جددت الحكومة الأفغانية أمس تأكيد أنها لن تقبل التفاوض إلا مع عناصر ''طالبان'' الذين يلقون السلاح ويعترفون بدستور البلاد مستبعداً المقاتلين الموالين لـ''القاعدة'' والمواطنين غير الأفغان· ورداً على سؤال الصحفيين في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأفغاني رانجين دادفر سبانتا إن هناك سوء تفاهم مع الدول الغربية، وإن ''طالبان'' التي كانت تحكم في كابول بين 1996 و،2001 ليست حركة منسجمة تدافع عن قضية سياسية· وأكد الوزير أن بين المقاتلين هناك ''خليطاً من مافيا الأفيون ومافيا عمليات الخطف وإرهابيين دوليين مع تنظيم القاعدة وفصائله و(طالبان) الأفغان والباكستانيين وغيرهم''· وأضاف أن من ''الواجب التاريخي لحكومة مسؤولة'' مساعدة الذين يوافقون على العودة إلى حياة سلمية·
الى ذلك أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أن أي مصالحة سياسية مع فصائل أفغانية متمردة يجب أن تتم وفق شروط حكومة كابول، في حين عين الرئيس الأميركي باراك أوباما الجنرال كارل ايكنبيري سفيراً للولايات المتحدة لدى كابول· وبالتوازي، كشفت مصادر أميركية أن أوباما سيعين قريباً مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية المنتهية ولايته دانيال فريد مسؤولاً عن إغلاق معتقل جوانتانامو المثير للجدل·
وأبلغ جيتس محطة ''بي بي اس'' الأميركية الليلة قبل الماضية قائلاً: ''أعتقد أن غالبية المتمردين يؤيدون إجراء مصالحة سياسية· الحل يكمن في أنها يجب أن تتم وفق شروط حكومة أفغانستان''·
وكان الرئيس أوباما ألمح في مقابلة نشرتها ''نيويورك تايمز'' السبت الماضي إلى إمكانية بدء محادثات مع ''عناصر معتدلين'' في حركة ''طالبان'' التي أطاح بحكمها في أفغانستان نهاية ،2001 التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة·
وأكد جيتس وجود ''أعضاء في حركة طالبان لا يمكن أبداً مصالحتهم ويجب قتلهم''· واستدرك: ''لكن ربما يكون هناك عناصر آخرون، ربما يكونون أكثرية، مستعدين فعلاً لإجراء مصالحة، إما لأنهم يريدون ثمنها وإما لأسباب أخرى لأنهم يعتقدون أن المصالحة ممكنة''· وكانت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' أعلنت الليلة قبل الماضية أنها لن تدعم جهداً محتملاً للمصالحة مع الملا عمر زعيم حركة ''طالبان'' الهارب·
وصرح الناطق باسم الوزارة جيف موريل، بأن مبادرة من هذا القبيل قد تصدر عن الحكومة الأفغانية موضحاً بقوله: ''لا أظن أن أحداً في هذه الوزارة يدعم فكرة المصالحة مع هذا النوع من الأشخاص الملطخة أيديهم بالدماء''·
وكان الجنرال كارل ايكنبيري السفير المعين لأفغانستان، خدم في هذه البلاد المضطربة قبل أن يشغل منصباً في حلف شمال الأطلسي في بروكسل· ومن المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي قريباً جداً، أي قبل قمة الحلف الأطلسي المقررة مطلع أبريل في فرنسا وألمانيا، استراتيجيته الجديدة في أفغانستان التي جعلها إحدى أبرز أولوياته على الصعيد الدولي·
وسيخلف الجنرال ايكنبيري، ويليام براوتشر وود السفير في أفغانستان منذ أبريل2007 في حال صدق مجلس الشيوخ على تعيينه·
وأعلن أوباما أيضاً، تعيين ايفو دالدر سفيراً جديداً لدى حلف شمال الأطلسي والكسندر فيرشبو مساعداً لوزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي مكلف العلاقات مع الحلف الأطلسي· وفي سياق التعيينات الجديدة، كشف مسؤول أميركي عن قرب تعيين دانيال فريد مسؤولاً عن إغلاق معتقل جوانتانامو·
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: ''نتوقع تعيين فريد في منصب مرتبط بالمرسوم الرئاسي حول جوانتانامو''، مؤكداً أن ''هذا المنصب لا يتطلب تصديق مجلس الشيوخ عليه'
عدد اليوم
