الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فن الشارع في المدينة» رؤى تجريبية للحياة اليومية

«فن الشارع في المدينة» رؤى تجريبية للحياة اليومية
26 يناير 2013 23:31
دبي (الاتحاد) - لا يشعر الناظر إلى اللوحات في معرض «فن الشارع في المدينة» أمام أعمال فنية من ذلك النوع الذي ألفته العين من قبل، لا على صعيد المعالجة التقنية ولا كذلك على صعيد فكرة العمل وما يريد الفنان أن يوصله إلى المتفرج. هذا ما يتأكد بوصفه الانطباع الأول عن الأعمال التي اشتمل عليها المعرض الذي يشارك فيه ثمانية فنانين عالميين ويقام حاليا في صالة عرض «برو آرت» في مدينة جميرا بدبي ويستمر حتى الثالث عشر من فبراير المقبل. ربما يحدث ذلك لأن الأعمال عبارة عن التقاطات من الحياة اليومية التي نعهدها في المدن الكبرى التي تتميز بطابع كوزموبولوتاني. لكنها في الوقت نفسه تشير إلى تعدد المشاهد في هذه المدن إلى حدّ الاختلاط بين مشهدية وأخرى، كأنْ تقع العين في اللوحة الواحدة على صورة للمغني الأميركي الشهير وبعض الرسوم الكارتونية ذائعة الصيت في سياق فكرة جامعة هي الدعوة للرقص، أو ترى شخصية «سوبرمان»، الذي يمثل القوة الميركية الخارقة للطبيعة في هيئة رثّة في لوحة هي أكثر شبها بالملصق منه باللوحة. وبالفعل يشعر المرء في بعض الأحيان أنه أمام إعلان يروّج لشيء ما أو موقف ما أو فكرة ما، وكذلك التحريض على شيء ما كالرقص أو الرحيل أو حتى الصمت. إنما في الوقت ذاته، فإن اليقين من استفادة هذا الفنان أو ذاك من تقنيات الكمبيوتر وبرامجه العجيبة أمر غير ممكن من فرط ما أن الأعمال أقرب في بنيتها وتقنيات معالجتها إلى ما يُعرف بالكولاج أو اللصق بالتجاور لصور وهيئات وأوضاع متنافرة أو متضادة. ويسهم في ذلك أيضا غياب الإيقاع اللوني الذي تتسبب به الطبيعة الدعائية للعمل. مع ذلك يشعر الناظر إلى الأعمال أن لكل فنان خصوصيته التي تعبّر عن اهتماماته في الشأن المديني، لكن لا طابع واضح لمدينة بعينها يمكن للناظر إلى العمل أن يتعرف عليه مباشرة، كأن تقول هذه دبي مثلا أو نيويورك أو دلهي، بل هناك طابع فردي جامع لشخصية واحدة تضم المدن كلها معا. لكن ما هو أكيد أنها نتاج إحساس فردي بالمدينة وليست نتاج سعي للفنان إلى أن ينقل المدينة إلى اللوحة، وبهذا المعنى فهي ليست أعمالا «تخريبية» بحسب ما يصف بعض النقاد هذا اللون من الفن، بل هي أعمال تحمل طابعا تجريبيا يسعى إلى أن يقرّب الفنان من الأفراد الذين يعيشون في المدن الكبرى وضد أن يكون حكرا على النخبة، من هنا فإن المرء يشعر أحيانا بأن البعض من هذه الأعمال كان الأجدر به أن يكون عملا هائلا معلقا على سطح برج ضخم ويدور بحيث يتسنى لساكني مدينة بأكملها أن يستعرضوا العمل أكثر من مرة في اليوم. تنتمي الأعمال إلى ما بات يُعرف الآن بالفن الغرافيتي، أي الأعمال الفنية التي يتم عرضها ورسمها في الشارع وعلى الجدران وفي الساحات العامة وغالبا ما تكون احتجاجية أو دعائية تروّج لموقف سياسي أو فكري ما وتستهدف أوسع الفئات التي ينتمي إليها الجمهور حتى لو كان ذلك على حساب مستوى فنية العمل، وهو فن عرفته المنطقة العربية مع الانتفاضة الفلسطينية التي تكررت أكثر من مرة حيث قام فنانون برسم صور الشهداء والمقاتلين. أخيرا يشارك في هذا المعرض الفنانون: الانجليزي بانكسي الذي يعتبره الكثيرون واحداً من أشهر فناني الغرافيتي المعاصرين، والفرنسيان بليك لي رات، وهو من أوائل رسامي الغرافيتي في باريس، وسلاميك الذي تأثرت أعماله بثقافة الضواحي منذ أواخر التسعينيات إلى جانب موسيقى الهيب هوب، وماو ماو، وسيف شيلميران، الذي ولد عام 1990 في إمارة أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©