السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخلافات حول زيادة الإنفاق تفرق مجموعة العشرين

الخلافات حول زيادة الإنفاق تفرق مجموعة العشرين
14 مارس 2009 00:15
تجتمع مجموعة العشرين في لندن وسط خلافات بين الدول الكبرى حول زيادة الإنفاق لمواجهة الأزمة العالمية، في الوقت الذي أيدت اليابان والصين أمس الدعوة للمزيد من الانفاق الحكومي لمكافحة الأزمة المالية العالمية لتدليان بدلوهما في الخلاف بين الولايات المتحدة مع أوروبا بشأن الحاجة للمزيد من الاجراءات لتحفيز الاقتصاد· وحث وزير المالية الياباني كاورو يوسانو زعماء العالم على التركيز على إعطاء دفعة فورية للاقتصاد العالمي ووعد بالكشف عن اجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد في ابريل المقبل· وقالت الصين انها مستعدة لبذل المزيد لدعم النمو، ونقل عن يوسانو قوله في طبعة الأمس من صحيفة فاينانشال تايمز ''القضايا الملحة هي تحقيق استقرار القطاع المالي والتعامل مع تحدى انكماش الأسعار الذي يواجه الاقتصاد العالمي''· ويجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية من مجموعة الدول العشرين بالقرب من برايتون في انجلترا ابتداء من مساء أمس وحتى اليوم لبحث خريطة طريق لمعالجة أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم، وسيجتمع زعماء مجموعة العشرين في الثاني من أبريل المقبل في لندن· وتتعرض القوى الاقتصادية الكبيرة في العالم لضغوط للوفاء بتعهداتها التي قطعتها في نوفمبر تشرين الثاني عندما حددت خطة عمل لمكافحة الأزمة والحماية من انهيارات مستقبلية، لكن في إطار التحضير لهذا الاجتماع ظهرت خلافات بشأن أولويات القمة وحجم الانفاق التحفيزي الذي يتعين ان تعرضه الدول· وتحث واشنطن الدول الصناعية الكبرى على انفاق نسبة اثنين بالمئة من ناتجها المحلي الاجمالي لتعزيز الطلب واخراج الاقتصاد العالمي من عثرته لكن فرنسا وألمانيا رفضتا دعوات الولايات المتحدة وبريطانيا لضخ المزيد من الانفاق· وكتب وزير المالية البريطاني اليستير دارلينج أمس في وول ستريت جورنال يقول ''يتعين على المجتمع الدولي التوحد لمعالجة التباطؤ وتحديد مسار نحو مستقبل مضمون''، وأضاف ''يتعين علينا القيام بثلاثة أشياء هي دعم الطلب واصلاح نظام الرقابة المالية العالمي وزيادة موارد صندوق النقد الدولي''· وتمثل مجموعة العشرين أكثر من 80 بالمئة من الاقتصاد العالمي إذ تضم مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع وجميعها دخلت في حالة كساد أو توشك على الدخول فيها بالإضافة إلى أسواق ناشئة رئيسية مثل روسيا والصين والهند والبرازيل· وفي أوائل الأزمة قامت البنوك المركزية بخفض منسق لأسعار الفائدة لدعم الطلب لكن الاجراءات المتعلقة بالسياسة النقدية ظلت دون تنسيق حتى الآن· وأعلنت العديد من الحكومات خطط تحفيز وخطط ضخمة لانقاذ البنوك لكن اقتصاداتها ظلت تغرق بدرجة أكبر في الكساد ومالياتها ترزح تحت وطأة مزيد من الديون· وانكمش الاقتصاد العالمي لأول مرة منذ عام 1945 في الربع الأخير من عام 2008 مما أخرج الملايين من وظائفهم وتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون النمو العالمي سالبا في 2009 في أول انكماش سنوي منذ أكثر من 60 عاما· وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي في برلين أمس الأول مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل رافضا الدعوات الأميركية للمزيد من الانفاق ''نحن في أوروبا نرى اننا استثمرنا الكثير بالفعل من أجل الانتعاش وان المشكلة لا تتعلق بانفاق المزيد بل بوضع نظام رقابي حتى لا تتكرر الكارثة الاقتصادية والمالية التي يشهدها العالم''· وقال مصدر من الوفد الروسي للصحفيين امس الأول إن روسيا ستعارض كذلك مقترحات بريطانيا لدول مجموعة العشرين بوضع حد أدنى الزامي يمثل اثنين بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للتحفيز المالي وخفض أسعار الفائدة· ويبلغ حجم خطة التحفيز الاقتصادي الروسية 4,5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لكنها ترفع اسعار الفائدة لدعم الروبل ووقف تدفقات رؤوس الأموال للخارج مع فرار المستثمرين من الأسواق الناشئة· وتم احراز تقدم في بعض المجالات اذ من المتوقع ان يساند وزراء مالية مجموعة العشرين دعوة بشأن تقديم المزيد من الأموال لصندوق النقد الدولي لمساعدته في مكافحة الأزمة· وظهرت مؤشرات ايجابية كذلك من أسواق المال الأكثر تضررا وسط دلائل على أن البنوك الأميركية الكبيرة قد تنجو بدون استحواذ كامل من الحكومة عليها، لكن ايجاد حل لأصل المشكلة وهو ما الذي يتعين عمله إزاء كم هائل من الأصول عالية المخاطر لدى البنوك مازال مراوغا وانتعاش الاقتصاد العالمي معلق على دعم القطاع المالي الذي يواجه مصاعب كبيرة· البنك الدولي: عام 2009 شديد الخطورة للاقتصاد العالمي لندن (ا ف ب) - اعتبر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أمس في لندن ان عام 2009 سيكون ''عاما شديد الخطورة'' مؤكدا ان الاقتصاد العالمي برمته سيسجل انكماشا هذا العام ''للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية''· واعرب زوليك الذي يشارك اليوم في اجتماع وزراء المالية والمصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في جنوب لندن، عن مخاوف خاصة من تصاعد النزعة الحمائية· وقال ''حين تحصل تقلبات اقتصادية خطيرة، ما اخشاه بصورة خاصة هو ان البطالة ستسجل ارتفاعا ويطلب الرأي العام من قادته القيام بامر ما، وحين يستنفد هؤلاء القادة الادوات البناءة، يبدأون بتوجيه اصابع الاتهام الى بعضهم البعض وباتخاذ تدابير حمائية وانعزالية، انها الدوامة السلبية التي شهدناها في الثلاثينات''· واضاف ''لا اتنبأ بالعودة الى الثلاثينات (لكن ينبغي) الرد بشكل منسق والقيام معا بتحركات ترتد ايجابا على التجارة وخطط انعاش الاقتصاد واعادة رسملة المصارف''· ورأى زوليك ان تحديد نمو بنسبة 2% من اجمالي الناتج الداخلي، كهدف لخطط الانعاش الاقتصادي، طبقا لما اقترحه صندوق النقد الدولي (والولايات المتحدة ايضا اخيرا) ''معيار جيد''، لكنه اضاف ان ''خطط الانعاش وحدها غير كافية'' داعيا الى استكمالها باجراءات متعلقة خصوصا بالمصارف وتحديد حجم ''معقول'' لها حتى لا تتسبب بعجز فائق في الميزانيات العامة يقوض ثقة المواطنين اكثر· واقترح رفع ''تقارير منتظمة'' الى صندوق النقد الدولي حول تطبيقها·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©