الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي: الإثارة الصحفية لا تزيد الربح والتوزيع ولابد من الطرح الموضوعي

سلطان القاسمي: الإثارة الصحفية لا تزيد الربح والتوزيع ولابد من الطرح الموضوعي
7 نوفمبر 2014 02:34
نوف الموسى (الشارقة) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن قانون النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة صدر في وقت كانت الدولة تتعرض لتيارات غريبة، لا نقول إنها تدخلت في الصحافة، بل كانت في جميع الجمعيات الأهلية، واستولت عليها استيلاء تاماً. وأكد سموه: «نعد عندما تهدأ الأمور وتستقيم الساحة، بأن نفتح الباب على مصراعيه». وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة له في ندوة النشر الصحفي التي أقيمت مساء أمس الأول (الأربعاء) في معرض الشارقة الدولي للكتاب بنسخته الثالثة والثلاثين، وناقشت ماضي وحاضر ومستقبل النشر الصحفي في الإمارات، أنه اعتاد منذ زمن بعيد أن يقرأ صحيفة «الخليج» قبل الفجر ويجول في صفحاتها أكثر من ساعة ونصف الساعة، يطلع خلالها على ما يجري في عالم الثقافة والفن، مبتعداً قدر الإمكان عن عالم المعارك والتدمير، لأنه لا يريد أن يلوث دماغه بهذه الأفكار. لافتاً سموه إلى أنه من خلال صفحات «الخليج» وجد بعض التحليلات السياسية والكتابات تأتي من أناس لهم خلفيات ومعاهد ومراكز ومدارس تمدهم بأفكار ما، فمثل هذه الصفحات لا أتوقف عندها. وطالب صاحب السمو بالابتعاد عن الإثارة في عالم الصحافة في دولة الإمارات، فهي لن تزيد من الربح ولا من التوزيع، ولا بد من التواصل مع الجهة المسؤولة كي تحصل على المعلومة الدقيقة والمفيدة. موضحاً أن استخدام الإثارة في الصحافة لا يؤدي إلا إلى التشويه، وتمنى أن لا نصل إلى المحاكم والمشاحنات، لافتاً سموه إلى تجربة الخط المباشر على إذاعة الشارقة، ومدى أهميتها وشفافيتها ومستوى المصداقية العالي التي تتميّز بها. وأكد حاكم الشارقة على أهمية أن يقوم رئيس التحرير بدوره بالكامل ويقرأ كل ما يكتب قبل النشر، ويكون على دراية كاملة بكل شيء، وأن يجلس في مكتبه ويقرأ، فرئيس التحرير لديه ثماني ساعات عمل لا بد أن يؤديها على أكمل وجه، وليجلس كل رئيس تحرير سويعات كي يقرأ ويتأكد ما الذي سينشر في اليوم التالي. ولفت سموه إلى استعمال الكلمات الأجنبية في الندوة من قبل أناس يعول عليهم بأن يساهموا في التأكيد على استخدام لغتنا العربية. جاء ذلك، خلال جلسة حوارية بعنوان «النشر الصحفي في الإمارات.. الماضي والحاضر والمستقبل»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 33، جمعت نخبة من رؤساء تحرير الصحف وهم: حبيب الصايغ رئيس التحرير المسؤول في صحيفة الخليج، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، وظاعن شاهين مدير عام قطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة البيان، وأدار الجلسة محمد يوسف، رئيس جمعية الصحفيين في الإمارات. الصحافة والتنمية الحديث عن إشكاليات الصحافة في الإمارات، وجوانبها التشريعية والنظامية، وفقاً لمتغيرات الشكل التنموي للدولة، أبرز ما طرحه حبيب الصايغ، رئيس تحرير صحيفة الخليج، مبيناً أن الصحافة المحلية ساهمت في تكوين حركة التنمية، إلى جانب كونها مرآة لتلك المكتسبات الحضارية، والمنجزات التي حققتها الإمارات، إلا أن قانون الأنشطة الإعلامية المتوقف بحثه منذ 7 سنوات، رغم موافقة مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي، وتوقف دورته المستندية عند وصوله إلى الجهات العليا، يوحي بأن هناك بعض الملاحظات التي استدعت الحاجة إلى توقيفه، بسبب أنه لم يكن كاملاً أو مقنعاً، بحسب تعبير الصايغ، مبيناً أن القانون «المزمن»، في بعض نصوصه، يساهم في انحسار مسألة تدفق المعلومات من قبل الجهات المعنية إلى الصحافة، من ناحية إلزامية تلك الجهات، لافتاً إلى ضرورة النظر مجدداً في تلك التشريعات، والحاجة إلى البت فيها، أمام التغيرات المذهلة في المنطقة من جهة، والتنامي المؤسساتي والمجتمعي في الإمارات من جهة أخرى. وطالب الصايغ بفتح مسألة تراخيص الصحف اليومية من الإمارات، مع وضع شروط مهمة، وفق القانون واحتياجات هيكلة العمل الصحفي، وأن لا تكون تعجيزية، معتبراً أن مبادرة الإحاطة الإعلامية التي أطلقت أخيراً، والتي سبقتها فكرة المتحدث الرسمي، لا تزال حباً من طرف واحد، وهذا ملاحظ في العلاقة الضمنية بين الصحفي والمسؤول، خلال المتابعة والأسئلة الجوهرية حول السياسات والخدمات وتبعاتها بين الفئات المعنية. واسترسل حديث الصايغ حول تاريخ نشأة الصحافة وبداية علاقته بجريدة الاتحاد الإماراتية، باعتبارها ثمرة وعي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي انطلقت من الآلة الكاتبة في بناية على كورنيش أبوظبي، إلى مصاف كبرى الصحف في المنطقة، حيث توازى عملها في وقت لاحق مع مجموعة من الصحف التي صدرت لاحقاً، متحدثاً في الأخير حول الصحافة الثقافية والتخصصية، والحاجة الفعلية إلى الكاتب والناقد وصاحب الرؤية الواضحة، لتشكيل ملامح الحركة الثقافة المحلية، والقدرة على إيصالها للقارئين المحلي والعالمي. النقلة التقنية انطلاق صحيفة الاتحاد، بالشكل الجديد، مناسبة إعلامية، أثرى حولها محمد الحمادي، موضوع رؤيته حول مستقبل الإعلام في الإمارات، قائلاً: «التحدي الحقيقي كان بالنسبة لنا، في كيفية الربط بين القارئ الورقي بالصحيفة الإلكترونية، والقارئ الإلكتروني بالصحيفة الورقية»، لافتاً أن هناك حوالي ملياري نسمة من مستخدمي الهواتف الذكية، وهم على اطلاع على الصحيفة الإلكترونية، ونحن في الإمارات لا نستطيع أن نجزئ أنفسنا عن توجهات العالم. مبيناً أنه بالنظر إلى التجارب الحالية، فإن الصحافة في الإمارات، اتبعت استراتيجية ذكية، بذكاء التكنولوجيا، ذاكراً تقنية المسح الضوئي عبر الهاتف الذكي، أو ما يعرف بـ«كيو آر كود»، ودورها الفعلي في عملية النقل المعلوماتي، وإنجازها لمفهوم «التفاعلية» بين الورقي والإلكتروني، موضحاً أنها جزء من عملية الحفاظ على مكانة الصحيفة الورقية. وتعتبر الاتحاد من أوائل الصحف المواكبة لموجة التقنية، عبر إطلاق موقعها الإلكتروني في عام 1997، مضيفاً الحمادي أنه على الرغم من نتائج استطلاعه حول جيل الشباب تحديداً والارتباط الإلكتروني بالقراءة الصحفية، إلا أن إحصائيات التوزيع لدى صحيفة الاتحاد على مدى 5 سنوات متتالية، لا تزال تحافظ على مستواها، وهذا مؤشر إيجابي للاستمرارية والتجديد. كذلك أوضح الحمادي أن الإعلام الاجتماعي اليوم، يعتبر مفتاحاً لكشف تطلعات الجمهور لمواجهة التحديات، في الوصول للذائقة المتعددة لدى القراء من مختلف الثقافات العربية، إلى جانب مفهوم الربحية وحضور الإعلان، فالأخير لا يزال يدير دفة الطباعة الورقية، بينما استثمار المنصة الإعلانية في الذراع الإلكترونية للصحيفة، سيمثل التوجه الجديد لمستقبل الصحف في المنطقة. واستعرض الحمادي حركة الصحافة المحلية وظهورها على شكل محاولات في فترة الأربعينات والخمسينات، وصولاً إلى الشكل الاحترافي في عام 1969 عبر صحيفة الاتحاد، مطالباً مجدداً بالنظر في قوانين النشر والمطبوعات التي من شأنها أن تعي الخطوة النوعية والمتغيرات الهائلة في المنجز التنموي لدولة الإمارات بشكل خاص، والمنطقة الإقليمية والعالمية بشكل عام. متغير استراتيجي المطبعة، وما أثارته التكنولوجيا في المعالم التقنية للتنفيذ والإخراج الصحفي، محاور نوعية تناولها ظاعن شاهين، خلال سرده لواقع حركة النشر في الإمارات، مبيناً أنه عندما قامت الاتحاد بجلب طابعة في عام 1974، بدأت فعلياً علاقة النشر الصحفي المحلي بمفهوم الطباعة، قائلاً: «كانت عملية النشر مرهقة ومضنية للعاملين في المجال، أتذكر أثناء انضمامي لجريدة البيان في عام 1984، كنت جالساً بالقرب من مخرج، أراقب عملية تصميم شكل صفحة الجريدة، واكتشفت أن أي خطأ أو نسيان لمحور ما في الصفحة يستدعي إعادة رسمها من جديد. بينما حضور التقنيات، وهنا ليست الطابعة فقط، بل أقصد التكنولوجيا باعتبارها متغيراً استراتيجياً في الفعل الصحفي، سهل عملية التنمية في المضمون الصحفي»، مضيفاً أن توافر المناخ الثري في الإمارات على مستوى الاستثمارات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ساهم في ضلوع مخرجات الصحافة نحو أفق المنجز الإعلامي، على مستوى هندسة صالات التحرير، واختزال مراحل من الزمن في المنتج والمهنية الصحفية. 90 % النسبة الفعلية لاستخدام التكنولوجيا في الصحافة المحلية المعاصرة، بحسب ما ذكره سامي الريامي، في خضم مناقشته الصعوبات التي واجهته شخصياً خلال متابعاته الصحفية خارج دولة الإمارات، في عام 1996، مبيناً أنه وقتها كان من الصعب إرسال صورة، لعدم توافر الإمكانات، أما الآن كل شيء يمكن عبر أجهزة الهاتف الذكي، طارحاً مسألة الصحفي الشامل، واحتياجات العصر، إضافة إلى ما طرأ على الخبر من متغير، على مستوى النشر الفوري، وقال حول ذلك: «الخبر الآن يمر قبل النشر إلى خطوات تفاعلية عدة، وذلك عبر التواصل بالصورة والكلمة من خلال الأجهزة الذكية، والتي تأهل القارئ إلى متابعة وانتظار النشر الورقي أو الإلكتروني». وأشار الريامي إلى أن طرح سؤال شكل الصحافة بعد 5 سنوات، يكاد يكون صعباً، في ظل ضخامة المتغيرات التكنولوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©