السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظام إلكتروني يحوّل إشارات الصم والبكم إلى حروف أبجدية

نظام إلكتروني يحوّل إشارات الصم والبكم إلى حروف أبجدية
25 أكتوبر 2011 00:26
يعاني أصحاب الإعاقة السمعية والنطقية عدم قدرتهم على التخاطب مع جميع الناس، نتيجة لعدم فهم لغتهم المعروفة بلغة الإشارة، فتجدهم محرومين من التواصل الاجتماعي المفتوح ويحاولون التواصل أكثر مع من يتشابهون معهم في الإعاقة أو من تعلموا هذه اللغة من الأصحاء، الأمر لا يختلف كثيراً مع استخدام هؤلاء للتكنولوجيا الحديثة وبالتحديد الكمبيوتر، إذ قد يكون تعاملهم معه وفهمهم لمهاراته وممارستها معدوماً عند بعضهم أو ضيقاً عند بعضهم الآخر لعدم قدرتهم الذاتية على تعلم مهارات الكمبيوتر وبالتالي تجاوبه معهم وتوسيع آفاقهم الفكرية، وفي حال قدرة الكمبيوتر على فهم لغتهم «لغة الإشارة» سيكون تفاعلهم معه وتفاعله معهم أكبر بكثير إذ سيفتح لهم آفاقا لا حدود لها من الثقافة والفهم والتعلم والاتصال. إضفاء هذه السمة الجديدة على الكمبيوتر هو ما سعى إلى إيجاده أربعة طلبة إماراتيين يدرسون هندسة الحاسوب في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في الشارقة، وهم عمران الشامسي وعلي المهيري ومحمد الهاشمي وبطي الدليل.. والذين التقتهم «الاتحاد»، حيث يتحدث عمران الشامسي بداية عن مشروعهم أو ابتكارهم إن صح التعبير الخاص بالصم والبكم، ويقول: «مشروعنا اسمه «الحروف الأبجدية العربية في لغة الإشارة»، وهو ليس بمشروع تخرجنا، فنحن عملنا على هذا المشروع في العام الماضي، حيث كنا لا نزال في السنة الثالثة من دراستنا، وقد اقترح علينا أساتذتنا في قسم هندسة الحاسوب أن نعمل على مشروع يمكّن كاميرا الحاسب الآلي المتنقل «اللابتوب» أن تتعرف إلى 5 حركات معينة لليد على الأقل، أعجبنا بالفكرة فقررنا أن نقوم بهذا المشروع، وجلسنا نفكر في الحركات التي نود أن يتعرف إليها الحاسوب فجاءت فكرة لغة الإشارة، وبما أن لغة الإشارة باب واسع قررنا أن نركز على الحروف الأبجدية العربية، لنفيد بذلك هذه الفئة في مجتمعنا العربي على وجه الخصوص، فإننا لو استطعنا أن نعلم الحاسوب كيف يتعرف إلى لغة الإشارة سيكون سهلاً للصم والبكم وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ليكتبوا باستخدام لغة الإشارة، وذلك يساعدهم على التواصل مع من لا يعرفون لغة الإشارة». بجودة عالية ويشرح علي المهيري مبدأ عمل النظام الإلكتروني الذي توصلوا إليه ويقول: «النظام الذي قمنا بعمله يمكّن كاميرا الحاسب الآلي المتنقل «اللابتوب» أن تتعرف إلى الحروف الأبجدية العربية باستخدام لغة الإشارة. فعند تشغيل البرنامج تشتغل الكاميرا أيضاً وبعدها يتم التصوير الحي، فيقوم الشخص باختيار حرف من الحروف الأبجدية باستخدام لغة الإشارة، ومن ثم يضع يده أمام الكاميرا، وبعد أجزاء من الثانية يظهر البرنامج الحرف الذي يوافق الحركة التي قام الشخص بها بيده، هذا البرنامج يمكّن المستخدم أن يحرك يده متى ما شاء، فبمجرد أن يقوم المستخدم باختيار حرف باستخدام لغة الإشارة، يظهر البرنامج الحرف الذي اختاره». ويضيف المهيري: «لا أدري إن كان يوجد مثل هذا البرنامج أم لا، ولكن حتى إن وجد مثله فإن البرنامج الذي عملنا عليه يتعرف إلى حروف اللغة العربية وبجودة عالية، إذ يستطيع أن يفرق بين الألف والباء وبين السين والشين ونحو ذلك، وقد قمنا بعمل البرنامج على أن يعمل على كاميرا ضعيفة الجودة حتى يعمل البرنامج بعدها على جميع الكاميرات، وقد استغرق منا هذا البرنامج جهداً كبيراً وأنجزناه خلال فصل دراسي واحد وفي ضوء ضغوطات دراسية شديدة، ولم نكن نعرف شيئاً عن كيفية تصميم مثل هذه البرامج ولكننا في النهاية أنجزنا المشروع وعلى أكمل وجه». خطوات ومراحل مدروسة كأي مشروع له معطيات ونتائج كان مشروع هؤلاء الطلبة، فقد مروا قبل الوصول إلى هدفهم بعدة خطوات ومراحل مدروسة يستعرضها محمد الهاشمي بقوله: «في بداية المشروع، قام كل منا بقراءة المقالات والكتب عن كل ما يتعلق بالمشروع، وأول خطوة بعد القراءة المكثفة كانت تجميع المعلومات وتحديد الهدف من المشروع والنتائج المرجوة منه، ونظرنا إلى الوسائل والطرق المتاحة لعمل المشروع ووزعنا المهام والتكاليف على كل فرد من المجموعة في ضوئها وبدأنا بالعمل، حيث قمنا بعمل تصميم مبدأي للبرنامج، وبناء على ذلك حددنا ما هو مطلوب من البرنامج أن يفعله، بعدها بدأنا ببرمجة هذا البرنامج، وركزنا في البداية على تدريب البرنامج على رصد اليد من الكاميرا بعد كتابة البرنامج الذي يجعل الكاميرا تحدد مكان اليد، ثم أكملنا كتابة البرنامج ليمكّن الكاميرا أن يتعرف إلى الحركات التي تقوم بها اليد. حتى يستطيع البرنامج التعرف إلى حركات اليد، قمنا بتصوير الكثير من الطلاب وهم يقومون بعمل حركات اليد التي تدل على الحروف الأبجدية العربية باستخدام لغة الإشارة، ومن ثم أدخلنا بيانات الصور في البرنامج وبذلك أصبح البرنامج يتعرف على الحروف الأبجدية العربية وأدخلنا مزيدا من الصور حتى تكون الجودة عالية، وفي النهاية صممنا واجهة البرنامج حتى يكون استخدامه يسيراً على الجميع، ثم فتحنا المجال للجميع أن يساعدونا في تجربة البرنامج حتى نكتشف المشكلات إن كانت موجودة فيه». تغلبنا على الصعوبات ويشير الطلبة إلى بساطة المواد المستخدمة في المشروع والتي كانت عبارة عن حاسب آلي متنقل والكاميرا الموجودة عليه، ومكتبة إلكترونية مجانية من شبكة الإنترنت، وهذه جميعها مواد موفرة من قبل الجامعة فلم يتحمل الطلبة فيها أي أعباء. أما بالنسبة للصعوبات التي تعرض لها الطلبة في برمجة مشروعهم فيذكرها بطي الدليل: «أصعب مرحلة في المشروع كانت عندما أردنا أن نكتب البرنامج الذي يمكن الحاسوب أن يتعرف إلى الحروف الأبجدية العربية جميعها من دون أية أخطاء، فقد يكون شكل حركة معينة باليد مشابها لحركة أخرى مما يصعب على البرنامج أو الحاسوب التعرف عليها، لكننا استطعنا التغلب على ذلك والرفع من قدرة البرنامج على التمييز بين حركة وأخرى، من الصعوبات أيضاً أن الوقت كان ضيقا وكان علينا أن ننجز المشروع في وقت قصير، وكان المشروع جديداً علينا، حيث إننا لم نجرب مجال معالجة الصور من قبل، ولكن في النهاية كان المشروع ناجحا والحمد لله». خطوة مستقبلية ويؤكد بطي الدليل أن النظام الذي توصل إليه مع زملائه يستفاد منه كخطوة أولى في تعريف كاميرا الحاسب الآلي المتنقل «اللابتوب» بالحروف الأبجدية العربية باستخدام لغة الإشارة ما سيسهل للصم والبكم وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يكتبوا باستخدام لغة الإشارة، ويتواصلوا مع من لا يعرفون لغة الإشارة، وبما أنهم استطاعوا تجاوز هذه الخطوة الصعبة فلن يغلب عليهم تهيئة أو برمجة هذا البرنامج ليتعرف إلى كلمات يقولها بإشاراته الأبكم أو الأصم، ولعلها الخطوة المستقبلية التي سيجتهدون في الوصول إليها خصوصا بعد فوزهم في مسابقة المهندسين الكهربائيين العالمية وحصولهم على المركز الثالث على مستوى الجامعات. نتائج مبهرة يلفت عمران الشامسي إلى أنهم قاموا بتجربة البرنامج مرات عدة ليدرسوا النتائج التي يعطيها، ففي البداية جربوا الحروف الأبجدية العربية أمام الكاميرا ليروا إن كان البرنامج يتعرف إليها، ووجدنا أنه كان يظهر الحرف الذي يطابق حركة اليد بسرعة، ثم تركوا المجال لزملائهم الطلبة ليجربوا البرنامج، فوجدوا أن نسبة نجاح البرنامج كانت عالية وحقق نتائج مبهرة، بعدها قاموا بتجربة البرنامج باستخدام طرق أخرى مثل إبعاد اليد عن الكاميرا أو تقريبها منها، وإجراء حركات اليد في مكان مظلم فوجدوا أن الكاميرا تحتاج إلى إضاءة جيدة حولها حتى تكون النتائج جيدة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©