السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس تقترع اليوم لتأسيس «الجمهورية الثانية»

تونس تقترع اليوم لتأسيس «الجمهورية الثانية»
23 أكتوبر 2011 10:29
يتوجه التونسيون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي والانطلاق في مرحلة تاريخية جديدة بعد أكثر من 9 أشهر على إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي 14 يناير الماضي في أولى الثورات الشعبية بالشرق الاوسط. وكانت اختتمت مساء أمس الاول الحملة الانتخابية التي بدأت بمختلف أنحاء تونس في مطلع أكتوبر الجاري وسط وصف مهمة المراقبة الانتخابية التابعة للاتحاد الاوروبي الحملة بانها هادئة ومنضبطة، فيما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “إن المثل التونسي ألهم المنطقة والعالم في التحول الديمقراطي”. وتنظم “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” التي يرأسها الناشط الحقوقي كمال الجندوبي كامل مراحل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، حيث تبدأ عمليات الاقتراع اليوم من الساعة السابعة صباحاً (السادسة بتوقيت جرينتش) وحتى السابعة مساء تليها مباشرة عمليات الفرز على أن يتم إعلان النتائج غدا الاثنين. ويتنافس 11686 مرشحاً تونسياً ضمن 1517 لائحة داخلية و145 خارجية بينها 828 حزبية و655 مستقلة و34 ائتلافية (تحالفات بين أحزاب أو مستقلين) على 217 مقعداً في المجلس بينها 18 مخصصة للتونسيين المقيمين في الخارج. وتمثل النساء حوالي نصف المتنافسين، إلا أنهن لا يترأسن إلا 7 بالمئة فقط من اللوائح الانتخابية المتنافسة مقابل 94 بالمئة للرجال. ويحق لـ 7,2 مليون تونسي الانتخاب من اصل 12 مليوناً. لكن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قالت أن 4,4 مليون تونسي فقط، بينهم نحو 339 ألفاً يعيشون في الخارج قاموا بتسجيل أسمائهم للانتخاب. وأظهرت دراسة اجتماعية أن 25,5 بالمئة من الشباب لم يسجلوا أسماءهم بسبب عدم اقتناعهم بالعملية الانتخابية برمتها وعدم المعرفة اللازمة بالأحزاب التي قفز عددها إلى 115 حزباً مقابل 9 أحزاب فقط في عهد بن علي. ونشرت السلطات أكثر من 40 ألف شرطي وجندي لتأمين 7361 مركز اقتراع موزعة على 4500 مدرسة في 27 دائرة انتخابية داخل تونس. وذكر الجندوبي أن بلوغ نسبة المشاركة 60 بالمئة يوم الاقتراع يعني بالنسبة إليه نجاح الانتخابات. وهذه أول مرة في تاريخ تونس تشرف فيها هيئة “مستقلة” على تنظيم الانتخابات بدلاً من وزارة الداخلية التي كانت هذه العملية من مهامها الحصرية منذ الاستقلال سنة 1956. كما أنها المرة الأولى التي لا يعرف فيها التونسيون سلفاً نتائج الاقتراع بعد أن اعتادوا طوال عقود على فوز الحزب الحاكم بنسب تسعينية. وكانت اختتمت مساء الجمعة الحملة الانتخابية للمجلس التأسيسي الذي ستكون مهمته الأساسية وضع دستور جديد لـ”الجمهورية الثانية” في تاريخ تونس المستقلة يحل محل دستور 1959 ويتولى التشريع وتقرير السلطات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات ولحين تنظيم انتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد. ونظمت مختلف القوائم الحزبية والمستقلة آخر اجتماعاتها الجماهيرية وعملياتها الدعائية لحشد الانصار تمهيداً لموعد اليوم الذي سيشكل فرزاً تاريخياً للقوى السياسية ووزنها الحقيقي. ووصفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بيان امس السبت بأنه “يوم الصمت الانتخابي، وان خرق هذا الصمت جريمة انتخابية يعاقب عليها القانون”. ودعا زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي انصاره الى الفرح واليقظة قبل موعد اليوم الاحد التاريخي، وقال “سنهنئ الفائزين لأن تونس كلها ستكون قد فازت بعض النظر عن النسبة التي اخذتها النهضة قليلة ام كثيرة ونحن معتقدون ان النهضة منصورة”. كما دعا للتصويت الى “احزاب الثورة”. وحث الحزب الديموقراطي التقدمي ايضا التونسيين خصوصا النساء على التصويت بكثافة لتعكس الانتخابات للعالم صورة بلد متفتح ومعتدل. وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب “ان النساء بامكانهن باصواتهن قلب الموازين، ونحن بحاجة الى اصوات كل الذين هم مع الاعتدال وضد التطرف والقوى الرجعية”. ونظم “القطب الديمقراطي الحداثي” وهو تجمع من خمسة احزاب حول حزب التجديد (الشيوعي سابقاً) بزعامة احمد ابراهيم اجتماعا حاشدا تميز بحضور نسائي كثيف. بينما اختار حزب التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر اختتام حملته الانتخابية في قاعة رياضية في اجواء احتفالية عائلية حضرت فيها العاب الاطفال وشارك فيها عدد من الفنانين الملتزمين. الى ذلك، قالت مهمة المراقبة الانتخابية التابعة للاتحاد الاوروبي امس ان الحملة الانتخابية في تونس كانت هادئة ومنضبطة. واوضح رئيس البعثة مايكل غاهلر “ان الحملة جرت في هدوء نسبي، بل وكانت محتشمة في بدايتها ولم تشهد الكثير من التفاعل مقارنة بالفترات الانتقالية في بلدان أخرى”. واضاف “ان التونسيين يستعدون في انضباط كبير ليوم التصويت ومهمة الاتحاد الاوروبي لم تشهد حتى الآن اي مشاكل كبيرة وانما بعض الاشكاليات الفنية الصغيرة”. وابدى غاهلر ثقته في سير العملية الانتخابية في مجملها، واكد انه لن تكون هناك تقريبا اي امكانية للغش او التزوير في النتائج لان عملية التصويت شفافة جدا، وانه اذا تم كل شيء كما هو مقرر فاننا سنكون ازاء نتائج ذات صدقية”. واضاف “ان التونسيين مهتمون بالانتخابات ولديهم الكثير من الامل، لكنهم واعون بان المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مثل البطالة لا يمكن حلها من قبل اي حزب او اية وعود، ولذلك لم تشتد حرارة الحملة الانتخابية”. ووصف الامين العام للامم المتحدة الانتخابات في تونس بانها ستكون تاريخية، وقال “إن المثل التونسي ألهم المنطقة والعالم وتلك الانتخابات لها أهمية كبيرة في التحول الديمقراطي في البلاد، حيث تقدم للشعب التونسي فرصة تاريخية للاعراب عن ارادتهم من خلال صناديق الاقتراع”. أبرز الأحزاب الرئيسية في الانتخابات تونس (رويترز) - فيما يلي نبذة عن الاحزاب التونسية الرئيسية التي تشارك في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي: - حزب النهضة: حزب اسلامي يتوقع ان يفوز بأوفر حظ من الاصوات، لكنه على الارجح لن يكون كافياً ليستأثر باغلبية في الجمعية. ويرأس الحزب راشد الغنوشي الذي أسسه في عام 1981، واقام 22 عاماً في المنفى في لندن بعدما حظرت تونس الحزب وسجنت آلافا من اعضائه. - الحزب الديمقراطي التقدمي: الابرز بين مجموعة من الاحزاب التي تطرح نفسها كبديل علماني لحزب النهضة. أسس الحزب نجيب الشابي المنتمي ليسار الوسط. ولم يغادر الشابي تونس مثل عدد كبير من المعارضين اقاموا في المنفى. - حزب التكتل: حزب اشتراكي اسسه مصطفى بن جعفر وهو طبيب في عام 1994. ومثل الشابي كان جعفر ضمن معارضي بن علي الذين لم يغادروا تونس. وحظى حزبه بوضع قانوني في عام 2002، لكن الحكومة اعاقت حركته، فضلا عن التعتيم الكامل عليه من جانب وسائل الاعلام. - التجديد: يرأسه أحمد ابراهيم وهو منبثق عن الحزب الشيوعي. وقد فاز بثلاثة مقاعد فقط في احدث انتخابات برلمانية نتيجة معوقات من جانب حكومة بن علي. - المؤتمر من اجل الديمقراطية: يرأسه منصف المرزوقي، وهو طبيب علماني يساري. تأسس الحزب في عام 2001، وحظر بعد وقت قصير من قيامه. واقام زعماؤه في المنفى في فرنسا. وعاد قبل ثلاثة أعوام من قيام الثورة ولكنه غادر بعد شهرين فقط، معلنا ان لا يمكنه العمل بسبب مضايقات السلطات.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©