الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية المعاناة والقسوة يطفئها تهافت الأطفال على البائع الجوال

حكاية المعاناة والقسوة يطفئها تهافت الأطفال على البائع الجوال
19 فبراير 2010 20:16
في قرية التراث والغوص مصنوعات شعبية نادرة ونفيسة، ومهن وحرف تراثية اندثرت مع الزمن، لكن مع الفعاليات التراثية التي تنظمها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، فالتراث حاضر على مدار العام، ويأبى أن يغيب، وعلى مدار شهر مهرجان دبي للتسوق 2010، تبرز المزيد من المهن الغائبة لتذكر الزوار بالماضي بتفاصيله، من هذه المهن مهنة « البائع المتجول». استوقفنا الحاج إبراهيم إسماعيل الذي ينادي بأعلى صوته «حار بعده ما برد»، حكايته تبدأ بالخيال وبالسفر إلى تلك السنين الغابرة والتي نسيها الناس مع مرور الزمن. وبفضول يأخذك صوته الشجي في رحلة إلى الماضي، عندما يبدأ الحاج إبراهيم بسرد أجمل حكايات زمان وسر هذه المهنة. يقول: في الماضي كانت الظروف قاسية، ولم تكن هناك محال بيع المواد الغذائية أو حلويات وسكريات بأنواعها للأطفال، وعندما كنا صغاراً يطوف علينا رجل كبير في السن ويصرخ بصوت عال جداً، ويقول «حار بعده ما برد» ومعه عربة على شكل سفينة صغيرة، بها أماكن عديدة للحلويات والبفك والنخي بأنواعه، واليقط والفول السوداني وغيرها من الأشياء مثل الألعاب الشعبية. ويتجمع حوله الصغار لشراء ما يحبون وبسعر رخيص جداً، ويومياً بعد صلاة العصر يطوف هذا الرجل والأطفال يترقبونه من وقت لآخر، فهو وسيلتهم الوحيدة للحصول على الحلويات التي كانت شائعة آنذاك، وتجلب من عمان والفجيرة وغيرها، ومنها ما يصنع محلياً على يد النساء. يضيف محدثنا: هذه العادة قديمة جداً، وأنا هنا في قرية التراث أحيي هذه العادة التي سادت زمن الأجداد والجدات، وبفضل لله يعمل صوتي على جذب الزوار بشكل لا يوصف، خاصة عندما يتجهون ناحيتي ويسألونني عن هذه العادة، فأخبرهم قصتها بالتفصيل، وتكون الابتسامة واضحة على الجميع، ويبادرون إلى شراء ما تحتويه العربة القديمة، وهي عبارة عن مجسم خشبي لسفينة قديمة صنعها الأجداد، وخاصة سكان الساحل.. ويضيف: على مدار خمسة عشر عاماً وأنا أشارك بالمهرجان ضمن فعاليات دائرة السياح، ولا أتردد مطلقاً في عرض تراث بلدي، ووصف مدى المعاناة التي كانت سائدة آنذاك وسط الندرة في كل شيء، إلى أن من الله علينا برغد العيش بعد بذل جهد ومشقة كبيرة، لنصل الى ما نحن عليه الآن، حيث أن التراث ذخيرتنا وثروتنا التي لا بد أن نخلدها للأبناء، ولابد أن نعرضه في مثل هذه المناسبات العالمية فمن لا ماض له لا حاضر له
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©