الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ريتشارد لونج: أمشي لكي أصنع الفن

ريتشارد لونج: أمشي لكي أصنع الفن
6 نوفمبر 2014 23:25
رضاب نهار (أبوظبي) تناولت جلسة (حوار مع فنان في «فن أبوظبي»: فن الأرض)، يوم أمس الأول في منارة السعديات، تجربة الفنان ريتشارد لونج الذي اتخذ من «المشي» وسيلة وأسلوباً لصنع فنه الخاص به. فبدت أعماله كما لو أنها متحدة مع الطبيعة ولكن بصورة منظمة منسقة الأبعاد والأهداف، مستعيناً بما يوجد حوله من قطع وأحجار، ليكوّن معالمه الفنية في كل مكان من العالم، مؤكداً أنه غير مهتم بأن تبقى إلى الأبد، إنما يهمه أن تحتفي بالأمكنة وبوجوده فيها يوماً ما. وقد حدثنا لونج في جلسته معنا، عن الكثير من التفاصيل منذ طفولته التي دفعته إلى دخول كلية الفنون ليدرس الفن بشكل أكاديمي إلى جانب ممارسته العملية له، ففي الثانوية على سبيل المثال، ذكر شغفه وقتها برسم كل المناظر الطبيعية المرئية، حتى أنه رسم لوحة كبيرة تمتد على 45 قدماً، تمّ وضعها في الصالة المخصصة للطعام داخل المدرسة التي تعرضت فيما بعد للهدم. وقال: «بعد سنوات أدركت أن العالم الخارجي، خارج الاستوديو، مثير أكثر من المناظر التي كنت أرسمها داخله، بمعنى آخر أدركت أن هناك العديد من الفرص لأتفاعل معها.. وفي الستينيات من القرن الماضي وتحديداً عام 1967 بدأت مشروعي الفني المستمر حتى اللحظة، وأنا على يقين بأن الفن يمكن تصنيعه من لا شيء، من الصفر. فقد كنت واثقاً من أن رحلتي في الحياة يمكن أن تكون رحلة فنية، الزمن فيها يشكل البعد الرابع لأي قطعة فنية أعمل عليها». ثمّ تحدث ريتشارد لونج عن تجربته في إيرلندا، عندما جمع 364 حجراً أي 364 ميلاً، متخذاً من «المشي» أداة مهمة في فنه، فالمسافة تعني له المساحة. وشرع يعمل على هذا النمط في إنجلترا إلى أن وجد نفسه يمشي بحثاً عن الحركة ويستطيع إنجاز الفن في أي مكان من العالم، في الفراغ وفي الهواء الطلق، إذ صنع في عام 1969 تحفة من أكثر التحف علواً في العالم.. بينما قرر أن يمشي في السبعينيات 100 ميل ذهاباً وإياباً من غرب إيرلندا وصولاً إلى أستراليا نقطته الأخيرة، وتجلت له بعدها اليابان ودول ومناطق غيرها.. والفكرة تكمن في المشي مسافة 100 ميل في كل بلد على حدة، في إطار مساحة مختلفة. وممارسته تمكّن من صنع تحف على الطريق. وعلّق قائلاً: «هذه الأعمال تعبر عن شخصيتي، عن احتفائي بالمكان، وبوجودي في تلك الأماكن بأوقات معينة.. ووقتها لم أكن أشعر أني بحاجة إلى المال، أو للآلات. كنت مهتماً بالنطاق وليس بالكمية. فني بسيط جداً ألجا فيه إلى استراتيجيات كثيرة ليكون موجوداً وغير موجود، ليشاهده السكان المحليون في البلدان أو السياح أو ربما لا أحد، فبعض أو معظم أعمالي تحولت الآن إلى صور موثقة على الإنترنت لا أكثر». بعدها استعرض لونج تجاربه بأشكالها المتشابهة والمتباينة في ألاسكا، كاليفورنيا، فرنسا وغيرها. وتحدث عن مسير الـ 5 أيام في إنجلترا التي قام بها عام 1980. وقال: «أنا مهتم بما هو كوني، الأحجار، الطين، الدوائر، الجاذبية، الجبال، الأنهار، الطرق... حتى أني أقوم بتجسيد الظواهر الطبيعية مثل تسونامي. يهمني المشي الذي يتقصى الأفكار، أحياناً أسير كطقوس أشعر بها وأعيشها. وكخلاصة أنا أهتم بكل ما يمكنني تشكيله بيدي وقدمي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©