الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

92 % مدربون مواطنون في «الإمارات 2013»

92 % مدربون مواطنون في «الإمارات 2013»
18 أكتوبر 2013 23:40
محمد حامد (دبي) - من بين 24 مدرباً يقودون منتخبات بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً، التي انطلقت الخميس يوجد 22 مدرباً وطنياً، ويبدو أن هذه المرحلة العمرية لا تقبل وجود المدرب الأجنبي على رأس الجهاز الفني، خاصة أن المهام التدريبية لمرحلة الناشئين تتطلب مزجاً بين جوانب «أخلاقية وكروية» عدة، لا تتوافر في المدرب الأجنبي، خاصة الجوانب المتعلقة باللغة والشحن المعنوي والأمور النفسية، وغيرها من الأشياء التي تقع خارج دائرة الإطار الكروي، ولكنها تتسم بالأهمية المطلقة في بدايات مسيرة اللاعب الصغير. ومن المعروف وفقاً لرؤية خبراء التدريب على المستويين المحلي والعالمي أن مرحلة الناشئين وكذلك الشباب تتطلب عدم وجود حواجز نفسية ولغوية بين المدرب واللاعبين، فحينما يكون المدرب أجنبياً تفقد المعلومة المنقولة للاعب الصغير الكثير من معناها، وكما هو معروف في دول العالم كافة، خاصة المتقدمة كروياً، فإن المدرب الوطني هو الذي يقود المراحل السنية الصغيرة، وهو النظام المعمول به في البلدان كافة التي عايشت تجاربها، سواء في هولندا أو ألمانيا. ويمكن القول إن المدرب المواطن في مراحل الناشئين أكثر قدرة على التعايش مع الظروف الاجتماعية والنفسية للاعبين، وهو أكثر معرفة بالعقلية، ومن ثم يمكنه أن ينجح في أداء مهمته، كما أنها فرصة جيدة للمدرب المواطن في هذه المرحلة للمشاركة في بطولة عالمية كبيرة، ويفرض اسم اتحاده الكروي على الساحة العالمية. ممرن ومدير فني! هناك فارق بين المدرب أي الممرن، وبين المدير الفني، فالأول يرتبط بمرحلة عمرية بعينها، ولكن المدير الفني يجب أن يتمتع بعقلية تصلح للمراحل السنية كافة، ومن ثم يتطور المدير الفني للناشئين ليقود الأندية والمنتخبات الكبيرة في مراحل لاحقة من عمره التدريبي. كثيرون يؤيدون المدرب الوطني في المراحل السنية، خاصة حينما يرتبط الأمر بالمنتخبات الوطنية، فالبرازيل والأرجنتين، وإيطاليا وألمانيا، وغيرها من المدارس الكروية لا تقبل مدرباً أجنبياً في المراحل كافة، بداية من الناشئين، وصولاً إلى المنتخب الأول، وحتى على المستوى المحلي، حققت الكرة الإماراتية في مراحلها السنية كافة، بداية من الناشئين والشباب، وصولاً إلى المنتخب الأول، أفضل إنجازاتها مع المدرب الوطني. واللافت في الأمر أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم استعان بخدمات السويدي زفين جوران إريكسون لتدريب منتخب «الأسود الثلاثة»، وكانت خيبة الآمال في مونديال 2006 سبباً في المطالبة بعودة المدرب الإنجليزي وحفظ الكبرياء الكروي الإنجليزي، وجاء الإيطالي فابيو كابيللو ليقود الإنجليز، ليتعمق الجرح الإنجليزي في مونديال 2010، ثم كان قرار الحسم بمنح روي هودجسون مهام تدريب «الأسود الثلاثة»، وسط إصرار على عدم العودة للمدرب الأجنبي مهما كانت الظروف. يأت ذلك في الوقت الذي يشهد الدوري الإنجليزي بأنديته العريقة وجوداً لافتاً للمدرب الأجنبي، ويكفي أن أرسين فينجر المدرب الأقدم حالياً في «البريميرليج»، والذي يتولى تدريب أرسنال هو مدرب فرنسي الجنسية، مما يعني أنه لا توجد مشكلة في جنسية وهوية المدرب حينما يتعلق الأمر بالأندية، ولكن النزعة الوطنية تفرض نفسها حينما يتعلق الأمر بالمنتخبات. 22 مقابل 2 تتمسك الاتحادات الكروية حول العالم بالمدرب المواطن لقيادة منتخبات الناشئين، وهو ما يتجلى بوضوح في مونديال الناشئين، حيث يوجد 22 مدرباً وطنياً، غالبيتهم يقود منتخباتهم منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث كانت البداية بمنتخب تحت 15 سنة، وصولاً إلى منتخب 17 عاماً، بل إن البعض يقود في الوقت ذاته منتخب تحت 19 أو 20 عاماً مثل ألكسندر جالو المدير الفني للمنتخب البرازيلي. الحالة الأولى للمدرب غير الوطني في مونديال الناشئين، تنطبق على منتخب نيوزيلندا، والذي يقوده الإنجليزي دارين بازيلي لاعب واتفورد وولفرهامبتون الإنجليزي السابق، والذي احترف في نهاية مسيرته الكروية في أستراليا ونيوزيلندا، ومن ثم يمكن القول إنه على معرفة تامة بأجواء كرة القدم في أوقيانوسيا، فضلاً عن أنه إنجليزي، أي لا يوجد حاجز لغوي بينه وبين اللاعبين، أي أنه مدرب وطني باللغة والخبرة، وإن لم يكن كذلك بالجنسية. وما يقال على بازيلي المدير الفني لنيوزيلندا ينطبق بصورة أو بأخرى على مدرب المنتخب الروسي ديميتري خوموخا، وهو تركمانستان، إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق، أي أنه يتحدث الروسية، وعلى معرفة بكرة القدم في روسيا، ولا توجد حواجز لغوية بينه وبين اللاعبين. نماذج وطنية المدرب الوطني راشد عامر، المدير الفني لـ«الأبيض» الإماراتي، على رأس الأسماء الوطنية في مونديال الناشئين، حيث يتطلع إلى استثمار الأجواء المساندة للمدرب الوطني في الإمارات، وتكرار التجربة الناجحة للمدرب الوطني مهدي علي، والذي تمكن من الصعود إلى قمة مع أحد أفضل الأجيال في تاريخ الكرة الإماراتية، بداية من مراحل الشباب، وصولاً إلى تكوين منتخب قوي، أصبح واحداً من القوى الكروية في القارة الآسيوية.كما يواجه المدرب الأرجنتيني جروندونا اختباراً صعباً، بعد أن واجه ضغوطاً كبيرة من الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، والذي ضغط عليه بقوة، وأكد أنه لن يساند منتخب التانجو في المونديال، اعتراضاً على اختيار جروندونا من جانب رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. ويأتي اسم ألكسندر جالو من بين نجوم البطولة على المستوى التدريبي، حيث يقود منتخب البرازيل تحت 17 وتحت 20 عاماً، وهو لاعب سابق في أندية شهيرة، من بينها بوتافوجو وسانتوس وكورينثيانز، كما خاض 15 تجربة تدريبية في البرازيل وخارجها، منذ عام 2004، ونجح جالو في تكوين منتخب قوي للبرازيل، نجح في تقديم نفسه بصورة مثالية في مباراته الأولى، التي وجه خلالها إنذاراً شديد اللهجة للجميع بعد اكتساح سلوفاكيا بسداسية مقابل هدف.كما يقود رافائيل دوداميل منتخب فنزويلا، وهو أحد أشهر نجوم كرة القدم في بلاده، فقد كان حارساً للمنتخب الأول في 56 مباراة دولية، وسبق له تسجيل هدف تاريخي في مرمى الأرجنتين في تصفيات التأهل لمونديال 1998، ويبلغ دوداميل 40 عاماً فقط، وهو من العناصر التدريبية الشابة في مونديال الناشئين. كما يقود المنتخبات العربية جميعاً مدربون وطنيون (المغرب وتونس و العراق، فضلاً عن «الأبيض الإماراتي»)، ويتولى فابيان كويتو تدريب منتخب أوروجواي منذ أن كان منتخباً ناشئاً تحت 15 عاماً، وهو ما جعله يحصل على فرصة كافية لتطوير الأداء، فظهر بصورة مبهرة في أولى مبارياته بالبطولة، مكتسحاً منتخب نيوزيلندا بسباعية نظيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©