تونس (ا ف ب) - رسم فنانون تشكيليون تونسيون لوحات فنية على أعمدة جسر الجمهورية في قلب العاصمة تونس في أول تجربة لهم خارج الفضاءات المغلقة، وذلك في إطار تظاهرة “ألوان الحرية تشرق في تونس الجديدة” التي انطلقت في 15 من أكتوبر.
وشارك سبعة رسامين محترفين، وطلبة فنون جميلة في هذه التظاهرة من خلال رسومات زينت بعض أعمدة الجسر الذي يبلغ طوله نحو 1300 متر، والمطل على شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد حراكاً أيام الثورة التونسية قبل تسعة أشهر.
ويعتمد التصور الفني لهذا المشروع على مجموعة من المقاطع التصويرية داخل إيقاع حركي يتفاعل مع ديناميكية الحياة اليومية التي ينبض بها الشارع التونسي. وتعتمد المؤثرات التشكيلية على علامات خطية مستلهمة من قصيدة “أغاني الحياة” للشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي.
ومن بين المشاركين، الفنانون جمال عبد الناصر وعبد المجيد المسعودي ووليد الزواري وإبراهيم العزابي. وتنظم التظاهرة بمبادرة من وزارة الثقافة، بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والرابطة التونسية للفن التشكيلي التي أبصرت النور على إثر 14 يناير، تاريخ الثورة التونسية التي أطاحت بنظام بن علي بعد 23 عاماً من الحكم المطلق.
وقال الرسام إبراهيم العزابي أمين عام المنظمة لوكالة الأنباء الفرنسية “إن هذه التظاهرة الأولى في تونس تهدف إلى الخروج بالفن التشكيلي من الفضاءات المغلقة إلى مساحات أرحب من أجل التعبير عن فكرة ما أو موقف ما، بعد التحضير أو بشكل عفوي، كما ينطوي على كثير من الروح الفنية الثائرة”. وأضاف “الهدف هو إنشاء متحف في الشارع ليقف الزائرون على أهمية الفن التشكيلي في تونس الذي ظل في السابق حبيس الفضاءات المغلقة”.
من ناحيته، اكد وزير الثقافة التونسي عز الدين باش شاوش أن “الفن التشكيلي اليوم يقطع مع الرقابة التي سلطت عليه في السابق، ولا مكان اليوم إلا للفنان الحر”. وتابع “يمنحنا الفنان التشكيلي عيوناً نرى بها العالم من جديد، وآفاقاً ملونة تدشن عتبات المستقبل”.
عدد اليوم
