الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطريق إلى "الرومانسية" بعد الزواج.. عقلانية المرأة

الطريق إلى "الرومانسية" بعد الزواج.. عقلانية المرأة
23 أكتوبر 2011 15:50
كيف يمكن تحويل الزواج من "مقبرة للحب" إلى حاضنة للرومانسية من نوع مختلف في عالم يفتقد فيه الإنسان اللمسات الرومانسية في ظل عجلة الحياة السريعة والمضطربة؟ سؤال يراود غالبية المتزوجين.. تعترف مها خليل، متزوجة منذ 3 سنوات، أنها كثيراً ما تشعر بتغير زوجها بعد الزواج عن فترة الخطوبة، خاصة وأنه كان أكثر رومانسية من الآن. وترى أن هذا التغير طرأ على زوجها بعد انجابها طفلها الأول، ففي الوقت الذي تقضي فيه أغلب وقتها مع المولود الجديد يقضي زوجها وقته بعد العمل مع أصدقائه خارج المنزل، وإذا لم يخرج مع أصدقائه يسيطر عليه الصمت تماماً أمام التلفزيون، أو جهاز الكمبيوتر. وتشير أميمة فوزي، متزوجة منذ 7 سنوات وأم لثلاثة أطفال، إلى أن التغير بعد الزواج كما يصيب المرأة، يصيب أيضاً الرجل أيضاً، معترفة بأن المسؤولية وضغوط الحياة والأبناء تجعل الحب أكثر عقلانية، على حد تعبيرها، بعكس فترة الخطوبة حيث لا مسؤولية ولا شيء سوى الحب والأحلام، لكن الزواج هو الواقع من وجهة نظرها بحلوه ومره. ولا تخشى أميمة تلك التغيرات التي طرأت على حياتها، فالعشرة والاحترام كفيلان بأن يجعلا الحياة طيبة إلى جانب تفهم الزوج والزوجة لهذا الفارق في الحياة الزوجية خاصة مع مرور الوقت. وتقول مروة لطفي، متزوجة منذ 5 سنوات، إن كثير من الأزواج تتحول مشاعرهم بعد الزواج ولا يعد يهتم بزوجته، ومن ثم تتعرض حياتهما لحالة من الفتور والروتين اليومي. وترى أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الرجل كائن متقلب المشاعر شديد الملل على عكس المرأة التي تمنح زوجها كل وقتها، في حين أن الزوج تتوزع اهتماماته بين العمل والأصدقاء والأهل وتأتى الزوجة في آخر القائمة. وتلفت مروة إلى أن التغيير هو سنة الحياة وعلى الزوجة تقبل الوضع حلوه بمره. وعلى الجانب الأخر، يرى ماهر إبراهيم، متزوج منذ 10 سنوات وأب لطفلين، أن السيدات كثيرات الشكوى من تغير مشاعر الزوج بعد الزواج، إلا أن الزوجة من وجهة نظره تتحمل المسؤولية الأكبر في هذا التغير، حيث إن المرأة بمجرد أن تزوج وتنجب طفلها الأول حتى تهمل مظهرها وحبها للحياة ويصبح الوافد الجديد هو أهم إنسان في حياتها، فلا يجد الزوج ملاذاً له سوى الأصدقاء، أو في كثير من الأحيان تبدأ مشاعر الزوج في التحول ويتساءل هل هذه هي الانسانة التي أحببتها؟. ويعترف ماهر بأنه قام أكثر من مرة بلفت نظر زوجته، إلا أن الأمر لم يتغير ولم تعد الحياة إلى طبيعتها من حب ورومانسية ورقة كما كانت خلال فترة الخطوبة. ويشاركه طارق عثمان، متزوج منذ 6 سنوات، الرأي، حيث يرى إن الزوجة هي التي يقع عليها مسؤولية تحول المشاعر وتبدلها بعد الزواج، على عكس فترة الخطوبة التي تكون فيها المرأة أكثر رقة ورومانسية. يرجع طارق مسؤولية تبدل المشاعر بعد الزواج إلى حالة الفتور والملل التي تسيطر على كثير من حياة المتزوجين. لكنه يرى أن الحب إذا كان موجوداً في الأساس، فإنه وإن خف وهجه فإنه لا يضيع . ويرى د. ايمن عبد الفتاح، الاستشاري الاجتماعي ومتخصص في العلاقات الزوجية، أن عدم نضج المشاعر بالقدر الكافي لدى كثير من الشباب يجعله ينظر للزواج بمنظور حالم ورومانسي مثل أفلام السينما، في حين أن الواقع يختلف عن ذلك كثيراً، فالحياة الزوجية مثلها مثل أي حياة حلوها ومرها أو لحظات السعادة فيها ولحظات التعاسة. ويضيف أن المنظور الضيق للزواج لدى كثيرين يجعل الحياة الزوجية مملة ورتيبة، وبالتالي يبحث كل طرف فيها عن السعادة، لكنه لا يجدها. ويشير د. عبد الفتاح، إلى أن المشكلة دائماً لدى كثير من الأزواج هي ترتيب الأولويات خاصة إذا تعلق الأمر بوجود أطفال في حياة الزوجين إلى جانب مسؤوليات العمل والمنزل، وفى هذه الحالة إذا ما توافق الزوجين على مسألة ترتيب الأولويات، فإن الوضع سيصبح مختلفاً ولا تتحول الحياة الزوجية إلى مقبرة للحب، كما يزعم بعض المتزوجين. ويؤكد د. عبد الفتاح، أن الزواج هو علاقة ثنائية لا يمكن إنجاحها بطرف واحد فقط، لذا ينبغي أن يكون هناك تكاتف وتعاون بين الزوجين لا نجاحها، وبدلاً من الحسرة على أيام الخطوبة على الزوج ألا يبخل على زوجته بكلام الحب والثناء كما كان يفعل في السابق. وفى المقابل، على الزوجة أن تمنح زوجها قدر من الاهتمام في مقابل أي تهمل مظهرها وأنوثتها بحجة الأطفال والعمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©