الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كرزاي: وسائل إعلام الغرب تحارب أفغانستان نفسياً

كرزاي: وسائل إعلام الغرب تحارب أفغانستان نفسياً
5 أكتوبر 2012
كابول (وكالات) - اتهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس وسائل إعلام غربية بشن “حرب نفسية” على بلاده عبر الإعلان أن طالبان سيعودون بعد انسحاب قوات التحالف الدولي مع نهاية 2014. وكان محللون في وسائل إعلام غربية أنه مع انسحاب كامل التعزيزات الأميركية التي أرسلت إلى أفغانستان تكون حركة طالبان قد صمدت بوجه أكبر عملية عسكرية تشنها قوات الغرب على مقاتليها فيما يخيم على البلاد شبح اندلاع حرب أهلية جديدة بعد رحيل كل القوات الأجنبية منها في غضون عامين. ويتوقّع محللون انهيار حكومة كابول المدعومة من الغرب وتفجر حرب أهلية أسوأ من تلك التي شهدتها أفغانستان في التسعينيات عندما انسحبت القوات السوفيتية بعد احتلال دام عشر سنوات. ويقول كانداس روندو من مجموعة الأزمات الدولية “أعتقد أن انهيار الحكومة ليس سوى مسألة وقت. هذا مؤكد”، مضيفاً “من سيحكم كابول في 2014 و2015 هما الفوضى والعنف”. ويشدد المحلل على أن “الانهيار الذي شهدناه في التسعينيات سيكون أسوأ هذه المرة نظراً لوجود المزيد من الأسلحة في البلد وقدر أكبر من الدوافع للقيام بفظائع أكثر مما شاهدنا من قبل”. بدوره يتوقع الخبير في شؤون أفغانستان جيل دورونسورو من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي اندلاع حرب أهلية جديدة، معتبراً أن طالبان ستنتصر في نهايتها وستعود إلى السلطة. ويتضارب هذا السيناريو مع توقعات قوات الحلف الأطلسي والحكومات الغربية في أن القوات الأفغانية ستكون قادرة على الدفاع عن البلد بعد 2014. وقال الرئيس الأفغاني في مؤتمر صحفي “إنها حرب نفسية تشنها وسائل الإعلام الغربية على أفغانستان: ما أن ينسحب الجنود الأجانب حتى تصبح أفغانستان فقيرة، وستندلع حرب أهلية وطالبان سيعودون” إلى الحكم. وأوضح أنه ناقش هذه المسألة خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الفائت في نيويورك. وأضاف كرزاي “أعتقد أن الهدف هو التأثير في الاتفاقات المقبلة حول عدد القواعد العسكرية الأميركية، وانتشار الجنود الأميركيين ما بعد عام 2014، لكن هذا الأمر لن ينجح عبر حرب نفسية”. وسمى كرزاي صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكتي “بي بي سي” و”سي. إن. إن”، مع إشارته إلى أن “وسائل إعلام محلية وتلفزيونات وإذاعات إضافة إلى محللين، يتوقعون ويا للأسف أيضاً حرباً أهلية في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية”. وفي تقرير لمؤسسة كارنيجي، توقع الفرنسي جيل دورونسورو انهيار الحكومة الأفغانية الموالية للغرب. وقال دورونسورو “بعد 2014، فإن مقدار الدعم الأميركي للنظام الأفغاني سيكون محدوداً. وبعد مرحلة جديدة من الحرب الأهلية، سيعقب ذلك انتصار لطالبان”. وأوضح أن انسحاب قوات التحالف التي أطاحت بنظام طالبان في نوفمبر 2001 “سيترجم في شكل فوري بتقدم لطالبان، وخصوصاً في شرق وجنوب البلاد”. وأعلن كرزاي من جهة أخرى، أن الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها المقرر عام 2014 بعد انقضاء فترة ولايته على الرغم من تصاعد التمرد. وقال”ستجري الانتخابات يقيناً.. أمضوا قدماً في اختيار مرشحكم المفضل.. إذا تم تمديد فترة ولايتي لمجرد يوم واحد فستكون غير مشروعة”. من جانبه، تعهد وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول أمس الأول أمام نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون بالسعي إلى تحقيق السلام مع طالبان، بعد أن دعت واشنطن مجدداً المتشددين إلى استئناف المحادثات المجمدة منذ مارس. وكانت كلينتون وزلماي في واشنطن لمناسبة إنشاء لجنة ثنائية مكلفة التحضير لعلاقات أميركية، أفغانية بعد انسحاب القوات الدولية والأطلسية من أفغانستان نهاية 2014. وقالت كلينتون أمام الصحفيين خلال مؤتمر مشترك مع نظيرها الأفغاني “نعلم أنه سيكون هُناك أيام صعبة. لكن على رغم التحديات، لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تجاه الشعب الأفغاني”. وذكرت “بالتضحية” التي قدمها أكثر من 2000 جندي أميركي قتلوا في أفغانستان، داعية في الوقت عينه إلى بقاء البلدين “شريكين يتطلعان نحو المستقبل”. من جانبه وعد رسول زلماي بمضي كابول “بقوة في عملية السلام”. وقال “هذا ما يستحقه الشعب الأفغاني والطريق الأضمن لإنهاء حلقة العنف في أفغانستان”. وتم إجراء اتصالات بين طالبان والغربيين خلال السنوات الماضية سعياً لتفادي حرب أهلية جديدة في أفغانستان بعد نهاية عام 2014. لكنها لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة، كما لن تنجح في وقف المعارك. وعلقت طالبان في 15 مارس المحادثات التمهيدية مع الولايات المتحدة بعد فشل اتفاق لإطلاق سراح معتقلين في جوانتانامو. وجددت الخارجية الأميركية أمس الأول تأكيدها أن المتمردين مرحب بهم على طاولة المفاوضات. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند، إن “الباب مفتوح أمامهم. القرار عائد لهم في ما إذا كانوا يريدون الاستفادة من ذلك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©