الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفكار حول الأفكار

23 أكتوبر 2013 20:01
سول ليوِت* الفنانون المفاهيميون متصوفة، أكثر مما أنهم مناطقة. إنهم يثِبون إلى تلك النتائج التي لا يبلغها المنطق. الأحكام المنطقية تكرِّر أحكاما منطقية. الأحكام غير المنطقية تقود إلى تجربة جديدة. الفن الرسمي هو بالضرورة فن منطقي. الأفكار غير المنطقية ينبغي أن تكون متبوعة بالمعالجة الفنية، منطقيا وبكل ما في الكلمة من معنى. إن غيّر الفنان وجهةَ نظرِهِ في منتصف الطريق خلال إنجازه قطعة فنية فإنه يتخلى عن النتيجة ويكرر نتائج سابقة. سيكون الفنان ثانويا بالقياس إلى العملية الفنية، غنه يبدأ العمل من الفكرة إلى الاكتمال. عندما تكون الكلمات بالية مثل اللوحة او التمثال، فإنها تنطوي على التقليد بوصفه وحدة كاملة، ما ينطوي، ضمنا، على قَبول ناشئٍ بهذا التقليد. وبالتالي، يوضع القصور على الفنان الذي يرغب في أن يكون معارضاً لصناعة ذلك الفن الذي يمضي إلى ما بعد هذا القصور. المفهوم والفكرة مختلفان. الأول يدلّ ضمنا على تيّار عام، بينما تتركب الأخيرة من أجزاء. الأفكار تنجز المفاهيم. يمكن للأفكار أن تكون أعمالا فنية، إنما داخل سلسلة من التطوّر الذي قد يجد شكلا ما في آخر الأمر. لا تحتاج الأفكار جميعا إلى أنْ تُصبح فيزيائية. لا تنبثق الأفكار بتتابع منطقي بالضرورة. فقد تبرز هذه الأفكار للعيان ضمن اتجاهات غير متوقّعة، لكن ينبغي على الفكرة أن تكون مكتملة بالضرورة في ذاكرة الفنان قبل أن تتخذ شكلا فنيا لاحقا. مقابل كل عمل فني يصبح فيزيائيا، هناك العديد من التنويعات عليه التي لم تحدث. بما أنه ما من شكل فني أرفع من شكل آخر، حقيقة، فإن بوسع الفنان استخدام أي شكل، سواء أكان تعبيرا بالكلمات (شفويةً كانت أم منطوقة) أو شكلا فنيا فيزيائيا واقعيا، بصورة متساوية. الأفكار كلُّها فنّ، إنْ انشغلت بفَنّ ووقعت داخل مؤتمرات تقاليد فنّ. عادةً ما يفهم أحدٌ ما فنّ الماضي من خلال فرض تقاليد الزمن الراهن، بالتالي يُساء فهْمُ فنّ الماضي. التقاليد الفنية تقوم بتحريف الأعمال الفنية. يغيِّر الفن الناجح من فهمنا للتقاليد إذ يَحرِفُ من وجهة نظرنا تجاهها. إدراك الأفكار يوقد أفكارا جديدة. لا يقدر الفنان على أنْ يتخيَّل فنَّه، ولا أنْ يلاحظه حتى يكتمل. قد يسيء الفنان إدراك عمل فني ما، لكنه يظلّ يُظهر بوضوح سلسلة من الأفكار من خلال إساءة الفهم. ربما، ليس من الضروري أن يفهم الفنان عمله الفني تماما، فإدراكه إياه ليس بأفضل أو أسوأ من ذلك الذي لدى الآخرين.قد يدرك الفنان فن الآخرين بأفضل مما يدرك فنّه.قد يستدعي مفهوم العمل الفني مقدارا غير محدد من القِطَع الفنية أو العمليات الفنية في خلقه. حالما تكون القطع الفنية قد تأسست في ذاكرة الفنان، يكون الشكل قد تقرر والعملية الفنية أصبحت ناجزة على نحو أعمى. هناك العديد من الجوانب المؤثرة التي تجعل الفنان غير قادر على التخيّل. ربما تكون هذه الجوانب قد استخدمت بوصفها أفكارا عِوَضا عن أعمال فنية جديدة. العملية الفنية ميكانيكية، وينبغي عدم العبث بها. سوف تسرِّع هي من تقدّمها الخاص. يشتمل العمل الفني على العديد من العناصر. الأكثر أهمية من بينها هو الأكثر وضوحا. إنْ استخدم فنانٌ ما الشكل ذاته في مجموعة من الأعمال الفنية، وغيّر من المادّة المستخدمة في صنع العمل الفني، فإن واحدا من هذه الأشكال الفنية سوف ينتحل مفهوم الفنان الذي تشتمل عليه هذه المادة. من غير الممكن إنقاذ فكرة مبتذلة بأداء جميل. إنه لَمِنَ الصعب عدم إتقان تنفيذ فكرة مقنعة وحقيقية. عندما يكتشف الفنان براعته جيدا جدا فإنه يصنع فنّا أنيقا. هذه الجُمَل تعليق على الفن، لكنها ليست فنّا. * من أبرز الفنانين المفاهيميين في الولايات المتحدة الأميركية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©