الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستقبل الحقيقي

19 أكتوبر 2011 00:38
منذ أيام، قمت بزيارة إلى معرض المشاريع الممولة والمدعومة من صندوق خليفة بمركز أبوظبي الدولي للمعارض، والذي شارك فيه 33 مشروعاً قام الصندوق بدعمها وتمويلها هذا العام، وكم كانت سعادتي وجميع من حضر المعرض وفخرنا بهذا الشباب من المواطنين لما قدموا من مشاريع مبتكرة في مجالات الزراعة والبناء والبيئة والسياحة. وما أسعدني المبادرات التراثية والثقافية، والتي تعمل على توثيق التراث المحلي، وتمكين أصحاب الحرف والمشغولات اليدوية والتراثية من استثمار مهاراتهم وتحويلها إلى مصادر دخل، فضلاً عن المحافظة على تراثنا الوطني والعمل على انتشارة داخلياً وخارجياً. وشاهدت من خلال المعرض صناعة منتجات تراثية مثل السدو والغزل والخوص، وإحياء صناعات تراثية قديمة مثل النفذة وحبل الكومبار ومنتجات أخرى كادت تختفي من الوجود. كل هذا وأكثر، نحن سعدنا به وسعدنا بما تقدمة الدولة من دعم لهؤلاء الشباب من فرص عمل ساعدهم على العيش واكتساب الرزق، والحفاظ على تراثنا وثقافتنا العريقة والعمل على انتشارها، كما توفر الدولة لهم أيضاً فرص المشاركة في المعارض الخارجية وتسويق منتجاتهم، ولكن هل الدولة فقط هي التي سوف تظل مهمومة بالشباب وتوفير فرص العمل والمشاريع الإنتاجية والعمل على تسويقها ايضاً؟ أعتقد أن المستثمرين أصبحوا مطالبين حالياً بأن يشاركوا في هذا، وعليهم أيضاً عبء تشغيل الشباب، وإيجاد فرص عمل لهم وتدريبهم وتبني المشاريع التي يتم إنتاجها، ومنح خبراتهم لهؤلاء الشباب؛ لأنهم المستقبل الحقيقي لنا جميعاً. لماذا لا يقوم المستثمرون من أصحاب المراكز التجارية بتخصيص مساحة دائمة تعرض فيها المشاريع التي ينتجها الشباب بدعم من صندوق خليفة، على أن يقوم صندوق خليفة بإدارة هذه المساحات التي يتم تخصيصها، وإعطاء الفرصة للشباب بالتناوب على فترات لعرض هذه المشاريع وتسويق منتجاتهم مما سيكون له أكبر الأثر في الاستفاده الحقيقية من هذه المشاريع، خاصة المشاريع التراثية والثقافية التي تعبر عن هويتنا. إننا حتى الآن لا نجد أي مركز تجاري تستطيع أن تتناول فيه الأكلات الإماراتية أو تشاهد المصنوعات التقليدية، ونجد أن هذا لن يؤثر على أصحاب المراكز التجارية لأنهم يحققون أرباحاً كبيرة جراء استثماراتهم في هذه البلد فلا بد أن يكون هناك شيء من العطاء لهؤلاء الشباب. وقد شاهدنا ما قامت به بلدية العين بالتعاون مع صندوق خليفة، وما أعلنت عنه من منح الشباب الراغبين في البدء بمشاريع صغيرة محال وأكشاك تجارية في أماكن متفرقة من المدينة ببعض الحدائق العامة والمماشي، وهي تعتبر مبادرة جيدة جداً نتمنى أن تتكرر في كل مدن الإمارات من إعطاء فرصة لهذا الشباب الواعد من إثبات ذاته والمشاركة في الحفاظ على هوية وطنه. ونأمل من المستثمرين أن يعيدوا النظر مرة أخرى، وأن يضعوا نصب أعينهم مشاركة الدولة في ما تقوم به من دعم لمستقبلنا جميعاً، فالشباب هو مستقبلنا الحقيقي. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©