الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واقع أخضر

27 يناير 2013 20:07
هناك طفل يموت كل ست ثوان نتيجة أمراض متعلقة بالجوع، وهناك نسبة من الأشخاص يعانون من سوء التغذية، نتيجة أزمة غذاء عالمية وخاصة في تلك الدول التي تعاني من أزمات ممتدة مثل أنجولا وبوروندي وغينيا وهاييتي، وهناك أيضا أفغانستان التي طحنتها الحروب، تلك الحروب ساعدت في المزيد من المآسي، وخلّفت المزيد من الضحايا الأبرياء وزادت من أزمة الفقر والجوع والحاجة لأبسط الحقوق، وأيضاً هناك الأزمة التي تعصف بالصومال والسودان، رغم أن البلدين من أكثر الدول غنى بما يؤهلهما لأن يكونا بنكاً غذائياً عالمياً، وأيضاً دول مثل طاجيكستان وزمبابوي، وخص التقرير السنوي للأمم المتحدة، وضع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث وصفها بأنها تعاني من أزمة ونقص حاد في الغذاء. سنوات تأتي وتذهب ولا يزال زعماء العالم وقادته يبحثون عن طرق ووسائل للحد من الأزمات التي ترافق الكوارث، وقد أعلنت الأمم المتحدة في تقاريرها السنوية أن هناك اثنين وعشرين دولة تعاني من أزمات غذاء متواصلة، بسبب الصراعات أو المؤسسات الضعيفة والكوارث الطبيعية، وقد جاء في تقرير لمنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أن العالم من الممكن أن يتجاوز الأزمة الغذائية بحلول عام 2015، ولكن كم من العمر والسنوات سنحتاج لإعادة النظر بشكل كبير في كيفية تجاوز الأزمة، وكيف يمكننا أن نساعد الدول التي تعاني من الجوع، ونحن ما زلنا لم نؤمن أنفسنا غذائياً ضد أي كارثة خارجة عن إرادتنا؟. هناك دول تعاني منذ ثماني سنوات مع حصولها على 10 في المائة من المساعدات الأجنبية في صورة مواد إغاثية، ولذا كان المفترض بالدول المانحة أن تضع حلولاً طويلة المدى عن طريق تعزيز قدرات تلك الدول، من خلال دعم أنشطة إنقاذ الحياة وحماية موارد الرزق، ولكن يبدو أن الأهم هو ما نغفل عنه وهو الزراعة التي تعد المصدر الرئيسي للغذاء والدخل لقرابة ثلثي سكان العالم، والتي لم تحصل إلى الآن على الأولية في البرامج التي تنفذ المشاريع، التي يمكن أن تخدم تلك الدول على المدى البعيد، وقبل ذلك تؤمن لنا ما يكفينا على الأقل لعامين، في حال حدوث كارثة تمنع استيراد الغذاء، وأيضا تشجيع الزراعة والتوسع فيها يعدان وسيلة لتوفير فرص عمل للآلاف من سكان تلك الدول، وخاصة التي تعاني من البطالة والجوع والموت أو التشرد أو الأمراض، حيث تحصل الزراعة على ثلاثة إلى أربعة في المائة فقط من تمويلات التنمية والمساعدات الإنسانية. نحن نريد أن نحول رؤيتنا وأفكارنا وبرامجنا إلى واقع أخضر، لأن المليارات تجمع وتنفق من أجل الحد من الأزمات التي تنجم عن الكوارث، ولكن العالم بحاجة لمليارات من جميع دول العالم من أجل توفير المواد والإمكانيات التي تحل القضايا، من مجاعة وبطالة وأمراض عن طريق الزراعة وتشغيل الأيدي العاملة من أبناء تلك الدول، لأن الجوع والعطش من أسباب الصراعات والحروب في العالم. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©