كمبالا - الاتحاد: ازدادت حدة التوتر في العلاقات السودانية الأوغندية من جديد في أعقاب التوقيع على اتفاقيات أمنية وعسكرية وتجارية بين حكومتي جنوب السودان وأوغندا دون علم أو موافقة الحكومة المركزية في الخرطوم·
وكشف مصدر رفيع في السفارة السودانية في كمبالا لـ''الاتحاد'' عن أن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين حكومتي جنوب السودان وأوغندا تتعارض بشكل كامل مع اتفاقية نيفاشا للسلام وان حكومة جنوب السودان أصبحت تتعامل الآن كدولة ذات استقلالية عن الحكومة المركزية خاصة وان الاتفاقيات الأمنية التي تم التوقيع عليها برعاية الرئيس الأوغندي يوري موسفيني نصت على تدريبات مشتركة بين جيشي الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الأوغندي داخل الأراضي السودانية وخارجها كما نصت على إمكانية قيام الجيشين بعمليات عسكرية مشتركة ضد متمردي جيش الرب للمقاومة الذي يقوده القس جوزف كوني في جنوب السودان·
وقال المصدر إن الاتفاقية نصت كذلك على تعاون الأجهزة الأمنية في البلدين وقيام الحكومة الأوغندية بتدريب وتأهيل قوات الشرطة وضباط الأجهزة الأمنية في جنوب السودان· وأكد الدبلوماسي السوداني إن الطرفين لم يخطرا الحكومة المركزية في الخرطوم بالاتفاقيات مما دفع الحكومة السودانية إلى تقديم احتجاج رسمي تمّ تسليمه إلى وزارة الخارجية الأوغندية·
وعلى ذات الصعيد أكد السيد سام كوتيسا وزير الخارجية الأوغندي لـ''الاتحاد'' أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين أوغندا وجنوب السودان لا تتعارض مع اتفاقية السلام خاصة وان في تركيبة حكومة جنوب السودان وزارة للتعاون الإقليمي وان الاتفاقيات جميعها تصب في خانة تطوير العلاقات الإقليمية· وأكد الوزير الأوغندي إن الاتفاقيات لم تنحصر في المجالات الأمنية فقط بل شملت التعاون التجاري والاقتصادي كما تم الاتفاق على رصف الطرق البرية وتشييد خطوط للسكك الحديدية في إطار تسهيل حركة المواطنين بين أوغندا وجنوب السودان، وأكد الوزير أن حكومة بلاده وافقت على إرسال أعداد كبيرة من الخبراء للمساعدة في مجالي التعليم والصحة وتدريب الكوادر البشرية في الجنوب· وأوضح كوتيسا الذي وقّع عن الجانب الأوغندي على الاتفاقيات إن معظم احتياجات جنوب السودان من الأغذية ومواد البناء تتدفق من الأسواق الأوغندية·
عدد اليوم
