الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مجالس الآباء» دفء تفتقده مدارس خاصة

«مجالس الآباء» دفء تفتقده مدارس خاصة
19 أكتوبر 2013 00:20
عمر الحلاوي (العين) - طالب تربويون بإلزام المدارس الخاصة بتكوين مجالس للآباء والأمهات للمشاركة في العملية التربوية لأبنائهم، وتفعيل التواصل بين البيت والمدرسة، ووضع الآباء أمام مسؤولياتهم، ما يسهم في التطور الأكاديمي للطالب، وتفاعل الأسرة مع الأنشطة المدرسية. واعتبر تربويون التقتهم «الاتحاد» أن رفض مدارس خاصة تكوين مجلس للآباء سيؤدي إلى خلل في العملية التربوية، لافتين إلى أن بعض المدارس ترفض وجود أولياء الأمور، كما أن بعض الآباء تركوا التواصل مع المدرسة للسائق والخادم لعدم وجود ترحيب بهم في تلك المدارس. من جانبهم، أكد أولياء أمور أن بعض المدارس الخاصة تضع تبريرات غير مقنعة لمنعهم من التواصل معها، حتى أنهم يشعرون أنهم غير مرغوب فيهم، ما يدفعهم إلى مقاطعة المدرسة، لافتين إلى أهمية تدخل الجهات المسؤولة لفرض تكوين مجلس آباء في المدارس الخاصة. وقالت الدكتورة نجوى محمد الحوسني مساعد العميد لشؤون الطلاب ودعم الخريجين في كلية التربية بجامعة الإمارات، إن المنزل والمدرسة من أهم مؤسسات المجتمع، وكلاهما يكمل الآخر في التنشئة الأكاديمية للطلاب، لافتة إلى أن الخلل الذي يحدث للطلاب من أهم أسبابه فقدان هذا التواصل. وأكدت الحوسني أن مجالس الآباء معمول بها منذ بدايات التعليم في الدولة، الأمر الذي يجعل تخوف المدارس الخاصة من تشكيل مجالس لأولياء الأمور غير مبرر، لافتة إلى أن عدم وجود مجلس الآباء يؤدي إلى ضعف التواصل، ما يهدم الثقة بين الطرفين. وأوضحت أن الدولة المتطورة تعليمياً يشارك الآباء فيها في وضع المناهج، وتحديد المقررات والاهتمام بكل تفاصيل العملية التربوية لأبنائهم التي يكونون شركاء فيها، مشيرة إلى أن اجتماع أولياء الأمور يعتبر الطريقة المثالية لتحديد أنماط التعليم، حيث إن بعض الطلاب يتعلم بصرياً وآخر حسياً. وقالت: “إن رفض بعض المدارس الخاصة تشكيل مجالس الآباء، يدل على التفكير الأحادي، كما أن المدرسة ليست متجراً، حيث إن تحويل العملية التعليمية لعملية ربحية فقط وكأنها محل تجاري للكسب المالي دون الاعتبارات الأساسية من إنشاء المدرسة، وهي للتعليم والتربية، يضر بالجانبين التعليمي والتربوي”. وأضافت أن مجلس الآباء يسهم في تقييم الاتجاهات السلوكية عند المدرسة، ما يساعد في تطوير المدرسة نفسها، كما أن ولي الأمر في حالة استقباله بفتور من جانب المدرسة، ينقطع عنها وقد يؤدي ذلك إلى نقل الابن إلى مدرسة أخرى، مؤكدة أن عملية التواصل بين الأسرة والمدرسة تؤدي إلى نجاح الطالب. وطالبت الدكتورة الحوسني بوجود لائحة ملزمة للمدارس الخاصة لتكوين مجلس آباء وعدم ترك هذا الأمر لكل مدرسة على حدة، حيث إن القضايا التعليمية، وما يتعلق بها، تحتاج لمراقبة ومتابعة من الجهات المسؤولة لأن هؤلاء الطلاب هم المستقبل، حيث لا يمكن الاعتماد على ضمائر كل أصحاب المدارس الخاصة، لافتة إلى أن اللوائح تنظم العمل وليست أداءة صارمة. واعتبر طارق عبد الحميد تربوي، أن التواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة، يسهم في تحويل المدارس إلى مناطق جاذبة للطلاب ويؤدي لاستيعاب الأنشطة المشتركة ومشاركة فاعلة من الأسرة في كثير من البرامج مثل يوم الأم ويوم المعلم. وحينما يجد الطالب والده ووالدته في المدرسة بشكل دائم، تتحول تلك البيئة إلى بيئة أسرية ثانية يمكن تطويرها بشكل يخدم الطرفين، لافتاً إلى أن الكثير من التجارب في هذا المجال شكلت نجاحاً باهراً لمدارس اتبعت تلك الأساليب حتى وصل الأمر إلى أن الجدة تحضر إلى المدرسة وتقرأ القصص للطلاب. ولفت إلى أن الجهات المسؤولة وفرت بيئة تعليمية ومباني راقية للطلاب، ولكن الجانب التعليمي والتربوي يقع على عاتق أصحاب المدارس الخاصة والمدرسين دون حساب كل شيء بمبدأ الربح والخسارة، لافتاً إلى أن المدرسة التي تطبق الأسلوب التربوي الحديث في تطوير وسائل التواصل مع الأسرة، تتطور ويزيد الإقبال عليها. وطالب سعيد الظاهري، ولي أمر طالب بمدرسة خاصة، بتكوين مجلس آباء في المدرسة، لافتاً إلى أنه فوجئ العام الماضي بنتيجة ابنه وانخفاض علاماته بشكل واضح دون أن يعرف الأسباب، مرجحاً أن يرجع الأمر لعدم ترحيب المدرسة بحضوره. وتشاركه الرأي أم سلطان، لافتة إلى أن وجود مجالس الآباء والأمهات مهم جداً، لأنها حينما تذهب للمدرسة تمنع من دخول الحرم المدرسي ولا تجلس إلا في مكاتب الإداريين حتى تجد من يستمع إليها، ولا تعرف حتى شكل المعلم المسؤول عن ابنها، ولم تتحدث معه. وأضافت: “هذا السلوك معها جعلها تمتنع عن الذهاب إلى المدرسة، وبعد إعلان النتيجة وحصول ابنها على علامات مرتفعة قررت إخضاعه لاختبار بواسطة معلمين من مدارس أخرى، فاكتشفت ضعف مستواه، ما دفعها لتحويله إلى مدرسة ثانية”. وقالت: «المدرسة كلما اتصلت بها ترد وتقول: ابنك “شاطر”». أما عبد الرحمن المعمري، فيرى أن وجود مجلس الآباء يجب أن يكون إلزامياً في جميع المدارس الخاصة، وليس حسب رغبة كل مدرسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©