يملأ جنبات المكان ضحكات وسعادة، سليما معافى خُلق، تعرف على دنياه الصغيرة، وعوالم حياته يكتشفها بشغف وحب، وفي يوم غير عادي عندما كان عمره لا يتجاوز سنتين ، أصيب بوعكة صحية، لم يُشف منها بسهولة، وخلفت عنده شلل أطفال، تاه الأهل بين المستشفيات في الخارج زمنا طويلا، بحثاً عن العلاج، بعد ما اشتد عوده، وأدرك قدراته الخفية، رجع لبلاده الإمارات بعد غيبة طويلة، بدأ من جديد، حفر بأنامل الجد والمثابرة، تمسك بالحياة وعرف طريق النجاح، وصار بطلاً يشار له بإعجاب وحب وتقدير، إنه البطل أحمد محمد حسن، والمعروف بأحمد حسن، بطل عالمي وحكم دولي لرفع الأثقال·
يقول عن مسيرته مع المرض وحبه للرياضة وشغفه بالحياة، وعن المعوقات والنجاحات التي حققها متجاوزا كل العراقيل:'' كان عمري سنتين عندما أصبت بشلل الأطفال، أخذني الأهل للعلاج بالكويت لمراكز متخصصة، تعنى بهذه الحالة، اضطرت العائلة المكوث سنوات طويلة هناك، لأكون قريبا من العلاج، عادت الأسرة للوطن وظللت هناك لأكمل دراستي، خلال هذه المدة حصلت على الثانوية العامة، ثم قررت العودة بعدها للإمارات، وكان ذلك سنة ،1984 دخلت جامعة الإمارات، وفي سنة 1985 شاركت في تأسيس '' لجنة أصدقاء المعاقين'' وكانت الانطلاقة من مدينة الشارقة، حيث كنت أؤمن بضرورة الانتساب لناد من النوادي لتحقيق مرادنا كمعاقين، وسبق وكنت منتسبا لنادي الكويت لرياضة المعاقين فاستغللت هذه الخلفية المعرفية في هذا المجال، تعرفت على مجموعة أصدقاء في الإمارات وتبنت الفكرة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ومدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وبدأنا حينها بأنشطة ثقافية واجتماعية، ثم أعقبتها حركة رياضية لتبرز مؤهلاتنا الرياضية وقدراتنا على التحدي والتميز والنجاح للمجتمع، وخلال دراستي الجامعية، أسسنا '' لجنة الثقة للمعاقين''، وساهمت في تأسيسها مع 7 أشخاص آخرين، والتي تحولت فيما بعد بأمر من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي إلى '' نادي الثقة''، ولظروف خاصة انسحبت، وأسسنا '' نادي دبي للمعاقين''، والذي يسمى حاليا ''بنادي دبي للرياضات الخاصة''، كما ساهمت في تأسيس نادي العين للمعاقين بحكم تواجدي في مدينة العين للعمل، حيث أعمل بمهنة أخصائي اجتماعي في مدرسة سلطان بن زايد في العين، وشاركت في بطولات خليجية في البحرين، وكانت أول مساهمة لي خارج الدولة وفزت بالجائزة الفضية لرمي القرص، وصرت أزاوج بين الرياضة والبطولات والعمل الإداري ، وذلك من سنة 89 إلى سنة ،94 كما شاركت في بطولات عديدة في دول أجنبية كبريطانيا واستراليا، وحكّمت 4 ألمبيات لكثير من البطولات الدولية لرفع الأثقال، وكان من بينها أولمبيات أطلنطا، وسيدني، أثينا، وأخيرا بكين، وأشغل اليوم الكثير من المناصب، حيث أشغل منصب رجل فني في اتحاد الإمارات للمعاقين، ورئيس لجنة فنية للاتحاد، وعضو لجنة فنية خليجية ، وعضو كرة السلة في غرب آسيا، عضو مجلس إدارة نادي للرياضات الخاصة، ورئيس اللجنة الرياضية في نادي دبي للمعاقين، واتحاد الإمارات لرياضة المعاقين، ومناصب أخرى كثيرة·'
عدد اليوم
