الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التجربة موضوع الفنان الشرقي المعاصر

التجربة موضوع الفنان الشرقي المعاصر
8 نوفمبر 2014 00:17
رضاب نهار (أبوظبي) لفنان الشرق الأوسط اليوم، وبالتحديد ذلك المنحدر من الوطن العربي، وجوده في عالم الفنون المعاصرة. محاولاً أن يستكشف الفن ويفهمه بطريقته الخاصة، وإذ بكل عمل يصنعه يحمل في شكله ومضمونه التجارب التي عاشها، ولكن هذه المرة بطريقة محسنة فنياً تنفع لأن تروي قصته كاملة، من البداية وحتى النهاية. وها هو يعرضها في «فن أبوظبي 2014» في منارة السعديات ليراها الناس من الجنسيات المختلفة، حيث أسهم جاليري «أثر» من جدة في تعريف الجمهور بها. ويبدو أن الأفلام المصرية القديمة قد أثرت كثيراً في الفنان السعودي أيمن يسري ديدبان، الذي جمع علب «المحارم» التي استهلكها وهو صغير ليمسح بها دموعه أثناء مشاهدته لكل فيلم. فطبع عليها صور «الأفيشات» السينمائية وعرضها إلى جانب بعضها البعض في لوحة ضخمة على حائط جاليري «أثر» وشكلت هذه اللوحة بألوانها الضاربة وشخصياتها المستوحاة من ممثلين ونجوم عاشها مجتمعنا قديماً ولا زالت تؤسس ذاكرته الفنية، نقطة رجوع إلى الزمن الجميل. ومن الواضح أن تجارب يسري كانت إشكالية وصعبة للغاية، حيث عرض مقابل عمله السابق، لوحة صغيرة تكاد تكون بيضاء خالصة، لولا أن دققنا النظر بعض الشيء، ووجدنا خطوطاً فاتحة بقلم الرصاص ترسم غرفته التي كان يعيش فيها داخل السعودية كالسجين دون أن يستطيع الخروج لبلاد أخرى. وقد وضع فيها خيطاً أبيض كإشارة إلى حصوله على الأوراق اللازمة للسفر بعد ثلاث سنوات من التواجد في هذه الغرفة، ويأتي استحضار الخيط من ظهور ما يشبهه وسط السماء عند النية بفك الصيام. أيضاً اخترعت الفنانة السعودية بسمة فلمبان، لغة خاصة بها، هي عبارة عن «كودات» متراصفة باللون الأسود في شكل حلزوني على لوحة مربعة بيضاء. مفسرةً إياها بأنها تشرح إحدى قصائد ابن أبي ربيعة عن العشاق الذين فرقتهما الظروف. وأما ما تود بسمة قوله من هذه اللغة الخاصة وغير المفهومة حقيقةً لكثير من المتلقين، أن هؤلاء العشاق سيكون الفراق نصيبهم لو أنهم عاشوا إلى اللحظة الآنية التي نعيشها نحن. مرجعةً السبب إلى الظروف الراهنة التي تفرق بين الأحبة. وبدوره فكك الخطاط والمهندس السعودي ناصر سالم، جملة «صنع الله الذي أتقن كل شيء»، هندسياً وفنياً، وعرض نتائجه الاولية على الجمهور، وكأنها عملية تشريحية طويلة الأمد وصعبة التفاصيل. وبالفعل فقد كانت كلمة شبيهة بمخطط معماري لمبنى ما، تخترقها الأعمدة وتقوم على أسس متينة تضرب الأرض. «البصيرة» عنوان العمل الذي شارك به الفنان الفلسطيني حازم حرب، متقصياً نظرة عين الإنسان للأشياء، وبنى من خلاله منظوره كما يرى التفاصيل من حوله. تلك التفاصيل الموضعة على طريقه بطريقة عشوائية أو منظمة، جمعها إلى جانب بعضها على لوحة من كرتون أبيض. وتلتقي أعمال الفنان التركي سشكين بريم، مع رؤية حازم حرب ولكن بأسلوب مختلف تماماً. فبريم يعمل على الطبقات النافرة التي يمكن لمسها باليد. ودون الحاجة لأن نسأل ما هو هذا الشكل أو ذاك، تتوضح لنا الفكرة مباشرةً، ونذهب مع طبقاته إلى اختراع زوايا نظر مختلفة، لنرى الشكل ذاته مختلفاً في كل مرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©