قدر مواطنون ومسؤولون زيادة الإنفاق في ''الميزانية الأسرية'' خلال السنوات الثلاث الماضية بـ 40% مع ثبات الدخل، الأمر الذي يفاقم من العجز، ويؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة لا تقف حدودها على مستوى الأفراد· وقال مشاركون في استطلاع ''الاتحاد'' حول ارتفاع تكاليف المعيشة إن توجه وزارة الاقتصاد للقيام بأول مسح شامل لدخل وإنفاق الأسرة يأتي في وقته المناسب ليشكل أرضية صلبة يمكن من خلالها معرفة الفروق بين الدخل والإنفاق بشكل سنوي، وأشاروا إلى أن المسح لا بد أن تتبعه إجراءات لوضع حد لهذا العجز الذي يرهق كثيراً من العائلات المواطنة والمقيمة في الدولة خاصة محدودي الدخول·
وحذر مشاركون من التأثيرات السلبية لتفاقم عجز الميزانية الأسرية، وتراجع قدرة كثير من الأسر على تلبية احتياجاتها واحتياجات أفرادها المتزايدة بسبب ارتفاع الأسعار في مختلف السلع، وأشاروا إلى زيادة أعداد ''المضربين عن الزواج'' من الشباب مع تضاعف الالتزامات المترتبة على تكوين عائلة، خاصة أن المؤشرات كلها تنبئ باستمرار زيادة الأسعار· وأكد المشاركون في الاستطلاع أن متغيرات الحياة العصرية أصبحت عاملاً ضاغطاً على كثير من الأسر، حيث تحولت كثير من الأشياء التي كانت تعد من الكماليات إلى ضروريات لايمكن الاستغناء عنها، مشيرين إلى أن كل فرد في الأسرة أصبح بحاجة إلى غرفة خاصة وجهاز هاتف محمول ''موبايل'' وتليفزيون وكمبيوتر، وكلما كبر الأبناء ازدادت احتياجاتهم في ظل محدودية دخول الأسر وارتفاع الأسعار· وطالبوا بضرورة تعزيز الوعي الاستهلاكي بحيث يُصبح سلوكاً اجتماعياً مرغوباً عوضاً عن سيادة ''النهم الاستهلاكي''، الذي يفاقم من المشكلة، مؤكدين أن الثقافة السائدة الحالية تحض على الإغراق في الاستهلاك·
عدد اليوم
