الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رقاقي ولقيماتي» مبادرة مجتمعية تستهدف النساء «الأقل حظاً»

«رقاقي ولقيماتي» مبادرة مجتمعية تستهدف النساء «الأقل حظاً»
19 أكتوبر 2011 09:48
رغم أن «رقاقي ولقيماتي» مشروع يقوم على فكرة بسيطة، إلا أنه يدعم الأرامل والمطلقات من خلال تشجيعهن على إنتاج وتصنيع مأكولات تراثية وبيعها في منافذ تسويقية متعددة، وبذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث أسهم في زيادة دخل أسر متعففة، وفي الوقت ذاته أحافظ على معلم تراثي من معالم الإرث الإماراتي. وحظي المشروع بدعم صندوق خليفة وبدأ بعشر نساء والرقم مرشح للزيادة. تنطلق فكرة المعارض لتبسط الأفكار أمام الناس، يشرح كل مشارك للزوار ما اعتصر فكره وقدمه من أفكار درستها لجان وتقبلتها، ومن ثم بدأ بتنفيذها على أرض الواقع، منهم من اتضحت رؤاه ورست خطواته، ومنهم من لا يزال يبحث عن مكانته في السوق، ويسعى لإقناع صندوق خليفة لتطوير المشاريع لمد يد الدعم له ماديا ومعنويا. ومؤخرا أقام صندوق خليفة لتطوير المشاريع حفله السنوي الرابع، وأقام معرضا مصاحب له استمر ثلاثة أيام على أرض المعارض بأبوظبي، بمشاركة 33 مشروعا قام الصندوق بدعمها وتمويلها خلال العام الحالي. نكهة خاصة يدخل صندوق خليفة مجالا آخر، مؤمنا بالمسؤولية الاجتماعية، بحيث بدأ في دعم الأسر المتعففة والأرامل والمطلقات من خلال مشروع مجتمعي، وهو المشروع الذي تم إطلاقه للمرة الأولى في المعرض الأخير الذي نظم في أرض المعارض تحت عنوان «رقاقي ولقيماتي» وهو الذي عرف إقبالا كبيرا. وأضاف نكهة خاصة على المكان، حيث تجلس سيدات كبيرات في السن، على يمين سلسلة من أكشاك العرض، اختير لهن أن يكن فاتحة المكان، وكان اختيارا موفقا، حيث لا يمر الزائر دون تذوق ما تجود به هذه الأيادي من بعض المعجنات التراثية، وهي إحدى المبادرات الاجتماعية التي طورها الصندوق إسهاما منه في خدمة المجتمع المحلي من خلال المحافظة على التراث وتشجيع أصحاب المهن والحرف التقليدية على المضي في تطويرها وتحويلها إلى مصدر دخل دائم. عن هذا المشروع، تقول آمنة ناصر، مديرة تسويق بصندوق خليفة، وصاحبة فكرة مشروع «رقاقي ولقيماتي» إن الفكرة راودتها عندما كانت يوما في زيارة للقرية العالمية في دبي، وهناك رأت السيدات الكبيرات في السن يقدمن خدماتهن للزوار، بحيث يطبخن في المكان عينه بعض الوجبات لتقدم لزوار القرية، وعند سؤالها عرفت أن النساء يستفدن فقط من نسبة 10%، بينما يرجع العائد كله لصاحب المشروع. وتضيف «هكذا اختمرت الفكرة في رأسي، فأعدت دراسة وقدمتها للصندوق وقوبلت بترحاب كبير، فسعدت ببوادر نجاح الفكرة نظرا للإقبال الكبير على هذا الكشك». وتتابع «إيمانا بالمسؤولية الاجتماعية، وانطلاقا من ضرورة الحفاظ على التراث الذي يعتبر واجهة كل بلد، فإن هذا المشروع سيحافظ بشكل كبير على جانب مهم من تراثنا وهو المأكولات الشعبية، بحيث نطمح أن تكون لنا أكشاك موزعة على أغلب المعارض والأماكن التي تكون في تماس مع السياح بشكل كبير، كما نهدف أيضا إلى تحبيب هذا التراث للأجيال الحالية، بحيث سنقدم هذا المنتج في حلة عصرية، فالرقاق مثلا ستكون مصغرة، بالإضافة إلى أن عمل هذه السيدات سيكون مباشرا ما سيجعل البعض يرغب في تعلم طريقة الصنع. مصدر دخل وتوضح ناصر أن الصندوق من خلال هذا المشروع يقدم خدمة لهذه الفئة، من كبيرات السن، والأرامل والمطلقات والأسر المتعففة، وتقول «اتصلنا بالاتحاد النسائي العام، وببرنامج «توطين» للتعريف بالفكرة واستقطاب نساء ترغب في الاستفادة من هذه المبادرة، وتضم المبادرة اليوم 10 نساء، يعملن بنظام الورديات، وسيزيد عددهن مستقبلا، بحيث ستعمم على باقي فروع الصندوق في جميع الإمارات، فهذه خطوة أولى قد تحيلنا إلى خطوات أكبر، بحيث سيكون لنا مبدئيا كشك دائم في أرض المعارض، بحيث نسقنا مع شركة «أدنيك» في هذا الخصوص، ونحاول الحصول على موافقة بعض المراكز التجارية في أبوظبي، وستتوسع المبادرة في المستقبل القريب»، مشيرة إلى أن كل كشك ستسيره 4 نساء سيعملن بنظام الورديات، وسيكون هناك دوامان صباحي وآخر مسائي، كما سيراعى في الموضوع وضعية النساء وأعمارهن. وعن سير العملية، تقول امنة ناصر «الفكرة تقوم في الأساس على توفير كل احتياجات هؤلاء النساء من مؤونة ووقود وغيرها لتقوم بعملها ويتم ذلك بتمويل تام من طرف الصندوق، أما الدخل أو العائد المادي فسيكون كله للنساء، فالمبادرة مجتمعية وليس هدفها ربحياً، فالعائد لهم بنسبة 100%، كما أن هؤلاء النساء خضعن لتدريبات على تجهيز الطعام والنظافة والجودة وفق معايير هيئة أبوظبي للرقابة الغذائية، وتم ذلك بالتنسيق مع هذه الجهة ليكون المنتج جيدا جدا، يعكس من جهة تراث الإمارات، ومن جهة أخرى يحقق رضا الزوار، فالطعام واجهة حضارية يجب العناية به أشد عناية». وتشير امنة ناصر إلى أن النساء اللواتي يعملن في هذه المبادرة لهن الحق في الجمع بين أكثر من وظيفة إذا كانت لهن القدرة على ذلك، وتضيف «هذه المبادرة المجتمعية هي لفائدة نساء من فئة معينة، فيهن من يعمل في بعض الأماكن، وفيهن من لديه متسع من الوقت ولديه مهارات يستغلها في هذا الجانب، ويرغب في مردود مادي ومعنوي، لذلك فالمبادرة ستشمل كل هذه الفئات، أما بالنسبة لمن تحصل على عمل في جهة معينة وترغب في الانخراط في المبادرة فلها ذلك أيضا، بحيث سيشكل لها ذلك قيمة مضافة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©