الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زينة خليل: رسمت لوحات عن الحرب اللبنانية باللون الوردي

زينة خليل: رسمت لوحات عن الحرب اللبنانية باللون الوردي
20 أكتوبر 2013 00:23
فاطمة عطفة (أبوظبي) ـ ولدت في لندن وقضت طفولتها في نيجيريا، وأنهت دراستها الثانوية في انجلترا، ثم ذهبت إلى لبنان لتدرس بالجامعة الأميركية في بيروت. وفي عام 2002 حصلت على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من مدرسة الفنون البصرية في نيويورك. إنها الفنانة التشكيلية والسينمائية زينة خليل من لبنان. وكانت في زيارة إلى أبوظبي حيث قدمت محاضرة في جامعة نيويورك أبوظبي حول ردة فعل المفكرين العرب في التاريخ العربي المعاصر، لمواجهة هزيمة يونيو 1967 وأحداث 2011 والمنعطفات التاريخية والفكرية فيهما والعلاقة بين الفكر والسياسة من خلال هذين الحدثين. وفي حوار معها بعد المحاضرة، تحدثت زينة خليل عن حياتها في لبنان والخارج فقالت: “عندما انتقلت لبيروت كنت في الثامنة عشرة، وكانت الحرب الأهلية في لبنان قد انتهت لكن لم يكن النظام هناك مستقرا كثيرا، ومع ذلك كانت تسود في بيروت حرية كبيرة فشعرت أني وجدت نفسي فيها. يقولون إن بيروت تبقى متجددة وتولد من الرماد مثل طائر الفينيق”. وعن البلدان التي عاشت فيها من إفريقيا إلى بريطانيا وأميركا، تستعيد زينة ذكرياتها هناك فتقول: “أعتقد أن كل تجربة وخبرة في الحياة تبقى في رأسك وتكبر معك، هناك الكثير من بيروت يظهر في عملي لكن أيضا كل حياتي في إفريقيا حيث كنت أقرأ كثيرا، ففي كل صيف كنت أذهب للمكتبة العالمية في الحمرا وآخذ كثيرا من الكتب معي عندما أذهب لنيجيريا. وهكذا رأيت العالم وتعلمت من خلال الكتب، وأعتقد أن الكثير من الأشياء في ثقافتي أتت من هذه الكتب، لكن المكان الذي تعيشين فيه يؤثر بك، وكذلك الحرب أثرت بنا، إضافة إلى الطبيعة الجميلة والجو الاجتماعي في لبنان”. وتشير زينة إلى تلك الأحداث وتأثيراتها في أعمالها الفنية موضحة: “كل عملي ضد الخوف، فالخوف ضد الحياة وضد القلب، كل عملي يأتي من القلب وكل فني يعبر عن الحب والحياة والمجتمع والسلام، الموضوع في لوحاتي يمكن أن يكون أحيانا فيه شيء مخيف مثل المسدس والكلاشينكوف، لكني أقلبه بشكل كوميدي لأن الفن حامل رسالة، ولدي جيش صغير من وحي الألوان أسميه الجيش الوردي للسلام، عناصره يذهبون لكل الناس ويتحدثون عن الحب والسلام”. وعن اختيارها للون الوردي توضح: “اخترت اللون الوردي على ما أعتقد لسببين، الأول بالنسبة لي أنه لون يتناول جيلي، لأن جيلنا كبر مع رواج التسوق والتلفاز والسوبرماركت فكانت حياتنا استهلاكية لأمور سخيفة، وهذا اللون يعبر عن الفكرة فهو لون لطيف جدا مثل البومبون (السكاكر)، أيضا عندما تستخدميه مع أشياء عنيفة مثل البنادق وغيرها فهو يبعد الشيء الخطر ويقلب الفكرة والرسالة. أعتقد أن اللون الزهري قوي جدا عندما تستخدمينه في التعبير الفني عن الحروب”. وتستعرض الفنانة المدن التي زارتها واستقبلت أعمالها الفنية قائلة: “المعارض التي شاركت فيها معارض عالمية في لبنان وفي الإمارات وألمانيا وأميركا ولندن وفرنسا ومؤخرا كان لدي عمل في اليابان. والشعب الياباني لطيف جدا وهم فهموا ما كانت تعبر عنه لوحاتي وأعجبوا بها، لأن ثقافتهم قريبة لنا وقد أحبوا الألوان النابضة واللامعة، والمعرض كان جيد جدا”. وبما أن زينة خليل متعددة المواهب فهي كاتبة ولها تجربة في الفن السابع إضافة إلى الرسم، تشير إلى محبتها للكتابة والسينما أيضا مثل التشكيل وتؤكد: “أنا فنانة تشكيلية، وحاليا أقوم بمشروع آخر عن كتابي “بيروت أحبك” ولي ما يقارب الثلاث سنوات أعمل على فيلم لمخرج إيطالي وأنا كتبت السيناريو وسأشارك بالتصميم الأزياء والديكور، النص يتناول كتابي “بيروت أحبك”، والكتاب يتناول بيروت وحياتي بها وعن الحرب وعن أميركا وعن كل شيء”. وعن موضوع محاضرتها في الجامعة تؤكد: “أرى أنه من المهم جدا الحديث الذي يجري ما بين الفنان والناس الذين يعمل معهم ولأجلهم فالحديث بيننا مهم جدا، تستطيعين أن تقومي بعمل في الأستوديو لك، سواء بالرسم أو الدراما أو السينما، لكن عندما تعرضينه ويشاهده الناس فمنذ هذه اللحظة يصبح فنا، أما قبل ذلك فهو مجرد رسمة أو شريط مصور، لكن عندما يراه أحد وفيه إحساس وأفكار ويتحدثون عنه عندئذ يشكل لوحة فنية أو فيلما سينمائيا، فالحوار مهم جدا ما بين الفنان والناس لأننا نحن الفنانين أيضا نتعلم من الناس الذين نتحاور معهم”. وعن أبوظبي والمهرجانات الثقافية تقول زينة خليل: “هذه انطلاقة مهمة جدا وأنا سعيدة جدا أن الدولة في الإمارات الآن تساعد الفنانين، لأن هذا لم يكن موجود لدينا. اليوم الفن العربي أصبح معروفا عالميا، خاصة أن النقلة العالمية والدعم أتى من هنا، من الإمارات. لكن أنت تعرفين أن الفن والكتاب دوما يدفع نحو تحدي الأفكار فمن المهم جدا أنه نحن كفنانين لدينا مجال أن نقول أشياء ربما لا يؤمن بها الجميع، لكن هذا عملنا وإن لم نقم بهذا فمن سيقوم به، المهم أن نكبر، لكن نكبر مع الانفتاح نحو الحداثة كما تفعل أبوظبي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©