السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جزيرة الريم.. قصة صعود الأبراج الشاهقة إلى سماء أبوظبي

جزيرة الريم.. قصة صعود الأبراج الشاهقة إلى سماء أبوظبي
15 فبراير 2017 21:51
سيد الحجار(أبوظبي) على بعد 600 متر فقط من شواطئ العاصمة، وقبل 13 عاماً تقريباً.. شاهد سكان أبوظبي رافعات البناء العملاقة تواصل الحفر في قلب جزيرة على مرمى البصر. ويوماً بيوم كان البناء يرتفع، والجميع يتساءل عما يراه، لتأتي الإجابة وقتها.. إنها جزيرة الريم.. اللؤلؤة الجديدة التي سيتم تطويرها ضمن عقد الجزر السياحية بأبوظبي. وتنتهي الدهشة .. ويظهر الترقب، للطوابق التي تواصل الارتفاع وتأبى التوقف، وسط تساؤل، إلى أين سيتواصل البناء في هذه الأبراج. وتمر سنوات قليلة، ليفاجأ الناظرون بمشهد الأبراج الشاهقة تناطح السحاب.. وأضواء «الريم» تضيء ليالي المدينة. .. لتبدأ بذلك قصة صعود ناطحات السحاب في سماء أبوظبي، وتبدأ معها الصفحة الأولى في قصة الطفرة العقارية بالإمارة، والتي فتحت باباً واسعاً أمام المستثمرين من الشركات والأفراد، لتنويع مصادر دخولهم، إلى جانب الارتقاء بمستوى القطاع السكني، وبالتالي تعزيز استراتيجية تنويع الاقتصاد الوطني. واليوم يمكن القول بحق، إن جزيرة الريم ساهمت في تغيير خريطة السكن بالعاصمة، إذ يقطن «الريم» حالياً نحو 30 ألف شخص، مع إشغال أكثر من 12 ألف وحدة سكنية، من بين 15 ألف وحدة تقريباً تم تسليمها خلال السنوات الماضية، وفق تقديرات مسؤولين ومتعاملين بالقطاع العقاري. ومع توالي تنفيذ مشاريع البنية التحتية، ودخول العديد من الخدمات الجديدة بالجزيرة، تتسارع وتيرة انتقال العائلات للسكن في الجزيرة، إذ يتوقع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن تستقطب الجزيرة نحو 210 آلاف ساكن، بعد اكتمال كل المشاريع التطويرية فيها، بعدما أظهرت بيانات المجلس أن عدد سكان الريم حتى شهر مايو 2015، بلغ نحو 20 ألف شخص. ولا تقتصر شعلة التطوير في جزيرة الريم على المشاريع السكنية فقط، إذ يتضمن المخطط الرئيس للريم تخصيص 1.44 مليون متر مربع من المساحة الإجمالية للجزيرة للمكاتب، و873.5 ألف متر مربع لمتاجر التجزئة (تشمل الريم مول)، كما ستتوفر أكثر من 10 آلاف غرفة فندقية خدمية، بالإضافة إلى المدارس والمشافي والمرافق المجتمعية الأخرى». كما تشمل قائمة المشاريع الإنشائية الكبرى التي يشملها المخطط الرئيس، 11 مدرسة خاصة جديدة تستوعب نحو 22 ألف طالب، و6 مراكز رياض أطفال، وجامعة باريس - السوربون، و3 مستشفيات خاصة جديدة وعدد من العيادات، و9 مساجد ومراكز شرطة ودفاع مدني، ومحطة مواصلات كبيرة، و500 ألف متر مربع من الحدائق والأماكن المفتوحة، تتضمن طرقاً مخصصة للمشاة على معظم شواطئ الجزيرة، حيث تبلغ مساحة الممشى البحري والشواطئ نحو 710 آلاف متر مربع. ويغطي المخطط الرئيس المبدئي لجزيرة الريم، الذي اعتمده مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني عام 2015، مساحة الأرض الإجمالية البالغة 8.869 مليون متر مربع، فيما تبلغ المساحة الطابقية الإجمالية نحو 20 مليون متر مربع. وتتوزع مسؤولية تطوير جزيرة الريم بين عدد من المطورين الرئيسين، إذ تغطي مشاريع التطوير الخاصة بشركة طموح العقارية نحو 57% من مساحة الجزيرة، فيما تغطي مشاريع الدار العقارية 20%، ومشاريع الريم للاستثمارات 20% من مساحة الريم، إضافة إلى 2% مخصصة لمجموعة «أرض الإمارات». وبدأ العمل في المشاريع التطويرية العمرانية الأولى في جزيرة الريم عام 2005، حيث تم إعداد المخططات الرئيسية من قبل المطورين الرئيسين الثلاثة (الدار، طموح، الريم). وكانت شركة بنية للمشاريع، التي تم تأسيسها من قبل شركات (طموح، الدار، الريم)، لتتولى مسؤولية تخطيط وتنفيذ وإدارة البنية التحتية والعمليات في جزيرة الريم، قد أنهت إنجاز المخطط الرئيس في ديسمبر 2014. وتقدر تكلفة إنشاء البنية التحتية في الريم بنحو 12 مليار درهم. وتقع «الريم» على بعد 600 متر من ساحل أبوظبي، وتبلغ مساحتها 6.5 مليون متر مربع، وتضم جامعة باريس السوربون الرائدة عالمياً، والتي افتتحت العام 2011 بهدف إرساء أعلى مستويات التعليم العالي في أبوظبي. وترتبط «الريم»، التي كانت تعرف في الماضي بأسماء عدة، منها «أبو الشوم» و«اللؤلؤة»، و«جزيرة لؤلؤة الإمارات»، بجزيرة أبوظبي عن طريق عدة جسور. واكتسب المشروع اهتماماً دولياً باعتباره من أوائل مناطق التملك الحر في أبوظبي، حيث يمكن للأجانب شراء العقارات بالجزيرة، وفق عقود تمتد لمدة 99 عاماً قابلة للتجديد. وتضم جزيرة الريم كذلك مساكن العمال التي تضم 8000 عامل ضمن ثلاثة مجمعات سكنية، وتحتوي جميع المرافق الخدمية والترفيهية اللازمة والمتطابقة مع المعايير والاشتراطات المعمول بها بشأن صحة وسلامة العمال وتوفير المسكن الحضاري الملائم. وتشتمل جزيرة الريم على عدد كبير من الأبراج الشاهقة، وذلك ضمن 4 مشاريع رئيسة، هي «مارينا سكوير»، و«مدينة الأضواء»، والتي باشرت تطويرهما شركة طموح العقارية، إضافة إلى مشروع «شمس أبوظبي»، والذي تشرف على تطويره شركة الدار العقارية، فضلاً عن مشروع «نجمة أبوظبي» والتابع لشركة الريم للاستثمار. ويعد مشروع المارينا سكوير، أول مشروع يتم تسليمه في جزيرة الريم بأبوظبي، حيث باشرت شركة طموح العقارية خلال عام 2011، تسليم المشروع، الذي يضم نحو 13 برجاً توفر 3446 وحدة سكنية. وباعت «طموح» جميع الأبراج بمشروع «لمارينا سكوير» لعدد من شركات التطوير منها «بروفايل» و«رأس الخيمة العقارية» و«الدار» و«الإمارات الخضراء». وباشرت شركة طموح العقارية خلال العامين الماضيين طرح عدد من الأبراج السكنية للبيع ضمن مشروع «مدينة الأضواء» في جزيرة الريم، مثل (سيجما1) و(سيجما2)، إضافة إلى أبراج هورايزون السكنية، فضلاً عن عدد من الأبراج الأخرى، المملوكة لبعض شركات التطوير، مثل أبراج C3، و?C2، وخليج المارينا. وتضم مدينة الأضواء كذلك، مشروع هيدرا أفينو، المملوك لشركة هيدرا العقارية، حيث ضمت المرحلة الأولى من المشروع 3 أبراج (C4، ?C5 ?وC6) تضيف 906 شقق، وسيضم المشروع عند استكماله 6 أبراج تتوزع على مجمعين رئيسيين لتوفير 2292 وحدة من الشقق السكنية. ويعد مشروع «شمس أبوظبي» أحد المشاريع الرئيسة بجزيرة الريم، ويتألف من عدد كبير من الأبراج التي باشرت شركة الدار العقارية تطويرها مباشرة، فضلاً عن عدد من المشاريع الأخرى التي تتولى شركات أخرى إنجازها. وسلمت «الدار» خلال السنوات الماضية 3533 وحدة سكنية بمشروع (البوابة) ضمن منطقة شمس أبوظبي، إضافة إلى برجي (صن وسكاي) اللذين يضمان 1155 وحدة سكنية. كما يضم شمس أبوظبي عدداً من الأبراج المملوكة لشركات تطوير أخرى مثل أبراج «سي فيو» و«مانجروف» و«الوفاق» و«أوشن سكيب»، و«أمايا»، و«أوشين سبيس» و«مارينا باي» و«ذو ويف» و«أبراج الشاطئ». وطرحت شركة الدار العقارية مشروع ميرا في منطقة شمس أبوظبي بجزيرة الريم عام 2015، باعتباره مشروعاً لذوي الدخل المتوسط، ليبلغ سعر بيع الشقة المؤلفة من غرفة واحدة 900 ألف درهم، ونحو 1.2 مليون درهم للشقة ذات الغرفتين، و1.6 مليون درهم للثلاث غرف. ويضم مشروع «ميرا» أكثر من 400 شقة عائلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©