الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناهج في قفص الاتهام وسوق العمل يفتح الباب لتراجع اللغة العربية

المناهج في قفص الاتهام وسوق العمل يفتح الباب لتراجع اللغة العربية
9 أكتوبر 2012
تعاني اللغة العربية وترزح تحت وطأة العديد من الهموم والمشاكل، التي تأتي في الغالب الأعم بأيدي أبنائها، بينما يبقى الناطقون بغير العربية سبباً ثانوياً في محاولات التهميش والإقصاء التي تواجهها اللغة في معظم المجتمعات العربية، ومنها الانفتاح الكبير الذي تعيشه، ووجود خليط من مختلف دول العالم وثقافاته، يعيش على أرضها ويختلط بشكل مباشر بكل مكونات المجتمع. وإيماناً بأهمية الدور الذي تلعبه الدراسة والمناهج التعليمية في تعزيز الاتجاهات نحو اللغة العربية سلباً أو إيجاباً، تتناول الحلقة الثالثة من حملة تتبناها «الاتحاد» للتخفيف من معاناة لغة الضاد، العوامل المرتبطة بدراسة اللغة العربية داخل جدران المدارس والجامعات، والمبادرات الجادة لتعزيز دور اللغة ومواجهة التحديات. حول مجموعة التحديات التي تواجه اللغة العربية يشير الدكتور عبيد المهيري مدير معهد دراسات اللغة العربية في جامعة زايد، إلى مجموعة التحديات التي تواجه اللغة العربية، موضحاً أن هناك أكثر من تحدٍ يواجه اللغة العربية، وأول هذه التحديات هي اللغة الإنجليزية، حيث أصبحت هذه اللغة منافساً قوياً للغة العربية، وأن متطلبات سوق العمل والتطور التكنولوجي الضخم ومتطلبات ما يسمى بالعولمة، هذه مجتمعة عززت من طغيان اللغة الإنجليزية وتراجع اللغة العربية دون وعي أو إدراك لأهمية اللغة العربية كوعاء لثقافة المجتمع وإطار للهوية وبناء الشخصية، فهذه النظرة اختزلت اللغة في متطلبات سوق العمل، وأصبح التركيز على احتياجات سوق العمل دون النظر إلى بناء الشخصية والانتماء والولاء والذي يتعزز من خلال اللغة. طرق التدريس أما التحدي الثاني الذي تواجهه اللغة، فيكمن فيما ذكره المهيري في أهل اللغة، حيث إن أساليب وطرائق واستراتيجيات تدريس وتطوير اللغة لم تتغير، بل بقيت على ما هي عليه من تقليدية وجمود عفا عليهما الزمن، في حين أن الكثير من اللغات نتيجة لتطور وسائل وطرائق تدريسها، تقدمت، بل وأصبحت من اللغات الرائدة في العالم، فتقدم وازدهار اللغة وتطورها، مسؤولية القائمين على تعليمها. وبما أن المعلم هو المحرك الأساس في داخل الصف، فإن تفاعله وطريقة تقديمه المادة يحددان مدى استعداد المتلقي للتفاعل مع المادة والتجاوب مع طرائق التعليم، لذا يقع على المعلم العبء الأكبر في تحبيب المتعلم للمادة من عدمه. دور المناهج وعن دور المناهج التعليمية في تكريس أهمية اللغة العربية، قال المهيري: “مما لا شك فيه تلعب المناهج، بالمفهوم الأعم للمنهج، دوراً كبيراً في تقديم اللغة بالشكل الذي يجعلها سلسلة ومقبولة للمتلقي أو المتعلم، فكلما كانت هذه المناهج تفاعلية ومرنة، كلما كانت أكثر قبولاً لدى المتعلم، وبالتالي أكثر تأثيراً ورسوخاً، فالمنهج في مفهومه الشمولي يعني الكتاب والأنشطة المصاحبة والوسائل التعليمية، وكذلك طرائق واستراتيجيات التعلم والتعليم، وهي كذلك البيئة الصفية المعزز للتعلم، فمتى ما قدمت اللغة في هذا الإطار المتكامل والشامل، ستبرز أهميتها وتكريسها لغة للتعليم والتعلم، ما يعزز استخدام اللغة والمحافظة على كيانها لدى النشء، واللغة العربية بما أنها هي اللغة الأم، فإن استخدامها في التعليم يكرس أهميتها، وفي هذه الحالة، هي وسيلة لغرس القيم وتعزيز ثقافة المجتمع. ميثاق اللغة وحول المخططات والجهود المستقبلية التي تؤدي لتعزيز الاهتمام باللغة العربية، أكد المهيري أن هناك جهوداً كثيفة ومبادرات كبيرة وخططاً طموحة للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع، فدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتعزيز الهوية الوطنية، تكمن فيها دعوة صريحة للحفاظ على اللغة العربية بوصفها أساس الانتماء والولاء. وقال، هناك مجموعة من المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطار ميثاق اللغة العربية، والدعوة من خلال هذا الميثاق وتلك المبادرات إلى تعزيز اللغة العربية والمحافظة على مكانتها في المجتمع. هذه الجهود مجتمعة، إضافة إلى جهود أخرى، كلها تهدف في نهاية المطاف إلى تمكين اللغة العربية، وكذلك للحفاظ على اللغة العربية وحمايتها، تم إنشاء جمعية لهذه المهمة، بتبني وتشجيع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لهذه الجمعية والقائمين على هذه الجمعية ودورها في نشر الوعي في المجتمع بأهمية اللغة العربية، وتشجيع الجهود التي تصب في هذا الاتجاه. وبالحديث عما تم تحقيقه من مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز اللغة العربية، أوضح المهيري أن هناك العديد من المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لحماية وتعزيز اللغة العربية والإعلاء من شأنها، ومعهد اللغة العربية في جامعة زايد، واحد من هذه المبادرات، فهناك لجنة لتحديث تعليم اللغة العربية، هدفها وضع تصور لما يجب أن يكون عليه تعليم اللغة العربية، بحيث يكون عملها مرجعاً للمؤسسات التعليمية على امتداد الوطن العربي والعالم، ما يعزز ويمكن اللغة العربية بوصفها لغة حيوية ومتطورة، وهناك أيضاً مجلس استشاري للغة العربية، يهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربي الاستخدام الصحيح والأمثل في جميع مؤسسات الدولة، الحكومية منها والخاصة، ومتابعة تنفيذ بنود ومواد ميثاق اللغة العربية. وهناك مبادرات أخرى تهدف جميعها إلى تعزيز وتمكين مفهوم اللغة العربية أولاً. وأشار المهيري إلى أن الأهداف التي تسعى إليها مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز اللغة العربية، تأتي ضمن مبادرات متنوعة تهدف إلى تعزيز اللغة العربية واستخداماتها، وهناك مبادرات في مجال الترجمة ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، بحيث تخاطب كل فئات المجتمع، ومن مختلف الأعمار، والهدف هو اللغة العربية أولاً. وفي ذلك يقول الطالب الجامعي فيصل بوهناد، إن عدم اهتمامه باللغة العربية يرجع إلى سنوات دراسته الأولى، كون هذه المادة ترتبط بها مواد أخرى فرعية صعبة، مثل النحو والبلاغة وغيرهما، ولذلك فإن اهتمامه بالعربية لم يكن يتعدى الحصول على درجات علمية عالية فقط، ولكن بخلاف ذلك لا توجد علاقة قوية بينه واللغة العربية، وتوقفت حدود تلك العلاقة عند أسوار مدرسته الثانوية، كون دراسته الجامعية لا يوجد بها ما يشير إلى أهمية اللغة العربية في أي من موادها، بل الإنجليزية هي صاحبة الاهتمام الكبير وصاحبة النصيب الأكبر من التدليل، فالطلاب يتباهون أمام بعضهم بالتحدث بها، كما أن المواد الدراسية التي تدرس باللغة العربية تعتمد على المصطلحات الإنجليزية. ويلفت بوهناد إلى أنه صار من الطبيعي أن تكون علاقته بالعربية ضعيفة جداً، لأنه تقريباً لا يستخدمها سوى في المعاملات اليومية والتي غالباً ما تكون عربية مكسرة وليست سليمة ولا واضحة، لأنه يخاطب البقال أو الحلاق أو السائق بها، وهو ما يؤدي بالنهاية إلى لجوء الجميع للغة الإنجليزية كحل وسط، حين يستعصي التفاهم فيما بينهم، وبالتالي تتراجع مكانة اللغة العربية في الحياة اليومية شيئاً فشيئاً. لغة تراثية صديقه جلال المرزوقي، الطالب في إحدى كليات الهندسة، يقول إن اللغة العربية يعتبرها البعض شيئاً من التراث، وأنه والطلبة كافة في المراحل التعليمية كافة يهتمون بتعلم اللغات الأخرى، لأنها تفيدهم في سوق العمل أو في المعاملات الكثيرة مع وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها الطلاب، مثل الآي باد والهواتف المحمولة، فضلاً عن عشق الأفلام الأجنبية. ولذلك فإن الاهتمام باللغة العربية حتى أيام الدراسة المبكرة لم يكن يأخذ نصيباً كبيراً من الاهتمام. ويعتقد المرزوقي أن الطرق التي يتم بها تدريس اللغة العربية تعد سبباً كبيراً في عزوف الطلاب عنها، حيث لا يرى فيها الطالب مادة سهلة وسلسة مقارنة ببقية المواد التعليمية، وعليه فإن المعلمين والمسؤولين عن العملية التعليمية عليهم أن يراجعوا الأساليب المتبعة في تدريس اللغة العربية، وكذا التخفيف من حدة وصعوبة المواد المرتبطة بها، من خلال تقليل هذه المواد، مع إعطائها وقتاً أكبر للشرح والتفاعل بين المعلم والطلاب، حتى ترتفع نسبة استيعاب فروع اللغة العربية، وتنشأ علاقة حب بين الطلاب ولغتهم الأصلية، على أن تتم دراسة جميع فروع اللغة العربية بعمق وتوسع، ولكن لأهل التخصص الذين يدرسون علوم اللغة العربية في الجامعات. من ناحيتها، تعترف سالمة عبد اللطيف طالبة بالمرحلة الثانوية بإحدى مدارس أبوظبي، بأنها تجيد اللغة الإنجليزية أكثر من العربية، إلى حد أنها لا تستطيع أن تكتب باللغة العربية بالإجادة التي تكتب بها اللغة الإنجليزية، وترى سالمة عبد اللطيف أنه شيء طبيعي لكونها درست معظم سنوات عمرها بمدارس أجنبية، ولم تكن هناك مواد تدرس بالعربية سوى مادتي اللغة العربية والدين الإسلامي، وبالتالي فإن معظم يومها داخل المدرسة كان يدور في فلك اللغة الإنجليزية، وبعيد كل البعد عن عالم اللغة العربية. في الجانب ذاته، تؤكد أحلام عبدون وتعمل مسؤولة مبيعات في أحد المراكز التجارية، وهي أم لبنت واحدة عمرها 13 سنة، أن اللغة العربية لها في قلوبنا كل الحب والاحترام، لكن التعامل مع الواقع الحياتي يفرض علينا أن نهتم بالإنجليزية في المقام الأول، لأن من يتقنها تفتح أمامه آفاقاً واسعة في مجالات عمل كثيرة، وهي نفسها شعرت بمدى أهمية اللغة الإنجليزية ومساعدتها لها في الحصول على الوظيفة التي تعمل بها، ولذلك فهي من الآن تسعى إلى تعليم بنتها اللغة الإنجليزية بشكل سليم عن طريق إلحاقها بمدرسة أجنبية، ومن خلال دراسة المواد كافة تقريباً بالإنجليزية، ستنمو قدراتها على إتقان الإنجليزية قراءة وكتابة ومحادثة، ومن ثم يمكن أن تدرس في أي من الكليات التي تدرس علومها بالإنجليزية عندما يحين وقت الالتحاق بالجامعة، وبعد ذلك حين تدخل في مرحلة البحث عن وظيفة والانخراط في الحياة العملية، لا شك أن فرص حصولها على وظيفة ستكون أعلى بكثير من قريناتها من لا يجدن الإنجليزية بالكفاءة ذاتها. ومع ذلك، تلفت عبدون إلى أهمية معرفة اللغة العربية لأنها لغتنا الأصلية، وكذا لغة القرآن الذي نحرص على قراءته جميعاً، ولذلك يجب على كل ولي أمر أن يغرس في أولاده حب اللغة العربية بقدر اهتمامه بتعلم لغات أخرى. صورة نمطية مدرس اللغة العربية إحسان منذر، يلقي باللوم على إهمال اللغة العربية، سواء في المدارس أو في المجتمع الخارجي، على الصورة النمطية التي يبثها الإعلام وصارت راسخة لدى الكثيرين، بأن متقني اللغة العربية هم أشخاص تقليديون ولا يعرفون شيئاً عن الحداثة ومعايشة الحياة العصرية، ويؤكد هذا الاتجاه ما نراه دائماً في الأعمال الفنية كافة التي يتابعها الطلاب، حيث نرى دوماً معلم اللغة العربية رث المظهر والثياب وضعيف الشخصية، وبالإجمال يظهر وكأنه شخص آت من زمن آخر غير الذي نعيش فيه، وهو ما يجعل الطلاب من الأساس ينفرون من اللغة العربية ويقيمون حواجز وأسواراً عالية بينهم ولغتهم الأم، وما يزيد من هذا الخطر هو طغيان الثقافة الغربية على مناحي الحياة كافة والأساليب التي يعيش عليها الشباب والطلاب، سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو باستخدامهم الأجهزة الحديثة التي تحتاج إلى إتقان اللغة الإنجليزية حتى يتم التعامل معها بسهولة ويسر. أما العامل الأكبر والمعول الرئيس في هدم اللغة العربية والمنتشر في البلدان العربية كافة، هو اهتمام الوالدين بالإنجليزية ووضعها في مقدمة اهتمام الطلاب، باعتبارها اللغة الرئيسة في سوق العمل ولا يوجد مستقبل وظيفي مضمون دون إتقانها بحسب قوانين سوق العمل ومتطلباته، ولذلك نجد أولياء أمور كثيرين يعمدون إلى التحدث مع أبنائهم باللغة الإنجليزية داخل المنزل، ليدربوهم أكثر على التحدث بها، وكذلك اعتقاداً منهم بأنهم بهذا المسلك ينتمون إلى طبقة اجتماعية معينة ينطق أهلها بلغات أجنبية. عزوف الطلاب من ناحيته، يقول عدنان عباس الخبير التربوي ومدير مدرسة النهضة بأبوظبي، إن الحديث عن إهمال اللغة العربية وعزوف الطلاب عنها يتردد كثيراً هذه الأيام، غير أنه يرى أن المسالة مختلفة. لأن هناك مؤثرات خارجية كثيرة تلعب دوراً رئيساً في اتجاه الطلاب للغات أخرى، فهناك كم هائل من المواد الإعلامية التي تقدم للطالب بلغات غير العربية، ويشاهد قنوات تلفزيونية عديدة، فضلاً عن استخدامه للشبكة العنكبوتية باللغة الإنجليزية، ولذلك فالطالب عرضة لكل هذه الوسائل المرتبطة بلغة غير العربية. وأضاف، نحن نتحمل المسؤولية بوصفنا جهات تعليمية وإعلامية، وغيرها من مؤسسات المجتمع، وذلك من خلال عدم عرض اللغة العربية وطرحها على الطلاب بطرق جاذبة، خاصة أن النسبة الكبيرة من المواد الإعلامية تقدم بلغات أخرى، ولذلك علينا أن نحرص على تغليب اللغة العربية على موادنا الإعلامية، سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات، أو غيرها من البرامج والمنتجات الإعلامية التي تبثها الفضائيات، والتي صارت تشغل حيزاً كبيراً من أوقات الناس، حيث أصبحت موضة هذه الأيام متابعة الأعمال والفضائيات التي تبث أموراً تبتعد عن لغتنا العربية وثقافتنا التي نعتز بها. وحول الدور التربوي في هذا الإطار، ينوه عباس بما يقوم به مجلس أبوظبي للتعليم، من جهود مكثفة وإصرار على أن تعطى اللغة العربية الاهتمام الكامل والوافي، حتى تكون لغة جاذبة للطلاب، ويستمتع بها سواء من كان يقرأها أو يكتب بها أو يمارسها في حياته العملية وتعاملاته اليومية داخل جدران المدرسة أو خارجها، غير أن هناك سلبيات تتمثل في أن بعض المدارس الخاصة ذات النظام الأجنبي تقلل عدد ساعات تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، ما ينعكس سلباً على تعلق الطالب بالمادة، هذا من ناحية المؤسسات التعليمية، ويلاحظ أيضاً أن تطبيق التوجيهات السليمة للاعتناء باللغة العربية ووضعها في مكانتها اللائقة لم يكن بالشكل الأمثل حتى يعطي مخرجات تعليمية صحيحة وجيدة. ساعة واحدة للعربية تشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “اليونيسكو” إلى الخطر الكبير الذي يهدد كثيراً من لغات العالم، ومنها العربية، حيث إن نصف عدد لغات العالم البالغ 6500 لغة سيختفي بنهاية القرن، وأن ثلاثين في المائة من شعوب العالم لا يتحدثون لغتهم، بينما هناك مليار عربي ومسلم يتحدثون العربية، لكن الغالبية تقتصر على قراءة القرآن فقط، وأن نصيب التحدث باللغة الفصحى لا يتجاوز ساعة واحدة في اليوم للصلاة ولقراءة الصحف. جهود تمكين اللغة وإعلاء شأنها أوضح الدكتور عبيد المهيري مدير معهد دراسات اللغة العربية في جامعة زايد أن معهد اللغة العربية في جامعة زايد يسعى ضمن خطط وتطلعات مستقبلية، إلى تمكين اللغة العربية وإعلاء شأنها، والمعهد يأتي في الوقت المناسب كإضافة نوعية إلى الجهود الساعية للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع ضمن صرح أكاديمي له سمعته العربية والعالمية، وجامعة زايد تطلق هذا المعهد ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إطار ميثاق اللغة العربية. وأشار إلى أن جهود المعهد تتجه إلى تطوير مناهج للغة العربية على أحدث الطرق والوسائل الحديثة المستخدمة وآخر المستجدات في تطور اللغات والوسائل والطرائق الحديثة في التدريس، وكذلك إعداد اختبارات وأدوات قياس وتقويم حديثة، حيث إن اللغة العربية تفتقد لمثل هذه الأدوات والوسائل الحديثة في التقويم، حيث يمثل القياس والتقويم، الأداة التي من خلالها نستطيع أن نحكم على مدى فاعلية التعلم، ومدى نجاح المنهج في تقديم اللغة بالشكل الذي يمكن المتلقي من تعلمها وبشكل سلسل. كما تدلل أدوات القياس على مدى فاعلية طرائق التدريس وحيوية اللغة لدى المتعلم. كما يسعى المعهد إلى تعزيز اللغة العربية والثقافة العربية لدى غير الناطقين بها، وذلك من خلال برامج اللغة العربية لغير العرب، فهناك برامج متكاملة معدة لكل الفئات الراغبة في تعلم اللغة العربية، سواء في داخل الدولة أو خارجها. صعوبات التعلم حول صعوبة بعض مواد اللغة العربية، ما يؤدي إلى نفور أعداد من الطلاب وابتعادهم عن التعلق باللغة العربية، أوضح عدنان عباس الخبير التربوي ومدير مدرسة النهضة بأبوظبي، أنه لكل لغة مكوناتها، ولكن عملية إيصال اللغة تعتمد على الطريقة الأمثل والبعد عن الجفاف في تناولها، مع الحرص على استخدام الطرق التكنولوجية، وإدخال وسائط أخرى في عملية التعليم والتعلم، بما يمنع حدوث أي نفور بين الطالب والمادة وجمالياتها، بحيث يجب استعمال كل الوسائل والموارد المحيطة التي تجعل من اللغة العربية مادة سلسة وسهلة على الطلاب، خاصة أن اللغة العربية مادة ثرية. كما لفت عباس إلى أن المدرس وشخصيته وأسلوبه تلعب دوراً كبيراً في غرس الحب بين طلابه واللغة العربية، أو جعلها مادة غير مستساغة تبعاً للآليات التي يستخدمها في عملية التدريس وتوصيل المعلومات للطلاب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©