السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عاشوراء يوم مشهود وصيامه مستحب

عاشوراء يوم مشهود وصيامه مستحب
31 أكتوبر 2014 01:30
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين ضرورة أن يتخذ المسلمون من يوم عاشوراء العظة والعبرة والدروس المستفادة، حتى لا يمر هذا اليوم المشهود مرور الكرام، مشيرين إلى أن أهم هذه الدروس تتمثل في التوكل على الله، والثقة في نصره، وشكره على نعمه. وأكد العلماء أن يوم عاشوراء عظيم الشأن في التاريخ البشري، ففيه نجا الله تعالى نبيه موسى وقومه وأهلك فرعون وجنوده، مشيرين إلى أن تعظيم المسلمين لهذا اليوم بدأ عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد الهجرة، وحث العلماء على صيام يوم عاشوراء. حدث مشهور ويقول الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن يوم عاشوراء من أيام الله المشهودة، التي لها شأن عظيم في التاريخ البشري، نظراً لارتباطه بدعوة نبي الله تعالى موسى عليه السلام. ويضيف: في هذا اليوم المشهود نجا الله نبيه موسى وقومه وأهلك فرعون وجنوده، فعندما قرر موسى عليه السلام والمؤمنون معه الفرار بدينهم من وجه الطاغية، أصر فرعون وجنده على اللحاق بهم، وقد وصل موسى وقومه إلى البحر وليس معهم سفينة، ولا يملكون خوضه، وما هم بمسلحين، وقد قارب فرعون وجنوده يطلبونهم ولا يرحمون «قال أصحاب موسى إنا لمدركون»، ويبلغ الكرب مداه، ويصل الضيق منتهاه، إلا أن موسى عليه السلام لا يشك لحظة، وملء قلبه الثقة بالحق المبين واليقين بعون أرحم الراحمين (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، «سورة الشعراء: الآية 62»، وفجأة ينفتح طريق النجاة من حيث لا يحتسبون (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)، «سورة الشعراء: الآية 63»، فينشق طريق يابس وكأنه لم تصبه قطرة ماء، والبحر كالجبل العظيم من اليمين ومن الشمال، وتسير الطائفة المؤمنة واثقة بنصر الله مؤمنة بوعده، لكن العناد والطغيان والتجبر المتأصل في نفس فرعون أبى عليه إلا السير خلفهم، فلما تكامل قوم موسى خارجين من البحر وتكامل قوم فرعون داخلين فيه أمر الله البحر أن أطبق عليهم (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)، «سورة الشعراء: الآيات 65 - 68»، وكان هذا الحدث العظيم يوم العاشر من محرم، وعرف فيما بعد بيوم عاشوراء. صيام عشوراء ويقول: بدأ تعظيم الإسلام والمسلمين لهذا اليوم المشهود عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعد الهجرة، وتحديدا في السنة الثانية للهجرة، فقد روى البخاري، ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال لهم صلى الله عليه وسلم: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟»، فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم»، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجبا فلما فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوبا لم يقع إلا في عام واحـد، تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة صامه - أي عاشوراء - وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه». يوم عظيم ويقول الدكتور منصور مندور، من علماء الأزهر: عاشوراء من الأيام العظيمة التي يجب ألا تمر مرور الكرام، فلا بد من الاستفادة منه في حياة المسلم باعتباره يوماً جليل الشأن، ومن الأيام التي يجب أن نتخذ منها العظة والدروس، ولعلَّ أهمها التوكل على الله، والثقة في نصره مادام المسلم يقوم بواجبه على أكمل وجه، ولا يتوانى في نصرة دينه وخدمة أمته، ثم شكر الله تعالى على نعمه، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لصيام هذا اليوم شكرا لله على نجاة موسى وإهلاك فرعون. ويشير إلى أن وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم جعله يزداد قيمة فوق قيمته، حيث إن شهر المحرم من الأشهر التي يستحب فيها الصيام، ومن ثم يستحب صوم عاشوراء، فعن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم»، قالت: فكنا نصومه ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.ويوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء لمدة 9 سنوات، وفي العام الأخير قال: «لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع»، يعني مع العاشر، وتوفي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصومه، وقال صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوماً قبله، أو يوماً بعده، وخالفوا اليهود»، وقد أكد العلماء والفقهاء أنه يستحب صوم التاسع والعاشر معا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©