ملتقى حول دور إدارة المعرفة في التنمية المستدامة

انطلقت في أبوظبي أمس، أعمال ملتقى “دور إدارة المعرفة والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي”، الذي تنظمه دائرة الشؤون البلدية بمشاركة نحو 300 مشارك، من الهيئات والدوائر الحكومية والجهات الخاصة المحلية والإقليمية، وخبراء في مجال إدارة المعرفة والابتكار والتنمية المستدامة. وأكد المهندس أحمد محمد شريف وكيل دائرة الشؤون البلدية في كلمته في افتتاح الملتقى، أن ثقافة المعرفة والابتكار تتصدر الأجندة التنموية التي رسمتها الحكومة في إطار رؤية أبوظبي 2030، الهادفة إلى أن تصبح حكومة أبوظبي واحدة من أفضل الحكومات في العالم، من حيث الخدمات التي تقدمها لسكان الإمارة ومستثمريها وزائريها، موضحا أن مشروع حوكمة وإدارة المعرفة “مشاركة” الذي قامت الدائرة بتأسيسه في النظام البلدي، يعد نواة حقيقية للمعرفة والابتكار ومنصة يمكن أن تجذب مستقبلا جميع الأجهزة الحكومية في الإمارة للمشاركة في بناء منظومة متكاملة من العلم والمعرفة، لا سيما وأن القيادة الحكيمة تسعى إلى تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، كسبيلٍ لتعزيز التنمية البشرية والارتقاء بالخدمات التي تقدمها الإمارة لسكانها ومستثمريها وزائريها. وقال إن النظام البلدي يعتبر إدارةَ المعرفة من أهم الأدوات التي يستعين بها لتحقيق أهدافه وتعزيز قدرات موظفيه، وإرساء ثقافة الإبداع وتبادلِ المعلومات وتقنيات العمل فيما بينهم للاستفادة من عناصر المعرفة والإدارة الناجحة لها، لافتا إلى تأسيس الدائرة برنامج حوكمة وإدارة المعرفة “مشاركة”، ليكون بمثابة أولِِ نظام معرفي متكامل يتم تأسيسه على مستوى إمارة أبوظبي. وأشار إلى تأسيس أربعة مكاتب لإدارة المعرفة في دائرة الشؤون البلدية وبلديات الإمارة، وتحديد 150 شخصا مما يطلق عليهم “سفراء المعرفة” في مختلف الإدارات والأقسام داخل النظام البلدي، لدعم وتبادل الأفكار والخبرات بين الموظفين في الدائرة وبلديات الإمارة الثلاث، والمساهمة في بناء الثروة المعرفية وغرس ثقافة ومفاهيم إدارة المعرفة والابتكار في عمل النظام البلدي، حيث لقي هذا المشروع إقبالا كبيرا في أوساط النظام البلدي ليبلغ عدد الموظفين الذين يتحاورون عن طريق مجموعات ممارسة المعرفة التي تم تأسيسها، والتي يبلغ عددها عشرين مجموعة نحو 500 موظف يوميا. كما تمكن البرنامج من نشر أكثر من ثمانية آلاف و700 وثيقة معرفية، من قبل مجموعات ممارسة المعرفة وأقسام وإدارات أخرى في النظام البلدي. وأشار إلى أن برنامج “مشاركة” حظي باهتمام كبير على الصعيد الدولي أيضا، حيث تم استعراضه كنموذجٍٍ لإدارة المعرفة في مؤتمر الأمم المتحدة لتكنولوجيا المعلومات 2010، كما تم في نفس العام اختياره ضمن أفضل خمسة مشروعات من ناحية إدارة التغيير المعرفي على مستوى العالم، وذلك خلال مؤتمر عالمي في الولايات المتحدة. واستعرض البروفيسور علام النور عثمان أحمد مستشار إدارة المعرفة في دائرة الشؤون البلدية، ورقة عمل حـول إدارة المعرفـة والابتكار في القرن الحادي والعشرين، وخريطة الطريق لتحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي. وقدم جيري كولو البروفيسور في التخطيط العمراني والإقليمي بالجامعة الأمريكية في الشارقة، ورقة عمل بعنوان “البعد الثقافي للتنمية المستدامة ..الآثار المترتبة على استراتيجية التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة”، في حين قدم البروفيسور عامر الربيعي عميد كلية إدارة الأعمال والمحاسبة بالجامعة الأهلية في البحرين ورقة بعنوان “بناء القدرات من أجل مجتمع مبني على المعرفة في الوطن العربي”.