أهالي مربح بالفجيرة يشيِّعون جثمان طفلة دهستها حافلة مدرسية

شيعت قرية مربح في إمارة الفجيرة، مساء أمس الأول، الطفلة آمنة راشد النعيمي، التي توفيت إثر دهسها أمام منزلها من قبل حافلة مدرسية كانت توصل شقيقتها الكبرى. وحمل راشد علي النعيمي والد الطفلة، الذي يعمل أخصائيا اجتماعيا في إحدى المدارس، سائق الحافلة مسؤولية الحادث وقال إن إهماله وعدم مبالاته أدى إلى موت ابنته. وأوضح أن ابنته الكبرى كانت قادمة من المدرسة كالمعتاد، حيث همت آمنة ذات الثلاث سنوات ونصف، مع أخيها عاصم لاستقبال اختهما، وبينما كانت الأخت الكبرى تمر خلف الحافلة، مرت آمنة من الأمام حيث لاحظها شقيقها الذي حاول تنبيه السائق إلى وجودها أمام الحافلة، إلا أن الأخير لم يفهم صرخات الطفل وواصل السير ليدهس آمنة تحت إطارات الحافلة، حيث توفيت في الحال بعد أن تهشمت عظام جسدها ورأسها بشكل كامل. من جانبها نفت منطقة الفجيرة التعليمية صلتها بحادث دهس الطفلة، بحسب صالح سليمان آل علي نائب مدير المنطقة الذي قال إن الطفلة ليست طالبة في الروضة كما أشيع في وقت سابق. بدوره قال محمد سهيل مدير فرع مؤسسة مواصلات الإمارات في الساحل الشرقي، إن السائق لا يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث، معربا عن تفهمه لمشاعر والد الطفلة، ومشيرا إلى أن روايته حول الحادثة قد تكون غير دقيقة، لأن الطفلة جاءت من خلف الحافلة التي دهستها بعجلاتها الخلفية اليمنى وليس الأمامية وهو ما يؤكده تقرير الشرطة، لافتا إلى أن رؤية السائق لهذا الجزء من الحافلة عادة ما تكون شبه معدومة لأن المرايا لا تستطيع تغطيتها. وأشار سهيل إلى أن مواصلات الإمارات بصدد تنفيذ مشروع لتزويد الحافلات المدرسية بكاميرات خلفية تمكن السائق من رؤية جميع المناطق الخلفية للحافلة بوضوح، حيث سيتم في المرحلة الأولى تزويد 1600 حافلة على مستوى الدولة بتلك الكاميرات، وذلك بهدف منع وقوع الحوادث التي تتكرر كثيرا في المدارس وأمام البيوت عند توصيل الطلاب. وطالب بلدية الفجيرة ودائرة الأشغال والزراعة بالعمل على تهيئة الطرق الداخلية لشعبيات الفجيرة نظرا لضيقها وعدم ملاءمتها لسير الحافلات، خصوصا بعد اعتراض الأهالي على نظام نقاط التجمع على خطوط الحافلات، على الرغم من أنها تساهم بشكل كبير في الحد من حوادث الدهس المتعلقة بالحافلات. إلى ذلك طالب خلفان علي النعيمي عم الطفلة، بتحديث حافلات النقل المدرسي من الناحية الفنية من خلال تزويدها بكاميرات للرؤية الخلفية وحساسات، وتعيين مشرفين ومشرفات في مختلف المراحل الدراسية وليس فقط في مرحلة رياض الأطفال، وتنظيم الندوات والمحاضرات التوعوية للسائقين لاسيما العاملين على الخطوط الداخلية للشعبيات. وطالب "مواصلات الإمارات" بتنظيم دورات إسعاف متقدمة لجميع سائقيها، ليكونوا مؤهلين للتعامل مع مثل هذه الحوادث. وقال حسن عبد الله صالح من أهالي المنطقة، إن المشكلة الأساسية في هذا الإطار تكمن في الشوارع الضيقة في منطقتي مربح وقدفع ومناطق أخرى عديدة في الفجيرة وكلباء وخورفكان ودبا الفجيرة ودبا الحصن، والتي يصعب سير الحافلات فيها، ما يشكل خطرا كبيرا على الطلاب وخاصة صغار السن، وعلى أطفال المنطقة كذلك. «مواصلات الإمارات» توضح الملابسات قدم جاسم المرزوقي المدير التنفيذي لمركز المواصلات المدرسية في مؤسسة مواصلات الإمارات، تعازي ومواساة أسرة المؤسسة إلى ذوي الطفلة آمنة راشد النعيمي، داعياً الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان. وقال في بيان صحفي صدر عن المؤسسة أمس إن المعلومات المتاحة حول الحادثة أظهرت أن السائق قام بإنزال شقيقة الطفلة التي كانت تقلها الحافلة من مدرستها، والتأكد من وصولها إلى باب منزلها، ثم تحرك بحافلته إلى الأمام مواصلاً سيره لإنزال بقية الطالبات، حيث تزامن ذلك مع خروج الطفلة الفقيدة وتواجدها بجوار الإطارات الخلفية للحافلة من جهة اليمين دون شعور السائق بذلك، ما تسبب في دهسها، لافتاً إلى أن السائق أوقف الحافلة ليتبين وفاتها في نفس الموقع. وأكد حرص المؤسسة، على التواصل مع شرطة الفجيرة، حيث لا تزال المتابعة جارية للتحقق من كافة ملابسات الحادث.