الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقتراب موعد معركة الحسم

اقتراب موعد معركة الحسم
18 أكتوبر 2015 12:34
الجوف والمخا .. أهداف الشرعية دخلت مواجهات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم التحالف العربي ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مرحلة جديدة عبر استعدادات مكثفة من قوات الشرعية للبدء في عملية تطهير محافظة الجوف من قبضة الميليشيات، خاصة بعد استعادة السيطرة على معظم أراضي محافظة مأرب المجاورة. فقد حقق الجيش اليمني، الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، تقدماً مهماً على صعيد العمليات العسكرية بتقدمه إلى محافظة الجوف شمال شرق البلاد، والمتاخمة لصعدة المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، لتبدأ معركة عسكرية مهمة «لبدء تطهير المحافظة». ووصف المراقبون تمركز قوات الجيش اليمني ومعه كتائب من المقاتلين المحليين في منطقتي «السيل» و«الهضبة» على بعد ثمانية كيلومترات من معسكر «اللبنات» الذي يسيطر عليه المتمردون، ويبعد نحو 15 كيلومتراً جنوب مدينة الحزم عاصمة المحافظة، بأنه خطوة مهمة لإنهاء سيطرة الحوثيين على المدينة وأنحاء عديدة من المحافظة، في معركة قد تستغرق أيام قليلة فقط، خاصة أن هذه التشكيلات من القوات «مدربة جيداً»، ويمكنها مواجهة محاولات الحوثيين لتأخير تقدمهم بقيام المتمردين «تفخيخ الطرقات بمئات الألغام». ويؤكد المراقبون أن الحوثي فشلوا في كسب ولاء القيادات السياسية وزعامات القبائل على الرغم من الإغراءات الكبيرة التي قدموها لهم، كما «فقدوا الحاضنة الشعبية في الجوف» التي سيطروا عليها في مايو الماضي. ومن المؤكد أن تحرير الجوف سيمهد الطريق تماماً أمام تقدم قوات الجيش اليمني وقوات شرعية والتحالف صوب معاقل المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، ويضيق الخناق أكثر على قوات صالح المتمردة والمنتشرة في محيط العاصمة صنعاء. وكان دور طيران التحالف كبيراً في تحقيق هذا التقدم، حيث واصل طيران التحالف غاراته على العاصمة صنعاء وضواحيها ومحافظة صعدة، مستهدفاً مخازن أسلحة وذخائر استراتيجية ومواقع عسكرية وتجمعات مسلحة للمتمردين وحلفائهم. وشنت مقاتلات التحالف عشرات الغارات على مخازن أسلحة وذخائر ومواقع عسكرية في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، حيث شوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد بشكل متقطع لساعات. وخلفت الغارات انفجارات قوية هزت أرجاء العاصمة صنعاء. وفي إطار التحضيرات لتحرير صنعاء شن طيران التحالف أيضاً غارات على بلدة «بلاد الروس» جنوب العاصمة، مستهدفة مخابئ أسلحة سرية. وقصفت المقاتلات تجمعات للحوثيين وقوات صالح في منطقة «وادي حباب» الفاصلة بين العاصمة ومحافظة مأرب، فيما أصابت ضربة جوية تجمعاً للمتمردين في منطقة «السلاطة» جنوب شرق مدينة عمران شمال العاصمة. كما استهدفت غارات التحالف أيضاً معسكر اللواء 26 حرس جمهوري في بلدة «السوادية» بمحافظة البيضاء وسط البلاد، فيما دمرت غارة مبنى حكومياً يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في بلدة «الشعر» بمحافظة إب المجاورة، موقعة العديد من القتلى والجرحى. وفي إطار سياسة التحالف العسكرية بقطع طرق الإمدادات للحوثيين وقوات المخلوع صالح عن طريق البحر، نجح طيران التحالف في شن سلسلة غارات دمرت طرق الإمدادات من محافظة الحديدة الساحلية إلى ميناء المخا غرب محافظة تعز ثاني أكبر مدينة يمنية في الشمال، حيث قامت بتدمير دمرت ثلاثة جسور حيوية تربط المخا بالحديدة. كما نفذت الزوارق الحربية التابعة للتحالف عمليات عسكرية داخل عمق الميناء فأخلته القوات المتمردة تحت ضغط الضربات الجوية العنيفة. ويبعد ميناء المخا 40 كيلو متراً إلى الغرب من مدينة تعز البوابة الرئيسة بين شمال وجنوب البلاد. ومن المؤكد أن هذه الضربات تعجل باستعادة قوات الشرعية، المسنودة أيضاً بقوات عربية برية، السيطرة على ميناء المخا، في إنجاز عسكري يمهد لتحرير مدينة تعز المنكوبة التي تشهد اشتباكات عنيفة وبصورة شبه يومية بين عناصر المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية ومليشيات الحوثي وصالح شرقي المدينة. كما استهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للمتمردين الحوثيين وقوات صالح في منطقة بلاد الروس جنوبي صنعاء. وفي البيضاء، سجلت مواجهات مسلحة بين الحوثيين والقبائل المحلية في بلدتي «ذي ناعم» و«مكيراس»، فيما شن طيران التحالف غارات على معسكر اللواء 26 ميكانيكي الموالي للمتمردين في بلدة «السوادية» وسط المحافظة. كما كثف التحالف غاراته على مواقع المتمردين في محافظة مأرب الشرقية، حيث تواصل قوات الشرعية وأنصارها التقدم لاستكمال السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والقريبة من العاصمة صنعاء. كما أفادت الأنباء الواردة من صعدة بمقتل وجرح العشرات من المسلحين الحوثيين، خلال عمليات القصف التي تقوم بها طائرات التحالف التي استهدفت معسكراً تدريبياً للمتمردين في المحافظة المتاخمة للحدود السعودية. كما استهدفت الغارات تجمعات أخرى للحوثيين في بلدات ساقين، غمر، الصفراء، ورازح، مخلفة قتلى وجرحى وأضراراً مادية كبيرة. سياسة الترهيب ووسط هذه النجاحات التي تحققها قوات الجيش اليمني وقوات الشرعية زادت المخاوف بين الحوثيين من اقتراب ساعة الحسم لمعركة تحرير صنعاء، حيث كشفت مصادر في المقاومة الشعبية أن ميليشيات الحوثيين لجأت، وعلى مدار الأسابيع الماضية إلى إغراء بعض شيوخ القبائل المحيطة بصنعاء بالأموال وبامتيازات أخرى للوقوف معهم ضد قوات التحالف، غير أنهم فشلوا في ذلك، وأكد شيوخ القبائل وقوفهم إلى جانب الشرعية والجيش الوطني. وراح الحوثيون إلى إتباع سياسة الترهيب، وهددوا هؤلاء الشيوخ بتفجير منازلهم ومصادرة أملاكهم. وتصدى شيوخ القبائل بقوة للجماعة المتمردة، وحذروا قادتها من مجرد التفكير في الاعتداء عليهم، مؤكدين قدرتهم التامة على الدفاع عن أرضهم حتى آخر فرد منهم، وشددوا على التزامهم بالانحياز إلى جانب قوات التحالف، وأكدوا مشاركتهم في المعركة المرتقبة. وفي إطار سياسة الترهيب أقدم المتمردون الأسبوع الماضي على تفجير منزل الشيخ توفيق مهيوب العنسي، في مديرية بعدان، شرق مدينة إب، ومنزل وجيه قبلي معارض في محافظة إب ما أثار ردود أفعال واسعة وسط أبناء المنطقتين الذين أكدوا وقوفهم بالكامل مع المقاومة الشعبية ضد قوى الانقلابيين. وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها المتمردون بتفجير منازل شيوخ القبائل ووجهائهم، حيث قاموا بتفجير 51 منزلاً لمعارضين ورموز المقاومة ما بين تفجير كلي وتفجير جزئي في الآونة الأخيرة ، ما أوجد رفضاً واسعاً لتلك الممارسات. محاولات إيرانية فاشلة ويبدو أن إيران لا تزال تضع آمالاً بإمكان استمرار الصراع في اليمن من خلال حلفائها الحوثيين وأتباع المعزول صالح، حيث كشفت التقارير نجاح قوات الشرعية في احتجاز شحنة عسكرية في مديرية السوم شرق مدينة تريم، تتألف من أربع قاطرات محملة بالذخائر والأسلحة المتطورة، جاءت من إيران، ودخلت من خلال محافظة المهرة إلى محافظة حضرموت، وكانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية. وأوضحت التقارير أن هذه لا تعد الشحنة الأولى التي يتم ضبطها في الأسابيع الأخيرة بل تم اعتراض وضبط العديد من الشحنات من الأسلحة، وأيضاً من النفط المهرب الذي كانت تحاول إيران تهريبه عبر محافظات المهرة ومن ثم حضرموت فشبوة إلى محافظة البيضاء ومن ثم تصل إلى ميليشيات جماعة الحوثي، وهي محاولات يرى المراقبون أنها تهدف إلى إقناع الحوثي وصالح باستمرار القتال، وأن إيران لن تتخلي عنهم، غير أن هذه المحاولات تبدو فاشلة وسط حالة من النفور الشعبي والقبلي لما يقوم به الحوثيون من أعمال إجرامية حيال الشعب اليمني. تحالف صالح والحوثي ينهار قال وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين: «إن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يحاول الخروج من العاصمة اليمنية صنعاء، بينما ميليشيات الحوثى تمنعه من ذلك». وتابع ياسين: «المخلوع استعان بميليشيات الحوثى وورطهم وورطوه.. وتحالفه معهم ينهار». وأضاف: «إن المخلوع كان يستخدم الحوثيين لمرحلة معينة ومن ثم يتخلى عنهم بعد الوصول لهدفه»، وتابع: «بات من الواضح أنهم تجاوزوه بمراحل ويطبقون مشروعهم الحقيقي في القتل والتدمير». تأتي هذه التصريحات في وقت كشفت فيه مصادر يمنية عن خيوط ملف خطير يشكل أحد الأسباب الرئيسة للأزمة الصامتة التي برزت ملامحها أخيراً بين جماعة الحوثي الانقلابية وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأكدت المصادر أن حرباً جاسوسية بين الطرفين تعود إلى سنوات عدة وفاحت رائحتها أخيراً، بعد قيام جماعة الحوثي بوضع بعض قياداتها السياسية والعسكرية تحت الإقامة الجبرية، بعد اكتشاف أنهم جواسيس زرعهم الرئيس المخلوع في صفوف الجماعة المتمرد، ويخدمون سياسات ومخططات الرئيس السابق. ولفتت المصادر إلى أن خلية مخابراتية مشتركة تضم ضباطاً إيرانيين وسوريين ومن حزب الله، وتعمل ضمن الدوائر الخاصة لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، هي من كشفت أسرار جواسيس صالح داخل الحركة الشيعية الموالية لإيران. ونوهت المصادر إلى أن من أبرز القيادات السياسية الحوثية التي ثبت تورطها في العمل لمصلحة الرئيس المخلوع هو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في جماعه الحوثي حسين العزي، والذي جرى وضعه تحت الإقامة الجبرية، وعلى الصعيد العسكري، القائد الميداني للحركة الحوثية أبو علي الحاكم الذي كان ضابطاً متمرساً في الحرس الجمهوري الموالي جدا لصالح، والأخير لم تتخذ الحركة بشأنه أي إجراء نظرا لموقعه العملياتي الحساس والمؤثر في الوضع الراهن. وشددت المصادر على أن الرئيس اليمني السابق وخلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي أعطى الضوء الأخضر للجماعة الحوثية «حركة الشباب المؤمن آنذاك» لتنشيط في مواجهة الحركات السنيه، وفي الوقت ذاته عمل على الإمساك بخيوط الحركة عبر الدفع بضباط وجنود مخابرات ينتمون إلى عائلات زيدية متشددة للانخراط في تنظيم الشباب المؤمن، وكان من أبرزهم حسين العزي الذي وصل لاحقاً إلى منصب سياسي رفيع داخل الحركة الشيعية. ولفتت المصادر إلى أن الحركة الحوثية مارست هي الأخرى الحرب الجاسوسية على صالح من خلال مسؤولين كبار تبوأوا مناصب عليا عسكرية ومدنية في نظام صالح. وبحسب المصادر، فإن أبرز من خدموا جماعة الحوثي من داخل قصر صالح ومن وقت مبكر هو وزير الداخلية الأسبق والأمين العام السابق لحزب المؤتمر اللواء يحيى المتوكل الذي لقي مصرعه في حادث مروري مطلع العام 2002، وتوجه أصابع الاتهام لصالح باغتياله. وتؤكد المصادر أن القيادي البارز في حزب المؤتمر أحمد الكحلاني هو أيضاً من الذين خدموا الحركة الحوثية من داخل الدائرة المقربة من صالح. أيدي صالح القذرة لم يتوقف الرئيس المعزول علي عبد الله صالح من استخدام أوراقه القذرة في اليمن من أجل استمرار حالة الفوضى والعنف في البلاد، فلجأ إلى حلفائه السابقين أثناء فترة حكمه من تنظيم القاعدة، وغيرهم ليقوموا بعمليات لا هدف منها سوى فرض حالة الفوضى والذعر بين اليمنيين وإشعارهم بعدم وجود أمن وأمان غير أن هذه المحاولات تبوء بالفشل دائماً. وفي هذا الإطار تمكنت القوات الشرعية ومقاتلو المقاومة الشعبية في محافظة أبين، جنوب اليمن، من استعادة مبنى الحكومة بعد أقل من 24 ساعة من سيطرة تنظيم القاعدة على المبنى. وفور تحرك قوة من الجيش الوطني والمقاومة صوب المجمع الحكومي، حيث تتمركز عناصر من تنظيم القاعدة منذ صباح الأربعاء، فرت تلك العناصر من دون أي مواجهات مع القوة العسكرية التي استعادت المبنى وتمركزت فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©