الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دور الطلبة» لمكافحة الأمية في أرياف المغرب

25 أكتوبر 2011 00:23
تستقبل دار للطلبة تقع في قلب جبال الأطلس المتوسط المكسوة بالثلوج في وسط المغرب، فتيات من قرى نائية، في خطوة تعكس رغبة المملكة في مكافحة الأمية في الأرياف. ويضم المغرب أكثر من 300 دار للطلبة من هذا النوع تقيم فيها نحو 16700 شابة. ويقع 70% منها في مناطق ريفية، بحسب الأرقام الرسمية الأخيرة. وتقول سعاد أركاني مديرة بيت الطلبة إن “شروط الدخول بسيطة وواضحة: الفقر والمسافة البعيدة. وتقوم لجنة صغيرة بدراسة الطلبات وباختيار الفتيات بسرعة على أساس هذين المعيارين”. ويستقبل دار الطلبة في قرية عين اللوح 35 فتاة، وهو يقع على مسافة قريبة من المدرسة التي ترتادها الفتيات كل يوم لمتابعة تحصيلهن العلمي. وتقول خديجة البالغة من العمر تسع عشرة سنة “يعيش والداي على بعد عشرات الكيلومترات من هنا. ولكن بفضل دار الطلبة، أتابع دراستي في ظروف جيدة لأنها تؤمن لي الرعاية والمدرسة قريبة جدا”. وتشرح سعاد أركاني أن دار الطلبة تهتم بالفيتات “بفضل برنامج محدد من الصباح حتى المساء يبدأ بتناول الفطور ثم الذهاب إلى المدرسة القريبة من “دار الطلبة” ثم تناول الغداء عند 12:30 والعشاء قرابة الساعة 19:30 ثم الدرس وأخيراً إطفاء الأنوار عند الساعة العاشرة مساء”. أما تمويل دار الطلبة وإدارتها فتتولاهما وزارة التنمية الاجتماعية والجمعية الخيرية الإسلامية وهي جمعية محلية غير حكومية. تقع عين اللوح في إقليم إفران على بعد 300 كيلومتر شرق الرباط في قلب جبال تكسوها أشجار الأرز وغالباً ما تهطل فيها الثلوج في الشتاء. وتضيف سعاد أركاني “ابتداء من نوفمبر، يشتد البرد هنا. وتبقى الفتيات في دار الطلبة طوال الأسبوع، ولكن يمكنهن قضاء عطلة نهاية الأسبوع لدى ذويهن أو أقربائهن”. وعندما تريد خديجة زيارة ذويها، تستقل سيارة أجرة جماعية لتقطع عشرات الكيلومترات، ثم تكمل طريقها سيراً على الأقدام لمدة ساعة على الأقل لتصل أخيراً إلى بيتها. وفي العام 1999، شجع الملك محمد السادس بعد سنة من تربعه على العرش إنشاء دور للطالب والطالبة لحل مشكلة النقص في البنى التحتية الذي تعاني منه المناطق الريفية. ولكن المشرفين على دار الطلبة في عين اللوح الذي افتتحه الملك محمد السادس سنة 2003 يقولون إن “الوسائل تبقى محدودة ونرحب بكل دعم ممكن”. ويقول محمد بو يملال نائب رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية إن “الجماعات المحلية ووزارة (التنمية الاجتماعية) وجمعيتنا تشارك في التمويل ولكننا نجهد لتنظيم ميزانيتنا”. ويضيف “نتخذ أحيانا خيارات صعبة فنكتفي بالضروريات أي الغذاء”. ولا تجني المديرة سوى 1200 درهم شهرياً (110 يورو) أي أقل من الحد الأدنى للأجور (125 يورو). ولكن النتائج إيجابية على الرغم من المصاعب. فقد انخفضت نسبة الأمية في الأرياف من 64% سنة 2006 إلى حوالي 40% سنة 2011، بحسب الأرقام الرسمية.
المصدر: عين اللوح
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©