الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظلال تحت «قوس قزح»

ظلال تحت «قوس قزح»
6 نوفمبر 2014 18:44
أبوظبي (الاتحاد) لم يكن لدي الخبرة الكافية حول اضطراب التوحد، كان كل شيء غريبا جدا ومخيفا. وكنت أتساءل: ما الذي سيحدث الآن؟ لدينا الحياة، هل تستحق أن تعاش؟ هل سيكون لدى ابني أصدقاء أكثر من أي وقت مضى؟ ان الانهيارات لن تنتهي أبدا، هل بوسع هؤلاء أن يعيشوا حياة مستقلة؟ كنت قلقة لتجاوز اضطرابات طفلي، وليس بسبب التفكير في كيفية أن يعيش، أو كيف يترجم ما يريد. كان نصيبي من الحزن والألم كبيراً، وكنت أناضل من أجل التغلب عليه، نعم لأن طفلي كان جديراً بأن نحزن عليه، وجديراً أن نتعب ونشقى من أجله. طفلي كان يبدو سعيداً على طريقته الخاصة بالتأكيد، رغم الإحباط الذي كان يصيبني في كثير من الأحيان، كما امتد الإحباط ليصيبني بالغضب والانهيارات، وانكسار القلب الذي أصاب الجميع. لا تفهموني خطأ، فالحياة بعيدة عن أن تكون سهلة الآن، لكنها ليست سيئة - الأمر مختلف تماما، تختلف عن كل ما خططت له، وتختلف عن حياة جميع أصدقائي، مختلفة عن أي شيء ممكن أن نتصوره في أي وقت مضى.لكن قلبي ينتمي تماما لهذه حزمة صغيرة من الطاقة «أحيانا»، وأحياناً يصاب بالخلط! وهذا الطفل الذي يرى ما يفعله، ولا يفهمه، ولا يدرك رد فعل من حوله، ربما يقول لنفسه «إذا أنا محظوظ» أنا لا أحصل على الكثير من الحب بعض الأحيان. عندما أفكر في كل هذا أشعر وكأن عقلي سينفجر، فالأطفال الذين يعانون من التوحد لا يزال لديهم حياة كاملة والعيش بأمان، وربما يحمل الغد الكثير من المفاجآت والانجازات العلمية التي تضع حداً لمثل هذه المعاناة. أنا لا يمكن أبدا أن أنسى أن طفلي لديه مرض التوحد، ولكن بعد ذلك أتذكر أنه كذلك، إلا أن التشخيص لم يتغير بأي حال من الأحوال. وكلما نظرت للأطفال غيره، أجدهم كذلك. قررت أن أقرأ، وأن أطلع على تجارب الأمهات غيري ممن لديهن تجارب مشابهة، وحاولت أن أتفهم كيفية التواصل معه، ومخاطبته، وتسلحت بالصبر والتحدي والأمل ولم أفقد أعصابي، وتعلمت كيف أتعامل مع هذه الضغوط بموضوعية. اجتهدت في أن أكتسب خبرة التعامل معه، وأن أهبط إلى عالمه، أو أصعد إليه أنا. فربما يقول في نفسه أنا أحتاج لمن يفهمني، وكنت له ما كان يفكر به! ربما. إذا كنت أحد الوالدين الجدد في التعامل مع مرض التوحد، آمل أن يتاح لك ما يساعدك كي ترى العالم الذي تعيش فيه لم يتحول إلى اللون الأسود، بل هو مجرد ظلال مختلفة من كل لون تحت قوس قزح! هذه فصول من قصة «إيان هيوز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©