مراد المصري (دبي)
قدم مؤتمر التطوير الاحترافي الذي تنظمه لجنة دوري المحترفين، وصايا في مجال تعزيز التسويق والرعاية في انطلاق اليوم الأول لفعاليات المؤتمر، الذي يقام بالتعاون مع برنامج «ضربة البداية»، التابع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث شهد على مدار أمس بفندق دوست تاني بدبي، إقامة محاضرات نظرية وتدريبات عملية لوضع استراتيجيات التسويق وتعزيز الوصول إلى أفضل الممارسات في هذا المجال بالنسبة لشركات كرة القدم.
استهل سهيل العريفي، المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين، المؤتمر بكلمة أكد فيها حرص اللجنة على تنفيذ برنامج ضربة البداية، حيث سبق له إقامة ورش عمل متخصصة في مجال التسويق تحديداً، نتمنى أن يكون لها الأثر لدى الأندية.
وأوضح العريفي، أن هناك أندية تستفيد من هذه الورش وينعكس عليها بشكل إيجابي، وأخرى لم تستفيد، وذلك بحسب أخذها بجدية من عدمها لما يتم طرحه والسعي لتطويره في هذا المجال المهم.
وأكد العرفي، أن أي موظف لا يحرص على وجوده وبقائه في النادي من خلال العمل الذي يقوم به، لكي يكون النادي حريصاً على بقائه، وهو ما يجعله مطالباً بمضاعفة المجهود والسعي لتوفير أفضل الوسائل التي تقود ناديه للتميز.
وأشار العريفي، إلى تمنياته أن لا يمر المؤتمر مرور الكرام، وينعكس على أنديتنا بشكل إيجابي في القريب العاجل، موضحاً أن خبرة المحاضرين المشاركين واسعة في هذا المجال، نتمنى للجميع الاستفادة منها.
غياب الفجيرة
وشهدت الورشة مشاركة 10 شركات كرة قدم، وهي العين، الأهلي، الجزيرة، النصر، الوصل، الشباب، بني ياس، الوحدة، دبا الفجيرة، الظفرة، والإمارات، فيما غاب نادي الفجيرة فقط.
وقدم عصام الصهيباني ضابط الارتباط في الاتحاد الآسيوي نبذة عن برنامج «ضربة البداية» التابع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مع استعراض نويل موني مدير التسويق بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، محاضر موسعة حول التسويق والرعاية في الأندية، أعقبها تمرين جماعي للمشاركين على وضع استراتيجية التسويق في الأندية، فيما شهدت الفترة المسائية إقامة ورشة عمل موسعة حول العوائد التجارية للأندية.
ومن المقرر أن تركز محاضرات اليوم الثاني على موضوع تطوير مشجعي النادي، وذلك في ورش عمل يقودها جون تساتسيماس المدير التنفيذي لنادي وست سيدني الأسترالي، ونويل موني مدير التسويق بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
قدم نويل موني مدير التسويق في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، محاضرة موسعة ضمت 7 وصايا رئيسة، وهي العمل على وضع استراتيجية عمل للنادي تمتد 10 سنوات على الأقل، الخطة التسويقية آليات جذب الجماهير من خلال التواصل المباشر معهم وجمع البيانات والاستفادة منها، الانفراد بصورة ذهنية مميزة للنادي، الشفافية وإشراك الجميع في متابعة تنفيذ الأهداف للأندية والاتحادات، التركيز على الأدوات الإلكترونية بوصفه أداة مهمة للحاضر والمستقبل، ربط الجماهير بالأندية من المبادرات المجتمعية واستغلال المنشآت، العمل الجماعي والتعاون بين الأندية لتحقيق الأهداف المنشودة في زيادة أعداد الجماهير.
واستهل موني ورشة العمل بالحديث عن العنصر الأول وهو وضع استراتيجية عمل لمدة زمنية طويلة، وقال:«حضرت مباراتين في كأس الخليج العربي والملعب مميز والعمليات التنظيمية جيدة للغاية، لكن الحضور الجماهيري لم يكن بنفس المستوى، بصراحة عملنا مع أندية كبيرة مثل برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وعملنا مع أندية في بلدان صغيرة وجميعها كان يجب عليها العمل للوصول إلى العدد المطلوب».
وتابع: «دون وجود خطة لن نذهب إلى مكان !، يجب أن تكون الخطة لمدة 20 إلى 30 سنة على الأقل، يجب أن تعرفوا أين تريدون الوصول، على الأقل وضع خطة زمنية لعشر سنوات أو 15 على الأقل».
وأوضح موني، أن هذا يقودنا نحو النقطة الثانية وهي هل مدير التسويق يتواصل مع الجماهير؟، وقال:«يجب أن يتم التواصل مع الجماهير وسؤالهم بشكل مباشر حول عدم حضور المباراة، وكيف يمكن وضع الحلول لذلك».
وتابع هنا يبرز في الخطة التسويقية، جانب تحديد مواعيد المباريات، لماذا لا يتم تحديد يوم واحد أسبوعياً، وليكن مثلاً الجمعة مساء لإقامة المباريات، يصبح يوم يترقبه الجميع ويعلم أن كرة القدم تقام فيه، عوضاً عن البرنامج المختلف والتغييرات المستمرة التي تجعل الجماهير مشتتة بالنسبة للمواعيد، وقال: «صرف الأموال بكثرة لا تعني خطة تسويقية ناجحة، يجب أن تصرف هذه الأموال، كما يجب وضع تاريخ محدد للوصول إلى العدد المطلوب من الجماهير التي تريدها في كل مباراة، سواء ألف أو ألفي مشجع يجب تحديد الأمر».
وشدد موني على أهمية التواصل مع الجماهير ومعرفة بياناتها وجمعها، وقال: «أندية مثل مانشستر يونايتد وأرسنال في إنجلترا يعلمون أسماء جميع مشجعيهم حول العالم المرتبطين بهم، رغم أنهم بالملايين، فهل من الصعب حصر أسماء وبيانات ألفي مشجع هنا !، التواصل المباشر مع الجماهير أمر مهم للغاية، يجب أن ينقل الجماهير تجربتهم المميزة إلى المجتمع ويساهمون باستقطاب المزيد من أصدقائهم وعائلاتهم للمدرجات، صدقوني وضع صور مدرجات فارغة لن تساهم بجذب الجماهير، يجب وضع صور مدرجات ممتلئة تجعل الجميع يريد أن يخوض هذه التجربة الممتعة».
وأوضح موني أن الحصول على بيانات الجماهير تساهم في جذب الرعاة، وقال:«حينما قامت طيران الإمارات برعاية أرسنال حصلت بالتعاون بذلك على معلومات جماهير النادي اللندني، وبالتالي التعرف على عادات السفر لديهم، وجذبهم لاستخدامهم كناقل لهم خلال السفر».
وركز موني على جانب الشفافية في التواصل، وقال: «الاتحاد البلجيكي قام بهذا الأمر، بما ساهم برفع نسبة الثقة فيه من الجماهير من 4.2 من عشرة إلى 6.5، وذلك بعدما تواصل مع 440 ألف من لاعبي وحكام ومدربي الكرة، ويقوم حالياً بنشر الأهداف وما يتحقق منها ونسبة الوصول إلى الغايات بشكل مباشر وحي عبر الإنترنت، بما يجعل الجميع قادراً على تقييم العمل، وهذه قمة الشفافية في العمل».
فيما أشار إلى أهمية بناء أمر يميز ناديك عن بقية الأندية، وقال:«هذا الأمر مهم للغاية مقارنة بفرق عالمية قامت بهذه الخطوة، ونجحت بزيادة أعداد جماهيرها ومضاعفة الاهتمام بها، إنه أمر نابع من العلامة التجارية».
وقال:«حينما يتم طرح اسم نادي معين يتبادر أمر يميزه كصورة ذهنية في عقل المشجع، ما هو الأمر الذي الذي يتميز به ناديكم؟».
وتابع: «دبي على سبيل المثال قامت ببناء برج خليفة، أمر واحد جعلها تنفرد عن بقية المدن حول العالم، ويتبادر إلى ذهن السائح مباشرة، ما هو الأمر الذي يتبادر إلى الذهن عند ذكر اسم النادي الخاص بكم يجب أن تجدوا الجواب له».
ترويسة 6
كشف موني عن حقيقية غريبة، وهي أن الموسيقى الشهيرة لدوري أبطال أوروبا، هي المقطوعة التي تم تأليفها في الأصل لعزفها عند تتويج الملك المقبل لبريطانيا.
المستقبل في التسويق الإلكتروني
دبي (الاتحاد)
أكد نويل موني أن التسويق الإلكتروني هو المستقبل بالنسبة للجماهير، وقال: «في دوري أبطال أوروبا بعد ختام الجولة، حينما تسأل مدير التسويق صباح يوم الخميس كم مشاهد حضر المباريات في بنما مثلاً، سيمنحك رقماً دقيقاً، حالياً الجميع يستخدم الهواتف الذكية، وهي أداة يجب الاستعانة بها».
وتابع: «حينما يتم البحث عن ناديك عبر محركات البحث في الإنترنت، يجب أن يظهر الموقع ويربطك مباشرة بموقع بيع التذاكر، والمتجر الرسمي، لا يجب أن يقدم لي أسماء مجلس الإدارة، ومعلومات لا تهم السائح القادم إلى الدولة أو المقيم هنا، يجب أن يحصل على معلومات تدفعه للحضور إلى الملعب».
وقال: «يجب الاهتمام بالتواصل الاجتماعي، وأن يتولى المهمة شخص مدرك للأمر، ولديه حس للمتغيرات، وعلى سبيل المثال وضع موقع التواصل الاجتماعي لنادي بايرن ميونيخ الألماني صورة مقلوبة رأساً على عقب، بعد تسجيل ليفاندوفيسكي خماسية بعد نزوله بديلاً، وذلك دلالة على قلب الأمور والنتيجة، وهو ما جعل التفاعل غير مسبوق مع الصورة، حتى ظهرت في التلفاز في ألمانيا».
وتابع: «كم نادٍ يقوم بتصوير خلف الكواليس، وينقل الأمر إلى الجماهير، إنهم يريدون أموراً لا يرونها أمامهم فقط، عوامل تشدهم للمتابعة والاهتمام بالموقع الإلكتروني والحسابات الخاصة لديكم في مواقع التواصل الاجتماعي».
عدد اليوم
