الشارقة تحتفي بمئوية الشاعر صقر بن خالد القاسمي

محمد عبدالسميع (الشارقة) بمناسبة الذكرى المئوية لرحيل الشاعر الشيخ صقر بن خالد القاسمي، حاكم الشارقة (1883 ـ 1914م). نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي، أمس الأول، ندوة ثقافية بعنوان «صقر بن خالد القاسمي ..عوالمه ومناخاته الأدبية والشعرية»، بقصر الثقافة بالشارقة. بحضور عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وراشد شرار، مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي. وشارك فيها الباحث علي المطروشي، والشاعر الباحث علي العبدان، وقدمها الشاعر الإعلامي رعد أمان.وقال عبدالله محمد العويس «إن الاحتفاء بمئوية الشاعر الشيخ صقر بن خالد القاسمي، احتفاء بالشعر الشعبي الإماراتي في ماضيه وحاضره، وهو لمسة وفاء للرموز والرواد الذين كانت لهم أيادٍ بيضاء على مسيرة الشعر الشعبي ليس في الإمارات فقط، ولكن في منطقة الخليج عامة، وهو في الوقت نفسه تخليد لها لتدرك الأجيال المتعاقبة أن تاريخنا زاخر بالعطاء والمبدعين في شتى المجالات». وثمن العويس دور مركز الشارقة للشعر الشعبي في إقامة مثل هذه الفعاليات التي تهتم بتقديم دراسات عن السِّمات الفنيّة والأدبيّة في الشِعْر الشعبي وشرح مفرداته. واستهل الشاعر الإعلامي رعد أمان تقديمه بالقول إن هذه الندوة جاءت لإعطاء الشاعر حقه ووفاء لما قدمه للشعر الشعبي كأحد رواده، وتعريف بالشاعر والاطلاع على أدبه الذي نعتز به.عرض الباحث علي المطروشي ورقة بعنوان «الشاعر الشيخ صقر بن خالد القاسمي حاكم الشارقة (1883 ـ 1914م) في الذكرى المائة لرحيله»؛ وهي دراسة حول الجانب التاريخي، تتضمن تفاصيل مهمة عن سيرته، وأحداثاً عاشتها المنطقة خلال حكمه. وأشار المطروشي إلى أن الأشعار القليلة المتبقية من شعر الشيخ صقر تنم على: أنه تلقى تعليماً دينياً جيداً انعكس في رثائه لأقربائه ونظرته إلى الحياة الدنيا الفانية، وأنه كان يحفظ عيونَ الشعر النبطي والعربي الفصيح أيضاً، ما أكسبه بلاغة وثروة لغوية، وصَقلَ شاعريته، وأنه إنسان رقيق المشاعر والأحاسيس. أما الباحث علي العبدان، فجاءت ورقته بعنوان «أشعار الشيخ صقر بن خالد القاسمي.. السِّمات الفنيّة والأدبيّة». أشار فيها إلى أن الشيخ صقر بن خالد القاسمي شاعرٌ كبيرٌ مُتمكن، مُبدِعٌ في ألفاظهِ ومعانيهِ التي زانت قصائِدَهُ وجعلتها من أجمل قصائدِ الشعْر النبطي الإماراتي. تنوَّعَت أغراض موضوعاته في أشعاره، فهُناك الرثاء، والشكوى من حوادث الدهر، والمناصحَة والإرشاد؛ سواءٌ لأقاربه أم لعامة الناس، وهناك أيضاً الفخر، والوصف، والغزل، وغيرها من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي. وأضاف العبدان: طريقة الشيخ صقر بن خالد في أسلوبهِ الشعري تشبهُ كثيراً طريقة قدماء الشعراء العرب في أساليبهم الشعْرية، كما أنه يلتزم ما يشبهُ عمودَ الشعر الفصيح بالتزامه جزالة الألفاظ، وفخامة الوزن، والتقاليد العربية الأصيلة في التعبير، وحُسن الانتقال من موضوع لآخر في القصيدة الواحدة.