القاهرة (الاتحاد)
دارت أحداث مسرحية «سيدتي الجميلة»، التى ألفها جورج برنارد شو، واقتبس النص المصري منها وكتبه بهجت قمر وسمير خفاجي، وقام ببطولتها فؤاد المهندس وشويكار، حول فتاة متشردة شرسة همجية تدعى «صدفة حسب الله بعضشي»، تعيش في حارة شعبية، ويسعى المهندس الأرستقراطي إلى إعادة تقديمها كفتاة مجتمع راقية.?وحققت المسرحية التي عرضت عام 1969 نجاحاً لافتاً فاق التوقعات، ولا تزال تحققه مع إعادة عرضها تلفزيونياً، خصوصاً في الأداء الغنائي الذي شارك فيه المهندس وشويكار مع أبطال العرض، ووضحت فيها بصمات المخرج حسن عبدالسلام الذي يعد أحد أعمدة المسرح الغنائي والاستعراضي في المسرح المصري والعربي.
إمكانات فنية
وأكد النقاد الذين شاهدوا النسختين المصرية، والأميركية التي قدمت عام 1956 على مسرح «برودواى» ثم عرضت بعدها في أكثر من ولاية، وقام ببطولتها تشارلز شوجانسي وجلوري كرامبتون وأخرجها جلن كاسال، أن إضافة بهجت قمر لمشهدين مصريين خالصين أعطتا بعداً مختلفاً للعمل من منظور رائع، وكانا نقطة تفوق للمسرحية في مجملها على العرض الأميركي، الأول كان مشهد الحارة التي تسكنها «صدفة» حيث أبرز الإمكانات الهائلة للفنان الراحل جمال إسماعيل، والثاني مشهد «بروفيسور الإتيكيت»، الذي تفوق فيه في الأداء سيد زيان وفاروق فلوكس، وأشاد النقاد والجمهور بأداء الفنانة شويكار اللافت لشخصية «صدفة حسب الله بعضشي»، وأكدوا أنه تفوق على المستويات العالمية التي قدمت للمسرحية بعد ذلك في دول عدة بأكثر من لغة، كما أن شويكار نفسها اعترفت في وقت لاحق بأن المسرحية كانت نقطة مهمة للغاية في حياتها الفنية.
تفاهم كبيرووضح جلياً في المسرحية التي أخرجها للمسرح حسن عبدالسلام وللتلفزيون أحمد توفيق، التفاهم الكبير بين المهندس وشويكار تحولت من التراجيديا والرومانسية إلى الكوميديا لثقتها به وباختياره، وكانا – هي والمهندس - قد قدما معاً قبل هذه المسرحية أعمالا تمثل علامات مضيئة في المسرح بشكل خاص، وفي مسيرة الكوميديا المصرية بشكل عام، منها «السكرتير الفني وحالة حب وحواء الساعة 12، وأنا وهو وهي»، وشكلا ثنائياً استمر 20 عاماً مسيطراً على الحركة المسرحية في مصر، وكان نجاح المهندس وشويكار في هذه المسرحية وما قبلها سبباً مباشراً في محاولة المنتجين استثمار نجاحهما سينمائياً، حيث قاما ببطولة أكثر من عشرة أفلام تولى إخراجها حسام الدين مصطفى ونيازي مصطفى وحسن الصيفي.
عدد اليوم
