السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجتمع الإماراتي يحافظ على الملامح التقليدية للاحتفال بالعيد

المجتمع الإماراتي يحافظ على الملامح التقليدية للاحتفال بالعيد
14 أكتوبر 2013 21:59
يحتفل الإماراتيون بعيد الأضحى المبارك وسط أجواء من الفرحة العارمة، وعلى الرغم من أن العالم الإسلامي بأسره يحتفي بمناسبة قدوم عيد الأضحى الذي يعد أحد الأعياد الإسلامية الأصيلة التي تحظي بمكانة خاصة لدى المسلمين إلا أن للنساء والأطفال في الإمارات علاقة خاصة بالعيد في ظل الالتزام بالعادات والتقاليد ومحاولة إحيائها على الدوام. دور تربوي حول استعدادات المرأة لمناسبة عيد الأضحى المبارك، تقول خبيرة التراث الشعبي فاطمة المغني «قبل حلول العيد بشهر كانت المرأة الإماراتية تستعد لعيد الأضحى المبارك على طريقتها الخاصة، إذ كانت تقضي أوقاتاً طويلة في حياكة ملابس أطفالها بنفسها، وكذلك لزوجها وهو ما يستلزم أن تتعلم المرأة الإماراتية أصول الحياكة في الماضي، فضلاً عن أنها كانت تطحن حبوب القمح، وتغسل الأرز وتضعه في الشمس، وتحاول عند حلول العيد أن تصنع الحلويات لأبنائها كنوع من العيدية الرمزية، وتضع عليها المكسرات وتصنع لأهل البيت الخبيص. وتضيف «من ضمن المظاهر الأخرى التي كانت تحرص عليها هو أن تضع البيض المسلوق في جعبة الأطفال، وهم ذاهبون إلى صلاة العيد مع الحلوى، وذلك لأن الأطفال بعد أداء صلاة العيد يتبادلون مع بعضهم بعضاً البيض المسلوق والحلويات، وبهذا فإن المرأة كانت محور العائلة ولها دور اجتماعي وتربوي كبير، فقد كانت تهتم بوضع التلي على ملابس البنات ونساء العائلة للزينة عن طرق آلة «الكجوجة»، وهي عبارة عن قمعين من الصفيح توضع بينهما مخدة لحياكة خيوط القطن المشدودة». قيمة العطاء وحول أهم ما يميز عيد الأضحى المبارك بالدولة، تقول المغني إنه الكرم الإماراتي الذي له جذور أصيلة تمتد إلى أحقاب زمنية بعيدة، وتلفت إلى أن العيدية من أهم مظاهر العيد، فهي فرحة للصغار وتبين قيمة العطاء لدى الكبار ،وهي في العادة تكون من أصحاب البيت إلى الطفل قبل سن العاشرة، وفي الماضي كانت عبارة عن حلويات، وكذلك بعض الدراهم، وتعطى العيدية بعد صلاة العيد مباشرة، وليس هناك تباين في قيمتها بين الولد والبنت، وفي السابق كان الأطفال يمرون على بيوت «الفريج» فيجمعون العيدية، لكن اللافت في هذه الأيام أن قيمة العيدية وصلت في إلى مئات، وآلاف الدراهم، فضلاً عن أنها أصبحت توضع في علب مزركشة ومزينة بحيث تعد خصيصاً لهذه المناسبة، وتؤكد أن الحلوى لم تعد تفي بالغرض كمظهر للعدية في هذا العصر، ولم يعد من الممكن أن يمر الأطفال على البيوت من أجل الحصول على العيدية، وذلك للتحرج الشديد الذي يصحب هذه العادة. وتتابع المغني «فور الانتهاء من صلاة العيد، كان المعيدون في الماضي يمرون على جميع بيوت المنطقة وبطريقة متتالية، أما في الوقت الحالي فالأمر اختلف وأصبح لكي يقوم أحد الأشخاص بزيارة الأصدقاء فعليه أن يأخذ مواعيد مسبقة، الأمر الذي نقل العلاقات الاجتماعية من حيز التواصل الحميم المباشر إلى إطار ضيق جداً تكاد تتلاشى فيه أجمل المظاهر التي كانت تجعل من الجار قريباً للجار، وشريكاً في المواقف الحياتية. «خوصة بوصة» من ناحية المواقف، التي لم تبرح خيالها والتي ترتبط بالماضي، تبين خبيرة التراث الشعبي الإماراتي فاطمة عبيد المغني أن فرحتها بملابس العيد الجديدة لم تكن عادية نظراً لأن الحياة في السابق لم تكن سهلة، إذ إنه في هذا العصر تستطيع المرأة أن تحصل على ما يقارب عشر عباءات. فضلاً عن السعادة الغامرة التي كانت تشعر بها إزاء الألعاب الشعبية التراثية التي كان لها وقع خاص في نفوس الأطفال آنذاك، مثل لعبة «خوصة بوصة» واللعب بقواقع البحر، وعمل البيوت الرملية واستخدام جذوع النخيل في العديد من الألعاب، ما كان يجعل لعيد الفطر والأعياد الإسلامية بوجه عام طعماً خاصاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©