اعتقال 32 إرهابياً في الجزائر

الجزائر - انشراح سعدي ووكالات الأنباء: ألقت قوات الامن الجزائرية أمس الأول القبض على '32 إرهابياً بولاية سعيدة غربي البلاد خلال حملة تمشيط أمنى لتعقب فلول العناصر ''الإرهابية'' بالولاية· وعلى الصعيد نفسه، أثارت سلسلة التفجيرات الإرهابية الأخيرة شكوك منتقدين بشأن مدى فعالية جهود الجزائر في مجال مكافحة الارهاب والتساؤل إذا ما كان يتعين توجيه اللوم جزئيا إلى برنامج طموح للعفو العام· وقال معلقون في عدد من الصحف ومنتقدون من المعارضة إن السبب الاساسي لاتساع قدرة جماعة ''القاعدة'' على العمل في الجزائر هو ما وصفوه بانه الضعف في تنفيذ سياسة للمصالحة الوطنية تهدف إلى إنهاء سنوات من العنف· واشاروا إلى أن الافراط في التساهل إزاء المتشددين السابقين أسهم في اضعاف تأهب الشرطة ورفع معنويات المتمردين الذين تتزايد جرأتهم والساعين إلى إقامة حكم ديني في الدولة المصدرة للنفط والغاز· وعلى الصعيد نفسه، دعا خبراء بملتقى حول ''الإرهاب و التطرف الديني'' المنظم من طرف الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن نهاية الأسبوع الماضي بالجزائر إلى إدراج بشكل ضروري وملح التطرف الديني في مخططات مكافحة الإرهاب ،وكذا إلى ترقية المستوى الثقافي والعلمي للمجتمع بما في ذلك الثقافة الدينية التي تعتبر سببا من أسباب الإرهاب إن لم تقنن في أطر محددة· وفي مداخلته أكد الباحث الجزائري السيد إلياس بوكراع أمام جمع من خبراء جزائريين وأجانب وممثلين عن سفارات معتمدة بالجزائر أنه ''ينبغي التكفل بالمسألة الاجتماعية وتفادي أن تبلغ الأحقاد الاجتماعية مستويات تجعلها سببا في التمرد''،·منطلقا من طبيعة المجتمع الجزائري التي انقسمت إلى عائلات ضحايا إرهاب وعائلات أهالي الإرهابيين· واعتبر الخبير الجزائري أن التطرف الديني الذي يفتح المجال للإرهاب ''يقوم بتسهيل حركة آليات تنفيذ الأمر'' موضحا ماهية التطرف الديني الذي يعد أولا موقفا سياسيا يستغل الدين ويندرج في إطار ''الانهيار الاجتماعي''·