكتشف إلى يومنا هذا. فقبل نحو 7000 عام تغير المناخ الصحراوي للمنطقة ليصبح أكثر اعتدالا، كما تزايدت كميات الأمطار، لتحولها إلى سهول خصبة، شجعت البدو الرحل الذين كانوا يقومون بالصيد ورعي الأغنام على اللجوء إليها طلبا للمرعى. طالت النهضة في الشارقة مختلف مجالات الحياة خلال عصر الاتحاد، بدت ملامح هذه المظاهر واضحة للعيان من خلال جملة من المشاريع والأنشطة، التي خدمت البنية التحتية. ولطالما اعتبرت الشارقة إمارة للثقافة والعلم والمعرفة، حيث بدأت مشوارها الزاخر بالمنجزات مع قطاع التعليم منذ بدايات القرن التاسع عشر، ليرتقي شيئا فشيئا مع مرور السنين، ويصل لذروته خلال الأعوام القليلة الماضية. ويبدوا الآن اهتمام الإمارة بالجوامع والمساجد، ليعكس حرصها على أن تكون مظاهر العمارة الإسلامية ظاهرة في كل مناحي الحياة، في فهم صحيح لمعنى التاريخ والتركيز على التمسك بالجذور والانطلاق منها لمواكبة ركب الحضارة المتقدمة. واليوم، وفي ظل اتحاد إمارات الدولة، ينعكس شغف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، بالعلم والمعرفة، والتاريخ، على الإمارة لتبقى راعية للأدب والثقافة والفن، وتزدهر بالمراكز والمحافل الثقافية، وتشارك في كل ما يخدم هذه المجالات الحيوية في بناء الحضارة. ويرى صاحب السمو حاكم الشارقة أن الاتحاد رسم للبلاد واقعاً مشرقاً مغايراً، يسوده الخير والأمان والرفاهية، وأسس بإنجازاته لمستقبل أكثر إشراقاً. ويدفعه شغفه بالحضارة، لتوثيق مرحلة قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، في مؤلفه الشهير "حديث الذاكرة"، الكتاب الذي يعكس جهداً فكرياً وثقافياً وتاريخياً، والذي يجزم فيه بأن المثابرة والإصرار الذين تحلى بهما الراحلان الكبيران زايد وراشد، هما اللذان أوصلا الدولة إلى مكانتها المرموقة اليوم. ويأمل سموه من نشر الكتاب أن يتعرف الشباب الإماراتي إلى تاريخ قيام اتحاد الدولة، والترحّم على من صنعوه، إذ أنهم لا يعرفون تاريخ تكوين الاتحاد وحجم الصراعات التي خلفها المستعمر قبل رحيله. إنجازات جديدة وثقافة ممتدة الفصول التطوير والتنوير بلا توقف في «شارقة الاتحاد» أحمد مرسي (الشارقة)- عام آخر من الإنجازات تشهده شارقة الإمارات العربية المتحدة، ضمن مسيرة 42 ربيعاً من المشاريع التطويرية المتلاحقة التي تعيشها البلاد منذ إعلان الاتحاد في عام 1971 والتي تنوعت في مجالاتها وتوحدت في أهدافها لخدمة الإنسان والارتقاء به. حزمة من المشروعات التنموية الجديدة شهدتها الإمارة على وجه الخصوص خلال عام مضى، فيما تمضي في تيار النهضة التي تعيشها الإمارات العربية المتحدة بكل بقاعها، محققة كما هي الحال مع شقيقاتها، فصولا من النجاحات والمشروعات التنموية الكبيرة. ومن بين هذه المشاريع، أعمال التطوير المتلاحق في مشروعها “قلب الشارقة، وظهرت للعيان تلك الإنجازات التي تحققت في “واجهه المجاز “ وعلى ضفاف بحيرة خالد وفي الكورنيش ومنطقة القصباء ومناطق متنوعة في المدينة لتصل إلى تطوير ميدان من أقدم ميادينها هو “الرولة” ليصبح بمثابة واجهه جمالية في قلب المدينة التجاري، يستعد ليفتح أبوابه أمام رواده من الجماهير خلال الفترات القريبة المقبلة. لم تتوقف المشروعات التي تنفذ الإمارة بتوجيهات من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن أبرزها تطوير وإعادة تخطيط المنطقة الصناعية الأولى وتحويلها إلى منطقة تجارية حديثة يطلق عليها اسم “ النهضة “ كما يتضمن المشروع ميدانا كبيرا يطلق عليه “ ميدان النهضة”. كما اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حزمة من المشاريع التنموية والتطويرية في مدينة الشارقة، تتضمن إنشاء “جسر الشارقة” بجانب سوق الجبيل وآخر جديد بإحلال جسر الخالدية الحالي على شارع العروبة واعتماد مبلغ 64 مليون درهم تعويضات لأصحاب العقارات التي ستتأثر بأعمال توسعة جسر الخالدية. واعتمد سموه 4 مناطق سكنية جديدة بموازاة ضاحية السيوح، تتضمن 2887 قطعة، وفي مدينة كلباء وتحديدا في وادي الحلو اعتمد سموه 140 قطعة إضافية في شعبيتي الحصين والمهتدي. واعتمد سموه مواقع لعدد 5 محطات كهربائية رئيسية ضخمة، داخل مدينة الشارقة ممثلة في الخان، الممزر، الصناعية 13، وتجارية مويلح وفي المدينة الجامعية، وذلك لرفع قدرة الشبكة الكهربائية على مستوى مدينة الشارقة، كما اعتمد سموه المرحلة الأولى من المخطط السكني الجديد في منطقة الحيار، تتضمن 1166 قطعة جديدة. وأعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخرا عن الانتهاء من مشروعين سياحيين في منطقة دبا الحصن سيجري افتتاحهما قريباً، يتمثلان في كورنيش وقناة مائية، والذي تنفذه هيئة الشارقة للاستثمار “شروق”، وأمر دائرة الأشغال العامة باستكمال أعمال تصاميم الطرق الداخلية في منطقة مليحة وشعبياتها بإجمالي تكلفة 53 مليون درهم. ووجه سموه بإنشاء عدة مساجد بمناطق الإمارة المختلفة على طرز العمارة الإسلامية والهندسية، (تضم الإمارة 662 مسجداً)، وحزمة واسعة من المشروعات السكنية والخدمية المختلفة لمنطقة المدام الواقعة ضمن المنطقة الوسطى وتشتمل على مركز دفاع مدني جديد و5 حضانات، ومساكن وطرق داخلية وتوسعة خدمات المركز الصحي في المنطقة على مدار الساعة وكذلك بإنشاء ضاحية الحير السكنية في منطقة وادي الحلو. وتنفذ بلدية الشارقة مجموعة من المشاريع تقدر تكلفتها بـ 1?5 مليار درهم تتعلق بالصرف الصحي والمبنى الجديد للبلدية بتكلفة 150 مليوناً والمواقف المتعددة الطوابق والمتضمن 6 مواقف تستوعب ما بين 600 إلى 1400 مركبة في مناطق المجاز وأبو شغارة وبتكلفه 510 ملايين درهم، وغيرها الكثير من المشروعات. تؤمن الإمارة، بأن أي تطور أو تقدم وازدهار يرجع في المقام الأول إلى حقيقة الاهتمام بالعلم والتعليم ومواكبة كل ما من شأنه أن يزهو بالإنسان ويجعل منه أنموذجاً للعطاء، حيث تستقبل مدارس منطقة الشارقة التعليمية نحو 268 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية من طلبة التعليم الخاص والحكومي وأن هناك 128 مدرسة حكومية في الإمارة وما يقارب من 90 مدرسة خاصة. وبهدف كسر الحواجز وتهيئة بيئة تعليمية وتربوية تتلاءم واحتياجات المتعلمين في المدارس، وفرت المنطقة العديد من البرامج التعليمية والتوعوية والفاعليات والأنشطة التي تحقق ذلك. وأطلق صاحب السمو حاكم الشارقة مبادرة جديدة تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي، لدعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لطلبة إمارة الشارقة بهدف تعزيز اللغة العربية والتعلم بها من خلال أحدث الوسائل والبرامج العصرية وتهيئة البيئة المدرسية الملائمة للإبداع. وللتعليم العالي في الشارقة قصة ازدهار كبيرة حيث تضم الإمارة في الوقت الراهن 3 جامعات خاصة هي: الجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة الشارقة بشموخ صرحها، وكلية الأفق، بالإضافة إلى كليات التقنية العليا، وجميعها تطرح تخصصات في مختلف المجالات التي تلبي احتياجات سوق العمل. أما “الشارقة الثقافية” فهي قصة لا تنتهي، بل تتطور وتنمو عاماً بعد عام وتعيش الإمارة وتتعايش مع كل التطورات الفكرية العالمية بكل مظاهر الفكر والفن والثقافة، حتى أصبحت الثقافة “قصة العشق الأول للشارقة”، وأصبح أيضاً معرض الشارقة الدولي للكتاب عنوان “عشق ووجد بالكلمة المكتوبة” منذ عام 1982 عندما سطرت دائرة الثقافة والإعلام برعاية وتوجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الفصول الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب ليصل إلى دورته 32 العام الحالي. لم تتوقف الشارقة عن استحقاق الألقاب الفكرية محلياً وعربياً حيث أضافت لنفسها لقبا جديدا وهو اختيارها من قبل وزراء الثقافة في الدول الإسلامية لتكون “ عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 “ وذلك خلال الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي والذي عقد في باكو عاصمة أذربيجان، واللقب الجديد يأتي انعكاسا طبيعيا لما أبدته الشارقة من اهتمام بالغ بالثقافة الإسلامية من خلال تنظيم مجموعة مختلفة من الفعاليات التي تصب كلها في خانة نشر الثقافة الإسلامية وعلى رأسها مهرجان الفنون الإسلامية. وللمتاحف سطور خالدة في الشارقة حيث تضم 22 متحفاً من المتاحف المتخصصة من بينها متحف الشارقة للتراث ومتحف الآثار ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف الأزياء والزينة ومتحف الخط العربي والزخرفة متحف الأحياء البحري ، جميعها يزخر بأنشطة وفاعليات ثقافية وتعليمية مستمرة طوال أيام العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©