الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سامية عياش تحوز جوائز روائية وتبث برنامجاً إذاعياً عبر الإنترنت

سامية عياش تحوز جوائز روائية وتبث برنامجاً إذاعياً عبر الإنترنت
22 أكتوبر 2011 23:17
تتمتع الروائية الشابة سامية عياش بذائقة فنية عالية، وحس جمالي مرهف، فهي على الرغم من صغر سنها إلا أنها صاحبة ملكات أدبية لا حدود لها، فقد اختصرت بموهبتها الفذة وخيالها الواسع مشوارا طويلا يسلكه الأدباء والروائيون حتى يصلوا إلى نضج تجربتهم الأدبية ووصلت إليه قبل أوانها. الكذبة الحقيقية عياش ابنة الخامسة والعشرين ربيعا تختلف عن أية فتاة، ليس بموهبتها فقط بل بشخصيتها وحضورها وأفكارها التي لا تعبر عما يفكر به بنات جيلها وحديثها المنمق وعنفوانها الذي تريد أن تكسر به عنق المستحيل لتصل إلى ما تريد، فقد حازت عياش جائزتين على مستوى الوطن العربي، وهما مسابقة «الرواية العربية للشباب»، التي أقامها ديوان العرب لعام 2010، وشارك بها 34 متسابقا ومتسابقة من 8 دول عربية، والثانية «منحة المورد الثقافي». تعود عياش بذاكرتها إلى الوراء إلى أيام الطفولة، وتقص حكاية تلك الطفلة التي بدأت تكتب دون أن يعلمها أحد فنون الكتابة ودون أن تدري إلى أين ستأخذها تلك الكلمات، قائلة «ولدت وعشت في الأردن من أب وأم فلسطينيين، وعندما صرت في الصف الثالث الابتدائي انتقلت وأسرتي إلى الإمارات وبالتحديد مدينة العين نتيجة لالتحاق والدي بسلك التدريس في إحدى مدارسها، وأذكر أن ذاك الانتقال المفاجئ أثر في شخصيتي حيث وجدت نفسي فجأة في بيئة جديدة مختلفة عما اعتدت عليه، وفي الصف السادس الابتدائي بدأت أفرغ تلك المشاعر التي يصح أن أسميها بالغربة والوحشة بكلمات أشبه ما تكون بمنظومة شعرية، وعرضتها على إحدى زميلاتي في الصف على أساس أنها الأذكى والأميز، بيننا وإذا بها تقف أمام الطالبات وتقول بأعلى صوتها سامية تكذب علينا، تدعي أنها كتبت هذا الكلام وقد نقلته من كتاب، حينها حاولت أن أقنعهم بالحقيقة لكن لم يصدقني أحد فشرعت بالبكاء الشديد». عادت عياش إلى بيتها وهي تبكي بعد ذاك الموقف الذي لا يزال محفورا في ذاكرتها؛ فسألها أبوها عن سبب حزنها، فسردت له ما حصل، فانتابه الفضول ليرى ما كتبت ابنته وعندما رأى تلك الورقة دهش، ونادى على إخوتها ووالدتها وأخذ يقرأ عليهم بصوت مرتفع ما كتبته ابنته فرحا فخورا مستبشرا بولادة الإبداع في روح صغيرته، وطلب منها أن تستمر في الكتابة وأن تمنحه فرصة قراءة ما تكتبه ليعطيها مكافأة مالية مجزية عن كل محاولة. حصيلة لغوية تقول عياش «استمررت بالكتابة لكني لم أكن أسمح لأحد برؤية اليوميات التي أكتبها لأن فيها تعبير عن عواطفي ومشاعري ووصف للتفاصيل التي أعيشها في البيت والمدرسة، وفي تلك الفترة صار والدي يحضر لي قصصا أقرأها فأذكر أنني قرأت المجموعة الخضراء كلها، إلى جانب أن والدي كان يعقد منافسة بيني وبين إخوتي في حفظ القرآن فتأثرت بكلماته إذ لم تكن قراءتي له سطحية بل قراءة فهم وإدراك فتكونت بسبب ذلك لدي حصيلة لغوية قوية، ثم قرأت روايات لتوفيق الحكيم ولنجيب محفوظ في سن مبكرة». وتشير إلى أنها لفتت أنظار معلمة اللغة العربية وهي طالبة في الصف الثاني عشر نتيجة لتميزها في كتابة التعبير، حيث منحتها المدرسة للمرة الأولى علامة كاملة في التعبير وهدية، وسألتها إن كانت تكتب في العادة وبعد أن اعترفت لها عياش بالحقيقة وبأنها تكتب قصصا قصيرة ويوميات فاقترحت عليها أن تعلمها إن كانت كتبت أي جديد لتقرأه على مسامع الطالبات قبل عشر دقائق من نهاية الحصة، ومن ثم دفعت بها تلك المدرسة لتشارك في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها منطقة العين التعليمية لمدارس العين، حيث فازت بالمركز الثاني عن قصتها والتي حملت عنوان «زيتونة نبتت في قلبي». عادت عياش إلى وطنها الأم لتكمل دراستها الجامعية في تخصص علوم الأحياء لتعايش مرة أخرى ببيئة جديدة أثرت في نفسيتها وكتاباتها كثيرا، حيث كانت نابلس التي تدرس فيها عام 2004 محاصرة من الاحتلال الصهيوني، ولتعبر من جامعة النجاح التي كانت تدرس فيها إلى القرية التي تعيش فيها ستمر بثلاث نقاط تفتيش، ومع كل نقطة تفتيش كانت تمر فيها يوميا في طريق الذهاب والإياب كانت تتفتق روحها بشظايا القهر الذي تشعر به نتيجة الاحتلال والحواجز والتهديد بالقتل، ما دفعها لتكتب قصصا واقعية عما يعيشه أي فلسطيني. وخلال فترة الجامعة شاركت عياش بمسابقة «الإبداع الكبرى»، وفازت بقصتها «في دهشة وميض» بالمركز الأول، ونشرت بعضا من قصصها في الموقع الإلكتروني التابع لكلية الصحافة في الجامعة. الإحساس بالفقد عن روايتها الفائزة بجائزة مسابقة «الرواية العربية للشباب»، تقول عياش «بدأت فكرة روايتي «تكاد تضيء» عام 2007، لكني لم أشرع في كتابتها حتى عام 2009، أنهيتها على مرحلتين، الأولى استمرت ستة أشهر، والثانية في أسبوعين، بعد وفاة أختي». وعما تتحدث عنه في روايتها «تكاد تضيء»، تقول عياش إن «تكاد تضيء» رواية تنقل واقعا فلسطينيا يراوح بين المهجرين في 67 وفلسطيني الضفة الغربية، حيث تتناغم حياة امرأتين، لتشكل بُعدا سعيت لكماله. أحداث هذه الرواية تتنقل بتفاصيل الفترة الواقعة ما بين 2005 إلى 2008، حاملة معها ما مرّ خلال تلك الفترة سياسيا، وثقافيا، دينيا، وعاطفيا وتنتهي بوفاة محمود درويش». استمرت عياش تطور في رواية «تكاد تضيء»، وتعرضها على نقاد مثل الدكتورة عبير سلامة أثناء زيارتها لمركز الشيخ محمد الديني الثقافي في مدينة العين، والتي قدمت لها نقدا مطورا استفادت منه كثيرا، ومن ثم تقدمت عام 2010 بروايتها لمسابقة الرواية العربية للشباب التي ينظمها ديوان العرب وفازت بالمركز الأول، وحصلت مؤخرا، على منحة المورد الثقافي لعام 2010، عن مشروع روايتها «وجبة دم»، والذي ستدمج فيه بين دراستها لعلوم الأحياء وموهبتها الأدبية. وتكشف عن وجود مجموعة قصصية أخرى تضم بين ثناياها حصيلة ما كتبته خلال السنوات السابقة والذي يتحدث عن مواضيع كثيرة ومختلفة وتستعد لطباعته ونشره بعد أن تعدل بعضا من جوانبه وتنتقي اسما لها. برنامج وهمي لعل شعور عيّاش باختلاف أسلوبها ونمط تفكيرها، جعل من الوحدة والعزلة عدوا تحاول تجاوزه. «ما تمشي يا اسطة» هو برنامج إذاعي ابتكرته، تعرضه على صفحتها في الفيسبوك، لمدة دقيقتين كل خميس، تقص فيها حكايا لمن يركب «تاكسيها»، معلقة بذلك على صفحة إذاعتها الوهمية « تثرثر سامية عيّاش، كلما حرّكت سيارتها.. ثرثرة تحاول فيها الخروج من نطاق الوحدة إلى الآخرين، مشاركة بذلك، من يركب معها، في مشوارها الشخصي..? ما عليكم إلا أن تقولوا الكلمة السحرية: ما تمشي يا اسطة، حتى تعيشوا معها لدقيقتين، تلقي بهما عليكم، بما يخطر ببالها مباشرة، وبلا مونتاج، ولا تعديلات..? تسجيلات صوتية من هاتف عادي، كل ما يهم فقط، أن نثرثر معا».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©