السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصفيلح» ثروة بحرية في سلطنة عمان تحميها القوانين من الانقراض

«الصفيلح» ثروة بحرية في سلطنة عمان تحميها القوانين من الانقراض
24 أكتوبر 2011 09:16
بدأت سلطنة عمان في حصاد الصفيلح، في موسم يعرف بموسم صيد الصفيلح أو أذن البحر، وهو الذي يعرف بـ”الأبالوني” عالمياً، وهو يعد إحدى الثروات البحرية التي تزخر بها المياه العمانية حيث ينحصر وجودها في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات، إضافة إلى وجود مصائد صغيرة بنيابة صوقرة بالمنطقة الوسطى، ويستمر الموسم لمدة شهر يبدأ في 20 أكتوبر وحتى 20 نوفمبر 2011. إلى ذلك، يقول محمد صالح، من وزارة الثروة السمكية “يوجد في المياه العمانية نوع واحد من الصفيلح هو من فصيلة الرخويات ويسمى “هولوتيوس ماريا” ويعد من أشهر الأطعمة البحرية في العالم ويعرفه الذواقة باسم شريحة اللحم البحرية”. ويضيف “الصفيلح كائن رخوي يتغذى على الطحالب والأعشاب البحرية، ويكون ملتصقا بالأسطح السفلية للصخور حيث يعيش داخل صدفة بيضاوية الشكل، وخشنة السطح من الخارج ذات صف من الثقوب في جانبيها تساعده على التنفس، وهو ليلي المعيشة حيث تنشط حركته في الظلام وتقل أثناء فترة النهار، ويظل مختبئاً في الجحور والصخور والشقوق الصخرية تجنبا لكثير من المفترسات”. ويوضح صالح “يتراوح معدل سعر الكيلوجرام ما بين 35 إلى 70 ريالاً عمانياً حيث يمكن أن تصل قيمة الطبق المكون من الصفيلح في مطاعم جنوب شرق آسيا إلى ما يزيد عن 200 دولار”. ودفع ارتفاع سعر هذه الثروة بالكثير من العمانيين إلى عمليات الغوص على الصفيلح، الأمر الذي زادت معه أعداد الغواصين بشكل ملحوظ، وظهور الكثير من الممارسات الخاطئة في صيد الأحجام الصغيرة، التي لم تصل إلى حجم النضوج والتكاثر ما أدى إلى تدهور المصائد وانخفاض الإنتاج. وللحفاظ على هذه الثروة البحرية من خطر الانقراض، يؤكد صالح “بذلت وزارة الزراعة والثروة السمكية جهودا في هذا الشأن وذلك بإصدار قرار بحظر صيد الصفيلح وتداوله لمدة ثلاثة أعوام 2008 و2009 و2010 بالإضافة إلى حظر اصطياد وجمع وتداول الصفيلح الذي يقل طول صدفته عن 90 تسعين مليمترا”. ويتابع “دشنت الوزارة مشروعا لإدارة المصائد تحت مسمى مشروع “إدارة مصائد الصفيلح” بهدف إراحة المصائد من عمليات الصيد لمدة ثلاث سنوات، ووضع برنامج وآليات عمل رقابية فاعلة على المصائد، ومراقبة ورصد التغيرات بالمخزون عن طريق المسح الدوري للمصائد، بالإضافة إلى مراجعة وتقييم وضع المصائد ورسم خطة إدارية شاملة لضمان استدامتها، وتقديم الدعم للغواصين والتجار المتضررين من فترة الإغلاق”. ويرجع انتشار الصفيلح في السلطنة إلى تأثر المناطق الشرقية بمحافظة ظفار بالتيارات البحرية الصاعدة من الأعماق بسبب الرياح الموسمية والمحملة بالأملاح المغذية، والتي ينتج عنها ازدهار ووجود الطحالب البحرية والتي تُعد الغذاء الرئيس لهذا الكائن الرخوي. في هذا الصدد، يقول صالح “يستخدم الصيادون في استخراج محارة الصفيلح التي تكون ملتصقة بالصخور أداة تشبه السكين ومنظارا للعين وسلة مربوطة حول الخصر فقط، ولا يسمح باستخدام اسطوانات الأوكسجين والأدوات الحديثة الأخرى في الصيد حفاظا على محدودية الاستخراج”. ويتكبد الغواص مشقة كبيرة في عملية استخراجه لهذه المحارة، حيث تواجهه الكثير من الصعوبات تتمثل في برودة البحر، ووجود أعشاب كثيرة في مواقع وجود الصفيلح ما يكون له أثر كبير في إعاقة الغوص بإثارتها حساسية شديدة عند احتكاكها بجسمه، إضافة إلى كثرة أسماك ثعابين البحر والمعروفة محليا بالعيروف، والتي تشكل خطرا على الغواص وذلك بمهاجمته بين الحين والآخر عند محاولته استخراج الصفيلح”. وتتمثل عملية استخراج الصفيلح بشق محارته واستخراج الصفيلح من داخلها وهي قطعة من اللحم تشبه راحة الكف، ثم يقوم الغواص بتسليم الكمية المحصول عليها للتاجر الذي يقوم بدوره بغلي هذه الكميات في أوان كبيرة، ثم يجفف الصفيلح بعد ذلك على مسطحات خاصة من الخشب أو شباك الصيد، ويعرض للشمس لفترة قد تصل إلى عشرين يوماً، وكلما زادت مدة التجفيف زادت جودة الصفيلح. ويقوم التاجر بعد ذلك بتعليب الكميات في صناديق خاصة، ويتم تصديرها إلى الأسواق الخارجية خاصة إلى دول شرق آسيا حيث يزداد الطلب على الصفيلح. ويرجع ارتفاع قيمة الصفيلح إلى تحديد مواسم صيده بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الشركات المنافسة، وكذلك الطلب المتزايد عليه حيث يعد الصفيلح المصطاد في المنطقة من أجود الأصناف في العالم، وهناك أنواع أخرى من هذا الكائن البحري موجود كذلك في الصين واليابان وجنوب أفريقيا وكندا وأستراليا. وفي دراسات عن الصفيلح اتضح أنه يبلغ نحو خمسة سنتيمترات بعد العام الأول من مولده، وأنه يصل إلى تسعة سنتيمترات بعد مرور العام الثاني، وأن أقصى حجم له قد يبلغ نحو خمسة عشر سنتيمترا خلال العام العاشر. وتشير دراسات إلى أن الأنثى البالغة من الصفيلح تضع نحو ستة ملايين بيضة لا يعيش منها سوى قلة قليلة تستقر في القاع خلال مراحل عمرها الأولى، وأعداد أخرى أقل بكثير هي التي تبلغ مرحلة النضج.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©