أعربت الولايات المتحدة أمس، عن اعتقادها بأن فيلق القدس الإيراني أصبح أكثر نشاطاً في الخارج، وأنه ربما يكون يخطط لمزيد من المؤامرات الدولية بخلاف المؤامرة المزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. في حين عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن “بالغ قلقه إزاء المؤامرة المزعومة” لاغتيال سفير السعودية لدى واشنطن.
وقال مسؤول أميركي كبير في مقابلة “لقد أصبح فيلق القدس الإيراني أكثر عدوانية، لا في العراق فحسب بل في العالم بأسره”. وطلب المسؤول ومسؤولون آخرون عدم الكشف عن هوياتهم لأنه غير مصرح لهم بالإدلاء بتصريحات علنية وأيضاً نظراً لحساسية القضية.
وذكر مسؤولون أميركيون أن قوة القدس التي يعتقد أن نفوذها يتنامى في إيران تنشط أيضاً في لبنان وسوريا ومناطق أخرى. وتشكك عدد كبير من الخبراء في الشأن الإيراني في المزاعم الأميركية عن مؤامرة إيرانية داخل الولايات المتحدة. ونفت طهران المؤامرة وقالت إنها مختلقة. كما أثارت بعض الدول الأجنبية التي أخطرتها واشنطن بالمؤامرة المزعومة بعض التساؤلات.
ورفض المسؤولون الأميركيون تقديم أي تفاصيل عن الأدلة على أن قوة القدس ربما تخطط لمؤامرات أخرى. لكن اثنين من المسؤولين على الأقل أكدا أن ذلك يستند إلى ما هو أكثر من التوقعات والتحليل. وقال مسؤول آخر كبير “تلك ليست مجرد مؤامرات تتطلع وتحلم بها قوة القدس، لكن في الواقع هناك تخطيط نشط يدور حولها”.
لكن المسؤولين الاثنين هونا من خطر هجوم وشيك. وأرجع مسؤول ثالث التهور الذي اتسمت به مؤامرة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير إلى أن قوة القدس “ربما تكون منخرطة في عمليات أخرى”.
وقال مصدر حكومي أوروبي أنه بعد كشف واشنطن عن المؤامرة المزعومة بدأ المحققون المختصون بمكافحة الإرهاب في بريطانيا بحث إمكانية أن تكون مؤامرات أخرى جارية بعد التخطيط لها في إيران. لكن المصدر قال إنه وزملاءه لا يعرفون بأي مؤامرات إيرانية راهنة مثل تلك التي قال الأميركيون إنهم أحبطوها.
وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن قوة القدس وسعت نفوذها في السنوات الأخيرة وأنها أصبحت لها هيمنة أكبر على السياسة الخارجية الإيرانية.
وقاد البريجادير جنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس جهود إيران لتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط، بما في ذلك دعم فصائل عراقية تعارض الوجود الأميركي. وقال المسؤول الأول إنه خلال السنوات القليلة الماضية تدخلت قوة القدس بقيادة سليماني في مزيد من الأماكن.
وتحدث والي نصر أستاذ السياسة الدولية في جامعة تافتس عن النشاط الإيراني في أماكن عدة، منها سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان. وذكر مسؤولون أميركيون أنهم يعتقدون أن سليماني له صلة بمؤامرة اغتيال الجبير.
وفي شأن متصل، عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أمس عن “بالغ قلقه إزاء المؤامرة المزعومة لاغتيال الجبير، وإزاء حالة التوتر المتصاعد بين دولتين مهمتين من أعضاء المنظمة”، في إشارة إلى السعودية وإيران.
وشدد على أن “تلك المزاعم إن صحت تعتبر خطيرة ويجب إدانتها”، وطالب بـ”إجراء تحقيق مناسب بهذا الخصوص”.
عدد اليوم
