الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اسماعيل فروخي: أختار قضايا منسية وأريدها أن تعيش

اسماعيل فروخي: أختار قضايا منسية وأريدها أن تعيش
22 أكتوبر 2011 23:26
حاز المخرج المغربي إسماعيل فروخي الذي ينحدر من مدينة مكناس وولد بالقنيطرة، جائزة أفضل مخرج من بين المشاركات العربية عن فيلمه الطويل”الرجال الأحرار” في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة، ويدور الفيلم الذي بلغت تكلفته 7 ملايين يورو (35 مليون درهم) عن قصة حقيقية، قال عنها فروخي إنه اطلع عليها في مجلة، وقرأ تفاصيلها، وبدأ يبحث عن مفرداتها البسيطة ومكوناتها الأساسية، واستغرق ذلك قرابة سنتين كاملين، ويتطرق الشريط إلى موضوع الحماية التي كان يوفرها الجامع الاكبر في باريس لليهود، والذين كانوا يعيشون ظروفاً صعباً في الحرب العالمية الثانية بسبب المطاردة النازية. من خلال الفيلم الطويل فإن فروخي استطاع الإضاءة على موضوع لم يكن معروفاً من قبل، وهذا ما أفصح عنه مدير المهرجان، حيث ذكر أن “الرجال الأحرار” استطاع أن يقرب الجمهور من قصة كانت غير معروفة للكثيرين. من جهته قال فروخي في تصريح لـ«الاتحاد» إن هذا الفوز لم يكن متوقعاً بالنسبة لي، وأنا سعيد جداً بهذه الجائزة، و”الرجال الأحرار” يؤكد أنني على الخط الصحيح من حيث إخراج الأفلام من نوع خاص، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمي الأول “ الرحلة الكبرى”. قصص منسية وأضاف: حاولت أن أضع الفيلم في سياقه التاريخي، وهذا يعتبر توثيقاً لمرحلة ما، لهذا اهتممت بالتفاصيل، وأظن أنه ليس هناك عمل كامل بنسبة مطلقة، لكن حاولت أن أصل لأدق التفاصيل، بحيث تضمن الفيلم حقائق، بحيث هناك 4 شخصيات حقيقة، منها شخصية سليم، وشخصية إمام المسجد”سي قدور”، وشخصيات أخرى، كما أن مشاهد الفيلم دارت في أماكن شبه حقيقة، بين الرباط عاصمة المغرب في قصر التازي، وباريس، أما عن ملابس الفيلم فيقول فروخي، منها ما حصلنا عليه من أناس، ومنها ما حصلنا عليه من متاحف من باريس والمغرب، ومنها ما قمنا بترقيعة، وجانب آخر قمنا بتخييطه، أما عن عرض الفيلم فيشير فروخي أنه سبق وعرض في صالات السينما في كان وتورنتو وسويسرا وبلجيكا وفرنسا، أما عرضه في إطار «مهرجان فتعتبر هذه أول مشاركة له في مهرجان أبوظبي السينمائي، ويدخل ضمن إطار منافسة. ولم يدرس فروخي فنون الإخراج أو السينما، بل شغفه بهذا الميدان ما دفعه لمقاربتها بنجاح كبير، حيث بدأ ولعه بالسينما عندما كان يذهب مع والدته لنوادي السينما لتشاهد بعض الأفلام الفرنسية، وكانت تطلب منه ترجمتها، ومن هناك بدأ مبكرا في التساؤل عن هذا الميدان، واطلع على كثير من التجارب، وشغله البحث عن القصص النادرة المنسية، وحاول أن يسلط عليها الضوء لتحمل أفلامه رسائل تثقيفية، تعيش طويلاً، بل تصبح قد تصبح مرجعاً. «الرجال الأحرار» ويقول فروخي “الرجال الأحرار” مستلهم من قصة حقيقية تتمحور حول حماية المسجد الكبير بباريس لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وتدور أحداث الفيلم الذي شارك فيه الفنانون طاهر رحيم وميشيل لونسدال ومحمود شلبي ولبنى عزبال بباريس خلال سنة 1942، ويلعب طاهر رحيم في الفيلم دور يونس وهو مهاجر جزائري شاب يعمل ببيع المواد في السوق السوداء، حيث يتعرض للاعتقال من طرف الشرطة، ولإطلاق سراحه، يطلب منه التجسس على سي قدور بن غبريط إمام المسجد الكبير في باريس، والذي تحوم حوله الشكوك بأنه يساعد اليهود والمقاومين الفرنسيين عن طريق منحهم مستندات وأوراق تمكنهم من الهروب من النازية، ويتعرف يونس على المغني الجزائري سليم هلالي، حيث تربط بينهما قصة صداقة كبيرة عندما باع له آلة إيقاع، ويعجب يونس كثيراً بصوت سليم، قبل أن يكتشف أنه يهودي الديانة، فيقرر التوقف عن مساعدة الشرطة بالرغم من المخاطر التي سيواجهها. وقال اسماعيل فروخي إنه من مواليد مدينة القنيطرة في غرب المغرب يبلغ من العمر 49 عاماً، وقد تعرف إليه الجمهور المغربي سنة 1995 في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث قدم أولى اشرطته القصيرة، قبل أن ينجز فيلمه الطويل الاول سنة 2004 والذي حمل عنوان “ الرحلة الكبرى”. وأشار إلى أن قصة فيلمه الروائي الأول، تروي قصة الصراع الأبدي بين الأجيال من خلال مقتربات فنية تتصف بالموضوعية، والحياد، حيث يقترب الفيلم كثيراً من الحقيقة المختبئة وراء ستار كبير من الضبابية والتشويش، ولعبت حبكة السيناريو فيه دوراً قوياً في تقديم فيلم رصين لا تشوبه المواقف غير المقنعة، وذلك وفقاً لما كتب عن الفيلم. وأوضح أن النقاد قالوا أيضا إن موهبة فروخي في الكتابة والتأليف توازي موهبته الإخراجية، واستندوا في ذلك على معطيات حقيقية، فقد سبق له أن كتب سيناريو فيلم (L exposé) عام 1992 وفاز بجائزة أحسن قصة في مهرجان (كان ثم كتب قصة فيلم (كثيراً من السعادة). كما كتب قصة فيلم (المجهول) عام 1996 والذي لعبت دور البطولة فيه الممثلة الفرنسية المعروفة كاترين دونوف، ثم كتب بالاشتراك مع سيديريك كان قصة فيلم (الطيّارة) عام 1998. وفي مضمار المسلسلات التلفازية كتب (صيف السنونو) عام 1997، و (بان الصغير) عام 1999. وبالنسبة لفيلمه (الرحلة الكبرى ) الذي انتهى من وضع اللمسات الأخيرة عليه عام 2004 قال عنه النقاد إنه كشف خلاله قدراته الكبيرة في التأليف، والإخراج، والرؤية الفنية العميقة، و”الرحلة الكبرى” وملخص الحكاية أن الأب مصطفى الذي حمل معه كل مرجعياته السابقة، ولم يتخلَ عنها طوال مدة إقامته في المهجر الفرنسي، قرر أن يؤدي فريضة الحج، التي هي ركن مهم من أركان الإسلام الخمسة، وتستوجب التأدية في حال توافر الصحة والمال الحلال. وقال فروخي: الفيلم من تجربتي الشخصية، فأنا من أسرة مغربية هاجرت إلى الجنوب الفرنسي، وذات مرة، عندما كنت طفلاً في السنة الثالثة من عمري، قرر والدي أن يؤدي فريضة الحج، وكان ينوي أن يصطحبني معه، لكنه ذهب لوحده، وحينما كبرت طلبت منه أن يروي لي طبيعة رحلته التي كانت بالنسبة لي نوعاً من المغامرة، لذلك قررت أن أكتبها بطريقة فنية، فثمة أوجه شبه كبيرة بين السيرة الذاتية، وبين بطلي فيلم (الرحلة الكبرى) فالأب مصطفى في الفيلم يشبه الأب الحقيقي للمخرج، فكلاهما ملتزم بعاداته وتقاليده المتوارثة، وكلاهما ملتزم بتأدية فروض الطاعة لله (سبحانه وتعالى) وكلاهما مخلص للغة العربية، ومتشبث بها، أما رضا، الابن الذي نشأ، وترعرع في المجتمع الفرنسي، وتعلّم لغته، فهو مشابه تماماً للمخرج فروخي الذي لا يتقن الحديث باللغة العربية، لكنه ظل مخلصاً لتطلعات والده، وآرائه التي تبدو غريبة، ومثيرة للتساؤل من وجهة نظر الابن. السيرة الذاتية وفيلم الرحلة الكبرى بين إسماعيل فروخي أن سيرته الذاتية، أو الذهنية هي التي أمدّت فيلم (الرحلة الكبرى) بقدر كبير من الصدقية، وشحنته بعواطف حقيقية لامست قلوب المتفرجين من مختلف الجنسيات وفي بلدان عديدة من بينها إيطاليا، وكندا، وهولندا. كما نجح الفيلم في كسب مشاعر المسلمين في السعودية على وجه التحديد، وفي العالم العربي عموماً لأنه قدّم صورة حقيقية عن الإسلام والمسلمين، وهذا الفيلم يخاطب العقلية الغربية أولاً، كما يمكن أن يخاطب المسلمين أنفسهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©